الكاتب العالمي هشام مطر.. أحد أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة - بوابة الشروق
الإثنين 25 نوفمبر 2024 3:34 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الكاتب العالمي هشام مطر.. أحد أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة

أسماء سعد
نشر في: الجمعة 24 مايو 2024 - 2:36 م | آخر تحديث: الجمعة 24 مايو 2024 - 2:36 م

• صاحب إسهامات روائية هادئة تلامس العقل والعواطف.. ودائم التفاعل مع الواقع من حوله

"كتاباته تحظى بإعجاب بالغ على الصعيد العالمي، اعتاد صعود منصات التتويج المرموقة، حاصل على جائزة البوليتزر العالمية"، هو الكاتب والروائي الليبي هشام مطر، والذي تتزامن تلك الأيام مع ذكرى فوزه بجائزة الپوليتزرفي 23 مايو 2017، حيث يُعد أحد أبرز الأصوات الأدبية المعاصرة.

وُلد الكاتب العالمي هشام مطر في الولايات المتحدة عام 1970، لكن نشأته الليبية تركت بصمة واضحة على كتاباته، حيث تعكس أعماله تجاربه الشخصية وثقافته العربية والعالمية الغنية، يأتي من أبرز أعمال مطر رواية «في بلد الرجال»، التي اختيرت في القائمة القصيرة لجائزة «مان بوكر»، وجائزة «ذا جارديان للكتاب الأول»، في بريطانيا وتُرجمت إلى 28 لغة، وصدرت ترجمتها العربية عن «دار الشروق»، بالإضافة إلى رواية «اختفاء» عام 2011.

اتسمت أعمال هشام مطر بقدرتها على الجمع بين الهدوء العقلاني والأفكار القيّمة والمشاعر العميقة، حيث نال مطر شهرة واسعة من خلال روايته الأولى "في بلد الرجال" التي أدرجت في القائمة المختصرة لجائزة مان بوكر عام 2006. تلتها رواية "اختفاء" عام 2011 والتي حققت انتشارًا واسعًا، لكنّ إبداع مطر لم يتوقف عند الرواية، بل برز أيضًا في كتابة السيرة الذاتية من خلال مذكراته "العودة" التي نالت جائزة بوليتزر عام 2017 وجائزة "جين ستين" للكتاب، وجائزة «فوليو» البريطانية.

تتميز كتابات مطر بنبرة إبداعية مميزة، تُخفي وراءها عمقًا عاطفيًا هائلًا، حيث يُجيد مطر نسج أعماله بأسلوب فريد، يُركز على تفاصيل المشاعر والأفكار الداخلية لشخصياته، كما تتمتع نصوصه بقدر كبير من الحساسية، سواء على المستوى الفكري أو العاطفي، ويشعر القارئ على الدوام بأن هشام مطر لما حازه في السنوات الأخيرة من خبرات، فإن لديه من الرصيد الإبداعي والفكري مايمكن ان يفيد به القارئ.

يُناقش مطر في أعماله قضايا سياسية واجتماعية هامة، مثل الاستبداد والقمع وفقدان الأحباء، بأسلوبٍ مُدروسٍ يُثير تفكير القارئ ويُلامس مشاعره، حيث لا يتردد مطر في طرح أفكار جريئة في أعماله، حيث يُعد هشام مطر نموذجًا استثنائيًا للكاتب الذي يُجيد الجمع بين الهدوء العقلاني والمشاعر العميقة، ليُقدم للقارئ تجربة أدبية غنية تُثري الفكر وتُلامس المشاعر.

إلى جانب إبداعه الأدبي، يُشارك مطر في إثراء الساحة الأكاديمية من خلال عمله كأستاذ مشارك في الممارسة المهنية في فرع الأدب المقارن وثقافات آسيا والشرق الأوسط واللغة الإنجليزية في كلية بارنارد، جامعة كولومبيا العالمية، حيث حالة من النشاط وتكثيف الجهد المعروفة عن هشام مطر وتتضح في أعماله وإنجازاته ومشواره حتى الآن.

يعد فوزة بجائزة البوليتزر العالمية المرموقة حدثا ثقافيا هاما على صعيد الوطن العربي بأكمله، حيث جاء في مسوغات منح الجائزة أن الرواية تقدم «مرثاة للوطن والأب بضمير المتكلم، تفحص بمشاعر محكومة الماضي والحاضر في منطقة مأزومة»، وتتناول الرواية سيرة المؤلف وعودته إلى ليبيا بعد 30 عاما قضاها في الخارج بسبب خلاف والده مع النظام الليبي السابق

وعقب هذا الفوز، هنأ حينها المهندس إبراهيم المعلم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الشروق، الكاتب الليبي هشام مطر، حيث قال المعلم في تدوينة عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: "انتصار أدبي جديد وخبر بالغ السرور: هشام مطر يفوز بجدارة بجائزة فوليو البريطانية الأدبية الكبيرة المفتوحة (للأدباء من كل العالم ولمختلف الأشكال المجالات والفورم الأدبية)".

وأشار المعلم في تدوينته إلى مفارقة طريفة وقتها، قائلا: "أعلن فوزه الكبير في احتفال أدبي بلندن بينما هو حاليا في جولة توقيع ومحاضرات ولقاءات مع القراء والنقاد والإعلاميين - مَش بعيد أوي !- في أستراليا وبعدها نيوزيلندا"، مضيفا: "أنا رجعت من حفل الپوليتزر في نيويورك إلى القاهرة، وهو إلى أستراليا عن طريق لندن وأبوظبي، وما كاد يبدأ نشاطه في سيدني حتى جاءه خبر الفوز المبهر الجديد، التي تمنحه أكاديمية فوليو التي تضم باقة من أكبر الأدباء في العالم".

وكان قد سبق أن أعلن الرئيس الأمريكى السابق بارك أوباما، أنه يقرأ للعديد من الكتاب الأفارقة الذين لهم شهرة واسعة فى العالم الغربى، ومنهم الكاتب الليبي هشام مطر خاصة روايته "العودة" الفائزة بجائزة بوليتزر العالمية للعام 2017 فى مجال أدب السير الذاتية.

يتسم مطر بشدة اتصاله بالواقع من حوله، حيث يقيم الأحداث بعين المبدع ولا ينفصل عن زمانه ومكانه، وفي أحداث تصريحاته يلمس القارئ والمتابع الشغوف بهشام مطر، رؤية سياسية واجتماعية خاصة لمجتمعه الليبي، حيث أعرب منذ أيام عن إعجابه بتماسك المجتمع الليبي في ظل تأثر عدد من مؤسسات الدولة، وإن كان لا يرى استمرار ذلك التماسك أمرا مسلما به" لأن النسيج الاجتماعي سوف يتدهور كلما زاد اختباره" على حد قوله، وأبدى مطر توجسه من النظرة التي تميل إلى تفضيل الماضي في ليبيا عن الحاضر لخطورته ليس على الناحية النفسية فحسب، بل يرى في ذلك تشتيتا للانتباه والحيولة دون الخوض في حوارت أكثر أهمية حول المصير المستقبلي.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك