قصص من التراث (13).. أبو جعفر وطباخه والجهبذ - بوابة الشروق
الثلاثاء 16 ديسمبر 2025 6:35 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

ما تقييمك لمجموعة المنتخب المصري في كأس العالم برفقة بلجيكا وإيران ونيوزيلندا؟

قصص من التراث (13).. أبو جعفر وطباخه والجهبذ

منال الوراقي
نشر في: السبت 23 مارس 2024 - 4:47 م | آخر تحديث: السبت 23 مارس 2024 - 4:47 م

يزخر التراث العربي بالكثير من القصص والحكايات المليئة بالحكمة والعبرة وأحيانا الفكاهة، والتي أصبحت موروثا ثقافيا في بعض بلداننا رغم اختلاف الزمن وتطور الحياة.

في سلسلة "قصص من التراث" وعلى مدار شهر رمضان الكريم، تقدم لكم "الشروق" قصصا وحكايات تحمل الموروثات الثقافية للدول العربية، تتنوع بين الحكمة والعبرة والقصص الفكاهية، استنادا لكتاب "نوادر الكتب: غريبها وطريفها" للكاتب والباحث والمؤرخ السوري محمد خير رمضان يوسف.

أبو جعفر وطباخه والجهبذ
كان في مصر رجل يعرف بأبي جعفر الشق، شبيه بأبي علي بن الجصاص في الغفلة والجد والنعمة، وقد حضر إليه رجل مرة، فطلب إليه أن ينتظر ليأكل معه، فقدم الطعام، وفيه حصرمية غير محكمة، وهي طبق عربي من اللحم بقشور الباذنجان مع عصارة العنب المبهر بالتوابل، فرفع يده مستنكرا، وقال كيف لمثل مطبخي أن يخرج منه مثل هذه؟ علي بالطباخ.

فأتي، فقال له: ما هذا العمل؟ فقال: يا سيدي إنما أنا صانع، وعلى قدر ما أعطى أعمل، وقد سألت المنفق يشتري لي ما أحتاج إليه فتأخر عني، فعملت على غير تمكن؛ فجاء التقصير كما ترى.

فقال: علي بالمنفق، فأحضر المنفق، فقال: مالي قليل؟ قال: لا يا سيدي، بل عندك نعم واسعة، قال: فما لك تضايقنا في النفقة ولا توسع كما وسع الله علينا؟ قال: يا سيدي، إنما أنفق ما أُعْطَى، وقد سألت الجهبذ أن يدفع لي فتأخر عني.

فقال: علي بالجهبذ، فأتي به، فقال: ما لك لم تدفع للمنفق شيئًا؟ قال: لم يوقع لي الكاتب، فقال للكاتب، لِمَ لَمْ تدفع إليه شيئًا ؟ فتلعثم في الكلام، ولم يكن عنده جواب.

فقال للكاتب: قف هاهنا، فوقف، ووقف خلفه الجهبذ، ووقف خَلْفَ الجهبذ المنفق، وخَلْفَ المنفق الطباخ، وقال: نفيت من فلان إن لم يَصْفَعْ كلُّ واحد منكم مَنْ يليه بأكثر ما يقدر عليه، فتصافعوا.

قال: فخرجت وأنا متعجب من غباوته، ودقته في هذا الحكم.

لقرأ أيضا: قصص من التراث (12).. القاضي والعمة العجوز



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك