عرف عن النبي محمد، عليه الصلاة والسلام، أنه كان يصوم الأيام البيض، وهي أيام محددة من كل شهر، ورد في فضلها أحاديث عن النبي، وتوافق اليوم الثالث عشر، والرابع عشر، والخامس عشر من كل شهر من أشهر العام الهجري، وفقا لما ذكرته دار الإفتاء المصرية.
وقد سميت الأيام البيض بذلك، لتميز ليلها ببياض نور قمره، حيث يكون القمر في هذه الأيام بدرًا كاملاً، ويمكن رؤيته بالعين المجردة، وبشكل واضح.
ووفقا لدار الإفتاء فيبدأ صيام الأيام البيض لشهر رجب من يوم الخميس 25 يناير والجمعة 26 يناير والسبت 27 يناير.
ولكن، ما فضل صيام الأيام البيض في شهر رجب؟
وعن فضل صيام الأيام البيض في شهر رجب، ذكرت دار الإفتاء في إحدى فتاويها السابقة: أنه مما ورد في فضل صيام شيء من شهر رجب، ما رواه الإمام أبو داود عن مجيبة الباهليَّة، عن أبيها، أو عمها، أنَّه أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثمَّ انطلق، فأتاه بعد سنة، وقد تغيرت حاله وهيئته.
فقال: يا رسول الله، أما تعرفني؟ قال: «وَمَنْ أَنْتَ؟» قال: أنا الباهلي، الذي جئتك عام الأول، قال: «فَمَا غَيَّرَكَ وَقَدْ كُنْتَ حَسَنَ الْهَيْئَةِ؟»، قال: ما أكلت طعامًا إلا بليل منذ فارقتك، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لِمَ عَذَّبْتَ نَفْسَكَ؟»، ثم قال: «صُمْ شَهْرَ الصَّبْرِ، وَيَوْمًا مِنْ كُلِّ شَهْرٍ»، قال: زدني؛ فإن بي قوة، قال: «صُمْ يَوْمَيْنِ»، قال: زدني، قال: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ»، قال: زدني، قال: «صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ، صُمْ مِنَ الْحُرُمِ وَاتْرُكْ»، وقال بأصابعه الثلاثة فضمها، ثم أرسلها.
وما رواه الإمام البيهقي في "فضائل الأوقات" عن سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ نَهْرًا يُقَالُ لَهُ رَجَبٌ، أَشَدُّ بَيَاضًا مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ الْعَسَلِ، مَنْ صَامَ مِنْ رَجَبٍ يَوْمًا سَقَاهُ اللهُ مِنْ ذَلِكَ النَّهْرِ».