تصدرت منطقة أوروميا، أكبر مناطق إثيوبيا وأكثرها اكتظاظا بالسكان، عناوين الأخبار بعد تقارير عن ارتفاع عمليات الاختطاف للحصول على فدية، والمنطقة ليست غريبة على الحروب والصراعات، لقد ناضل شعبها منذ فترة طويلة ضد التهميش السياسي في إثيوبيا.
تقع أوروميا في قلب إثيوبيا، وهي ليست مجرد كيان جغرافي ولكنها مركز ثقافي واقتصادي وسياسي، وتشكل المنطقة بشكل كبير هوية إثيوبيا ومسارها، هي أكبر مناطق إثيوبيا الـ12 وتغطي مساحة واسعة، تبلغ مساحتها أكثر من 350 ألف كيلومتر مربع، وهي أكبر من كوت ديفوار أو إيطاليا، وفقا لـ بيزونة يمينو متخصص في التنمية الدولية بجامعة برمنجهام، في تقرير نشر على منصة "ذا كونفيرزيشن".
تمتد المنطقة إلى الأجزاء الوسطى والغربية والجنوبية من إثيوبيا. تشكل أوروميا 34% من مساحة إثيوبيا. وتشترك في الحدود مع جميع المناطق الإثيوبية الأخرى باستثناء تيجراي في شمال البلاد، وتشترك في خطوط الحدود الدولية مع السودان وجنوب السودان وكينيا، عاصمتها هي فينفين، والمعروفة أيضًا باسم أديس أبابا، وهي أيضًا عاصمة إثيوبيا ومقر الاتحاد الأفريقي.
تشمل جغرافية أوروميا المتنوعة المرتفعات والأراضي المنخفضة والغابات والسهول الخصبة، مما يساهم في غناها الزراعي، ووفقا للتعداد الأخير، تعيش في المنطقة أكثر من 60 مجموعة عرقية، ويبلغ عدد سكان أوروميا حوالي 40 مليون نسمة، أي حوالي 38% من سكان إثيوبيا البالغ عددهم 105 ملايين نسمة، وهناك أيضًا مجتمعات الأورومو في كينيا والصومال.
ما هي الأهمية الثقافية والاقتصادية لأوروميا؟
الأورومو، أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، تتحدث عفان أورومو، وهي واحدة من اللغات الأفريقية الخمس الأكثر استخدامًا، لقد استمرت تقاليد الأورومو والممارسات العرفية لعدة قرون.
وتشتهر أوروميا بنظام الحكم الديمقراطي التقليدي، الذي يتم بموجبه نقل السلطة سلميا كل 8 سنوات، وينظم أنشطة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. وفي عام 2016، اعترفت اليونسكو بالنظام باعتباره تراثًا ثقافيًا غير مادي.
ومن الناحية الاقتصادية، تعد أوروميا واحدة من سلال الخبز في إثيوبيا، ويمثل إنتاج المحاصيل في المنطقة حوالي 50% من إجمالي الإنتاج الوطني، ويعمل غالبية السكان في القطاع الزراعي، تدعم التربة الخصبة في المنطقة محاصيل مثل القهوة والتيف والذرة والشعير، والتي تحظى بشعبية كبيرة للاستهلاك المحلي والتصدير.
يوجد في المنطقة العديد من المصانع والصناعات التي تنتج المنسوجات والملابس الجاهزة والمنتجات الجلدية والمواد الكيميائية ومواد البناء والأدوية، وتعد أوروميا أيضًا مصدرًا للمعادن التصديرية، بدءًا من الذهب والبلاتين إلى خام الحديد والحجر الجيري. وفي السنة المالية 2021-2022، حققت أوروميا 324 مليون دولار أمريكي من التعدين.
وتتقاطع الطرق السريعة الدولية، مثل طريق إثيوبيا-جيبوتي، وهو الطريق الرئيسي للتجارة الخارجية لإثيوبيا، مع أوروميا، ويعتبر هذا الطريق شريان الحياة لاقتصاد البلاد، فهو يتيح حركة البضائع من وإلى ميناء جيبوتي، ويربط إثيوبيا غير الساحلية بالأسواق العالمية.
ويمكن إرجاع تأثيرها السياسي في إثيوبيا إلى الستينيات عندما ظهرت قومية الأورومو بسبب القهر والافتقار إلى الحكم الذاتي. ودفعت هذه الحركة انتقال إثيوبيا من النظام الوحدوي المركزي إلى النظام الفيدرالي.
وفي عام 2015، ساعدت الاحتجاجات في المنطقة على الضغط من أجل مزيد من الحكم الذاتي والتمثيل السياسي في دفع التغيير السياسي. وفي عام 2018، أصبح آبي أحمد، وهو من الأورومو، رئيسًا لوزراء إثيوبيا.
مشاكل قوية تهدد المنطقة
تواجه أوروميا تحديات أعاقت تنميتها واستقرارها، ويتمثل أحد التحديات في انتشار الصراع والتوتر، ويشمل ذلك الحرب بين جيش تحرير الأورومو، وهي جماعة متمردة، والحكومة الإثيوبية.
وعانت أوروميا أيضًا من هجمات عبر الحدود شنتها ميليشيا فانو، وهي جماعة متمردة تنشط في أمهرة المجاورة، ويأتي الهجوم ضمن أجندة الميليشيا لتوسيع أراضي أمهرة.
وفي الأشهر الأخيرة، هناك ارتفاع في عمليات الاختطاف التي ألقي باللوم فيها على متمردي جيش تحرير أورومو، وقد أدى ذلك إلى تفاقم المظالم وساهم في خلق مناخ من الخوف وعدم اليقين.