أجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارة رسمية إلى جمهورية جيبوتي، اليوم الأربعاء، وذلك في إطار مواصلة جهود تطوير علاقات الشراكة الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات، وانطلاقاً من العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة بين جمهورية جيبوتي ومصر وشعبيهما الشقيقين.
وعقد الرئيسان مشاورات سياسية موسّعة أكدا خلالها على عمق العلاقات الأخوية والتاريخية والاستراتيجية التي تربط بين البلدين، وأبرزا الجهود المبذولة لتعميق التعاون الثنائي في مختلف المجالات، بما في ذلك الدفاع، والأمن، والطاقة، والتجارة، والتعليم، والصحة، والإعلام، ومكافحة الفكر المتطرف.
وعبر السيسي عن تهنئة مصر لجيبوتي بفوز وزير خارجيتها السابق محمود علي يوسف بمنصب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بينما أكد الرئيس جيله دعم بلاده لمرشح مصر الدكتور خالد العناني لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو.
وأشاد الجانبان بالتعاون في قطاع الكهرباء والطاقة، وأعلنا عن إطلاق مبادرة مشتركة لتحقيق أمن الطاقة في جيبوتي، من خلال مشروعات تشمل محطة طاقة شمسية في قرية "عمر جكع" ومشروعات أخرى للطاقة الشمسية والرياح، بالتعاون بين الوزارات المعنية والهيئة العربية للتصنيع والوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية.
وناقش الجانبان مشروعات الشراكة في مجال الموانئ والمناطق الحرة، من بينها المنطقة اللوجستية وتوسعة ميناء الحاويات في "دوراله" ومشروع الطريق البري RN18، كما أكدا أهمية تعزيز الاستثمارات المتبادلة، وتم الإعلان عن تأسيس مجلس الأعمال المصري-الجيبوتي، وتخصيص مساحة 150 ألف متر مربع للشركات المصرية بالمنطقة الحرة في جيبوتي.
ووجه الرئيسان بإتمام الافتتاح الرسمي لمقر بنك مصر جيبوتي الجديد، وأشادا بالتعاون في مجال مكافحة الإرهاب عبر معهد الوسطية الجيبوتي بدعم من الأزهر الشريف، كما رحبا بمبادرة إنشاء مركز لتعليم اللغة العربية تابع للأزهر في جيبوتي.
في المجال الصحي، ثمّنا إرسال قوافل طبية مصرية، من بينها قافلة للكشف المبكر عن ضعف السمع وأخرى لتركيب وصلات شريانية، كما أكدا على الإسراع في تفعيل مركز الأمومة والطفولة في جيبوتي. وفي مجال الشباب والرياضة، رحبا بتطوير استاد "حسن جوليد" بالتعاون بين وزارتي الرياضة في البلدين.
أشاد الرئيسان بتدشين خط مصر للطيران المباشر بين القاهرة وجيبوتي، ووجها بتعزيز التعاون في الطيران المدني، وتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم في مجالات الشباب، الرياضة، التعليم العالي، والإعلام.
وفي القضايا الإقليمية والدولية، أكدا على التنسيق المشترك حول قضايا الشرق الأوسط والقرن الأفريقي، وشددا على دعم الأمن والاستقرار في الصومال، ورفض محاولات تهديد وحدة السودان، ودعوة كل القوى السودانية للانخراط في العملية السياسية، مع الإشادة بالجهود المصرية والجيبوتية لتحقيق الاستقرار.
أعرب الرئيسان عن القلق تجاه الأوضاع في جنوب السودان، ودعوا لتفادي التصعيد، كما أكدا على أهمية أمن البحر الأحمر ورفض زعزعة استقراره، ودعوا لتفعيل مجلس الدول المشاطئة.
فيما يخص القضية الفلسطينية، أدان الرئيسان العدوان الإسرائيلي على غزة، وأكدا ضرورة احترام وقف إطلاق النار، ورفض تهجير الفلسطينيين، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل والعودة للمفاوضات.
كما أكدا دعم مؤسسات الدولة السورية، وأهمية الانتقال السياسي الشامل، ودعوا إلى التعاون في إطار الاتحاد الأفريقي لتحقيق أجندة 2063، وداخل جامعة الدول العربية لتعزيز التعاون العربي-الأفريقي، وفي منظمة اليونسكو لتدعيم رفاهية الشعبين.
واختتمت الزيارة بتوجيه الشكر من الرئيس عبد الفتاح، لأخيه الرئيس إسماعيل عمر جيله على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، موجهاً له الدعوة لزيارة مصر في الفترة المقبلة.