في إطار دعم المجتمعات المستهدفة ضمن مبادرة "حياة كريمة" في مصر، يعمل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في مصر، بالتعاون مع وزارة التنمية المحلية، على تنفيذ برنامج يهدف إلى تعزيز تغيير المفاهيم في المجتمعات الريفية المستضعفة لتحقيق المساواة والإدماج بين الجنسين.

وبحسب بيان لبرنامج الأغذية العالمي بمصر، تهدف هذه الشراكة إلى بناء قدرات وحدات الإدارة المحلية بالقرى لتصبح مراكز رئيسية للتنمية الريفية وتبادل المعرفة.

ويزود البرنامج هذه الوحدات بالمهارات والموارد التكنولوجية الضرورية لتعزيز الممارسات الصحية في المجتمع والأسرة، وتقديم معلومات قيمة من خلال سلسلة من الجلسات التوعوية التي تهدف إلى معالجة الممارسات الاجتماعية السلبية، مثل الزواج المبكر، وختان الإناث، وإدماج ذوي الاحتياجات الخاصة، وتنظيم الأسرة.

ومنذ إطلاق البرنامج في أغسطس الماضي، شارك أكثر من 6,000 شخص - 80% منهم نساء - في أكثر من 200 جلسة تفاعلية قدمها موظفون مدربون في ست محافظات، وهي بني سويف، الفيوم، أسوان، المنيا، الأقصر، وقنا.

وشهدت الجلسات إقبالًا كبيرًا، حيث قام الحضور بالمشاركة في العروض التقديمية، ومشاهدة الفيديوهات، والأنشطة التفاعلية.

ولتعزيز فعالية الجلسات، تم التعاون مع الوحدات الصحية، والمؤسسات الدينية، ومنظمات المجتمع المدني، مما أضاف أصواتًا موثوقة ومنظورات متنوعة إلى المناقشات.

وشملت الجلسات أيضًا أنشطة إبداعية للأطفال مثل المسرحيات والأغاني، لتوصيل القضايا الحرجة بطرق مبسطة.

كما ساهمت إقامة الجلسات داخل مجمعات الخدمات الحكومية في تعزيز فهم المواطنين للخدمات العامة المتاحة، مما أنشأ رابطًا بين المجتمعات الريفية والموارد الحكومية من خلال وحدات الإدارة المحلية.

وتعكس قصص من الواقع نجاح هذه المبادرة. ففي قرية الروضة، قررت أم استمرار تعليم ابنتها بدلاً من تزويجها في سن مبكر بعد حضورها جلسة سلطت الضوء على الآثار السلبية للزواج المبكر.

وفي قنا، دفعت حادثة مأساوية متعلقة بالختان إلى المشاركة في جلسة عن مخاطر الختان، مما زاد الوعي والإجراءات لمكافحة هذه الممارسة.

وتُبرز هذه القصص الأثر التحويلي لتعاون برنامج الأغذية العالمي والوزارة، الذي يعزز تمكين المجتمعات الريفية ويحسن الحماية والرفاهية لأكثر الفئات ضعفًا.

ويحافظ برنامج الأغذية العالمي على شراكة طويلة الأمد مع وزارة التنمية المحلية، حيث يعملان معًا في العديد من المبادرات. ومن بين هذه الجهود، الدعم المقدم للمراكز التكنولوجية التي أنشأتها الحكومة في عدة قرى ضمن مبادرة "حياة كريمة". ومن خلال توفير الأجهزة الرقمية، أصبحت هذه المراكز مجهزة لتقديم الخدمات المحلية الأساسية على مستوى القرى، بما يتماشى مع الرؤية المشتركة لتعزيز التحول الرقمي وتحسين وصول المجتمعات للتكنولوجيا.

وتشمل المبادرات الأخرى:

إنشاء وتعزيز فرق التنمية الاقتصادية على مستوى القرى، بما يتماشى مع المجالس الاقتصادية والاجتماعية على مستوى المحافظات ومنتديات التنمية المحلية على مستوى الأحياء التي أنشأتها الوزارة.

كما تشمل تطوير منصة التسويق الإلكترونية "أيادي مصر"، بهدف تسويق الحرف اليدوية التي تنتجها النساء المصريات وتزويدهن بالدعم الفني اللازم لتسويق منتجاتهن عبر الإنترنت.