رغم فوز الرئيس الأمريكي السابق والمرشح الحالي للانتخابات الرئاسية الأمريكية دونالد ترامب، بالانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري، التي أجريت داخل عدة مقاطعات، إلا أنه يواجه المرشحة الجمهورية الأولى، نيكي هالي، التي فازت بالإجماع فى الانتخابات التمهيدية داخل الحزب الجمهوري الأمريكى، بمنطقة بديكسفيل نوتش بولاية نيوهامبشير الأمريكية، متغلبة عليه.
ولكن من هي نيكي هالي.. أول مرشحة جمهورية تتحدى ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟
نيكي هالي، سياسية أمريكية، من مواليد 20 يناير 1972، بمقاطعة بامبرغ بولاية كارولينا الجنوبية في الولايات المتحدة، شغلت منصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة في إدارة دونالد ترامب، وكانت أول امرأة تشغل منصب حاكم ولاية كارولينا الجنوبية، قبل أن تترشح لزعامة الحزب الجمهوري في السباق الرئاسي الأمريكي لعام 2024.
ووفقا لما ذكرته دائرة المعارف البريطانية، كان والدا نيكي مهاجرين هنديين يمتلكون متجرا صغيرا للبضائع الأجنبية تطور إلى مشروع ملابس وهدايا ناجح للغاية، فبدأت نيكي بالعمل هناك بينما كانت لا تزال مراهقة، وبعد دراسة المحاسبة في جامعة كليمسون الأمريكية عام 1994، واصلت العمل في الأعمال التجارية العائلية.
وفي عام 1996، تزوجت نيكي من مايكل هالي، الذي خدم لاحقا في الحرس الوطني، وشارك في حرب أفغانستان، وبحلول عام 2004، فازت نيكي بمقعد في مجلس نواب ولاية كارولينا الجنوبية، حيث قامت بحملة على منصة جمهورية تقليدية تضمنت تخفيضات ضريبية وضوابط هجرة وقيود على الإجهاض، فتولت منصبها في العام التالي وأعيد انتخابها في عام 2008.
وفي عام 2010، ترشحت هالي لمنصب حاكم ولاية كارولينا الجنوبية، فهزمت مرشحين أكثر خبرة منها في الانتخابات التمهيدية، واستمرت في الفوز حتى الانتخابات العامة، وعندما تولت منصبها في عام 2011، صنعت التاريخ كأول امرأة وأول شخص من أقلية عرقية يشغل منصب حاكم ولاية كارولينا الجنوبية.
وخلال فترة ولايتها الأولى، نما اقتصاد ولاية كارولينا الجنوبية باطراد مع انخفاض معدل البطالة، لذلك فازت هالي بسهولة خلال إعادة انتخابها في عام 2014.
ووفقا لسيرتها الذاتية بموقع الكونجرس الأمريكي، فقد ازدهر اقتصاد ولاية كارولينا الجنوبية تحت قيادتها، وزادت التنمية الاقتصادية وجذب الاستثمار مستثمرين من دول أجنبية كالهند والسويد وفرنسا وألمانيا واليابان.
وتفاوضت على صفقات مع أكبر الشركات في العالم وأقنعتهم بجعل ولاية كارولينا الجنوبية وطنهم، فزادت الوظائف في مقاطعات كارولينا الجنوبية البالغ عددها 46 مقاطعة، بأكثر من 85 ألف وظيفة، ووصل معدل البطالة في ولاية كارولينا الجنوبية إلى أدنى مستوى قياسي له منذ 15 عامًا خلال فترة حكمها.
وفي عام 2015، جذبت هالي الاهتمام الوطني بعد وقوع حادثة إرهابية في ولايتها، بعد أن فتح رجل أبيض يدعى ديلان روف، النار خلال اجتماع لدراسة الكتاب المقدس في كنيسة إيمانويل الأسقفية الميثودية الأفريقية في تشارلستون، مما أسفر عن مقتل 9 أمريكيين من أصل أفريقي، حيث نجحت في تهدئة الأوضاع واحتوائها.
وفي نوفمبر 2016، اختارها الرئيس المنتخب دونالد ترامب للعمل كسفيرة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وعلى الرغم من خبرتها المحدودة في السياسة الخارجية، إلا أن مجلس الشيوخ الأمريكي وافق بسهولة، في يناير 2017، بـ96 صوتا مقابل 4، لتستقيل بعد ذلك مباشرة من منصبها كحاكم ولاية كارولينا الجنوبية وتتسلم مهامها الجديدة.
وبصفتها سفيرة للأمم المتحدة، اكتسبت هالي سمعة لكونها صريحة ولها آراءها خاصة فيما يتعلق بإيران وكوريا الشمالية، وكلاهما كانا يتابعان برامج نووية، ففي عام 2018، أيدت قرار ترامب بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، المبرم عام 2015، وانتقدت بشدة التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016، ووصفته بأنه "حرب".
وفي أكتوبر 2018، أعلنت هالي أنها ستستقيل من منصب سفير الأمم المتحدة، وتركت منصبها في ديسمبر، قبل أن تنضم، في عام 2019، إلى مجلس إدارة شركة بوينج للطائرات، لكنها استقالت في العام التالي، واعترضت على قرار الشركة بالسعي للحصول على خطة إنقاذ حكومية اتحادية خلال وباء كوفيد-19.
وخلال هذا الوقت ظلت هالي نشطة سياسيا، وعلى الرغم من دعمها المستمر لدونالد ترامب، إلا أنها انتقدت رده على الهجوم على مبنى الكابيتول، في يناير 2021، وبعد ذلك بعامين، أعلنت أنها ستترشح للرئاسة في عام 2024، حيث أصبحت أول جمهورية تتحدى ترامب، الذي أعلن ترشحه في عام 2022.