تقع منطقة أم بجمة بمدينة ابوزنيمة بجنوب سيناء، وتحديدا في محيط منطقة سرابيط الخادم، أغنى المناطق المصرية الغنية بالثروة المعدنية لوجود خامات المنجنيز والكاولين، رمل الزجاج، والدولوميت، والأكاسيد، واليورانيوم، لذا أقيمت بها أقدم مدينة للتنقيب عن خام المنجنيز واستخراجه بمنطقة أم بجمة.
قال يوسف بركات، مرشد سياحي بمدينة أبوزنيمة، إن منطقة "أم بجمة" أول مدينة صناعية متكاملة في مصر بشكل عام وسيناء بشكل خاص، وتحتوي على العديد من المواد الخام المعدنية، أهمها خام المنجنيز والحديد، ومازال يجري استخراج هذه المواد الخام منها.
وأوضح "بركات" في تصريح لـ"الشروق"، أنه يوجد بها أقدم مدينة صناعية بناها الإنجليز منذ أكثر من 150 عاما على جبل عالي بطل على البحر، بعرض اكتشاف واستخراج المواد الخام للحديد في بداية الأمر، قد جرى اكتشاف خام المنجنيز والنحاس بها، مؤكدا أن خام المنجنيز من أعلى نسبة المواد الخام بها.
وأضاف أن الإنجليز عملوا على ربط منطقة أم بجمة التي تقع في منطقة جبلية وعرة داخل الظهير الصحراوي الجبلي بمدينة أبوزنيمة بعدة طرق لنقل المواد الخام التي يتم استخراجها إلى مصنع المنجنيز بالمدينة، وذلك من خلال عدة طرق منها طريق الشلالات وطريق وداي السهب، ولكن كانت السيول تدمر هذه الطرق، فلجأوا إلى عمل تلفريك لنقل المواد الخام وخاصة المنجنيز إلى منطقة الكيلو 9، ثم نقلها من منطقة الكيلو 9 إلى مصنع المنجنيز عن طريق القطار.
ولفت إلى أن مصنع المنجنيز مازال يعمل حتى الآن، ويعد المصنع الرابع على مستوى العالم في تصنيع المنجنيز عن طريق الحرق.
وأكد أن الإنجليز أقاموا مدينة متكاملة بمنطقة أم بجمة تضم عدة أحياء سكنية مرقمة من 1 حتى 10 لتسكين العمال والمديرين، ورغم تهالك المباني بها إلا أنها بنيت على الطراز الإنجليزي، وكانت تضم مستشفى، وصيدلية، ومسرح، ومسجد، ومخبز، وبيوت للعمال.
على جانب آخر، أكد الدكتور مصطفى محمد نور الدين، كبير باحثين بوزارة السياحة بمنطقة سرابيط الخادم، أن المنطقة توجد بها تزخر بمناجم المنجنيز، وتعد من المقاصد السياحية الواعدة لما تتميز به من آثار وتراث وطبيعة، وتعد المدينة الصناعية القديمة بمنطقة أم بجمة من أهم المناطق الأثرية بها.