أستاذ محاصيل زراعية: آثار اليورانيوم المنضّب والمواد الثقيلة تستمر لعقود.. وتصيب الإنسان بالسرطان
هيئة دعم الشعب الفلسطيني: الاحتلال تعمد تجريف 90% من الأراضى الزراعية
باحثة فلسطينية: العدوان أدى إلى خسائر تقدر بـ 30 مليون دولار سنويًا من إنتاج الزيتون فقط
سلطة البيئة الفلسطينية: محطات الصرف أغرقت الأراضى بمياه غير معالجة نتج عنها إصابات بأمراض قاتلة
وقفت نداء أبو صفر، وسط مزرعتها فى قطاع غزة، بعد أن دمرها الاحتلال الإسرائيلى جراء القصف المتواصل على القطاع، لا تتخيل كيف انهار مشروعها الذى تم بناؤه على مدار جيلين فى لحظة، بعد مرور بضعة أسابيع على بدء الحرب.
كانت تمتلك نداء، التى تقطن شرق دير البلح، حظيرة أبقار واستخدمت نبات الاستيفيا كبديل للأعلاف لارتفاع سعرها لإطعام أبقارها، وتقول لـ«الشروق»: للأسف كل شىء تحول لرماد؛ نتيجة قصف جوى أدى إلى تدمير المنزل والمزرعة بالكامل.
تنتظر نداء، انتهاء الحرب حتى تعود لحياتها الطبيعية التى تشتاق إليها، ــ وهى واحدة من كثيرين ــ لكن إذا وجدت أرضها المدمرة هل ستتمكن من الزراعة فيها مرة أخرى؟
تعرضت الأراضى الزراعية فى قطاع غزة لأضرار جسيمة، فالزراعات التى كانت توفر نحو 44% من احتياجات السكان من الخضر والفاكهة مُحيت بالكامل، بحسب بيان «الإحصاء الفلسطينى» فى نوفمبر 2023، فيما قدرت الخسائر فى الأسابيع الأولى من الحرب بحوالى 1.6 مليون دولار أمريكى يوميا، نتيجة توقف عجلة الإنتاج وتتضاعف حال احتساب قيمة خسائر الأصول والممتلكات الزراعية.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطينى فى يناير الماضى، فإن أكثر من 18% من المساحات المنزرعة فى القطاع تضررت جراء القصف الذى يمتد تأثيره على تهديد الأمن الغذائى فى القطاع لسنوات بعد الحرب نتيجة توقف الزراعة، وامتد ليشمل إصابة المحاصيل الزراعية بمواد مسرطنة.
قنابل مشعة
طيلة الحرب، التى انطلقت شرارتها عقب طوفان الأقصى أكتوبر 2023، أخفى جيش الاحتلال الإسرائيلى أنواع القنابل والأسلحة التى يستخدمها فى عدوانه، لكن من خلال شظايا الانفجارات التى عثر عليها فى شتى المواقع وعبر تحليل لقطات الغارات، تبين أن معظمها أمريكية الصنع، إذ تعد الأخيرة أكبر مورد للأسلحة إلى إسرائيل، وفقا لبيانات معهد ستوكهولم الدولى لأبحاث السلام (SIPRI)، وتتصدر قنبلة الدايم DIME الأمريكية والتى يطلق عليها «خارقة التحصينات» فى استهداف مناطق عدة داخل القطاع، وقتل بها آلاف المدنيين.
وأكد قاسم عواد، مدير عام دائرة حقوق الإنسان فى منظمة التحرير الفلسطينية، أن الاحتلال استخدم قنابل محرمة دوليًا، ومنها قنبلة الدايم فى عدوانه على القطاع منذ عام 2008، وتحتوى تلك القنبلة على مادة التنجستين المشعة ذات التأثير الخطير على التربة.
كما استعمل الاحتلال قنبلة مارك الأمريكية، بإصداراتها (80 ــ 84)، والتى تمتلئ بمادة التريتونال (Tritonal)، المخلوطة من TNT (ثلاثى نيتروتولوين) ومسحوق الألومنيوم. كما أطلق قنابل GBU ــ 39، الأمريكية، واستخدمها الاحتلال فى العدوان على رفح وتل السلطان مؤخرًا، والجيل الآخر منها GBU ــ 43 التى تحتوى على اليورانيوم المنضّب، بالإضافة إلى قنابل الفسفور الأبيض المستخدمة فى الأسابيع الأولى من العدوان.
تربة مسمومة
أفرغت إسرائيل شحنات كبيرة من المواد السامة والعناصر المشعة فى القطاع المحاصر منذ 2007، وفق «منظمة التحرير»، مما أدى إلى تلوث التربة وتدهور الخصوبة الزراعية، بسبب احتوائها على معادن ثقيلة مثل «الكادميوم، والكوبالت، والكروم، والنحاس، والمنجنيز، والنيكل، والألمنيوم» بنسب متفاوتة، فضلًا عن «اليورانيوم والتنجستين».
عميد كلية العلوم بجامعة بنى سويف السابق، الدكتور محمد إبراهيم، قال لـ«الشروق»، إن عددا من المعادن والمركبات كيميائية تدمر التربة الزراعية إذا اختلطت بها، ولا يفلح معها أى محاولات للتنقية أو التطهير، مستشهدًا بمادتى الكادميوم والزنك والعناصر الأخرى عديمة الذوبان فى الأرض.
وأضاف: «تحتوى التربة على نسب من المعادن الموجودة فى القنابل الإسرائيلية وحتى اليورانيوم قد تكون متاحة فى التربة بشكل طبيعى لكن بنسبة جزء فى المليون، أما الإفراط فى الأمر مثلما حدث فى الحرب الحالية يعد تجاوزا يتلف الأرض، وقد ينتهى بها المطاف فى جسم الإنسان».
«اليورانيوم والسوريام والتنجستين» عناصر مشعة استخدمها الاحتلال بكثافة، وتأثيرها كارثى على التربة، بحسب إبراهيم، الذى أكد أن الاحتلال كثف استخدامه للقنابل التى تحتوى على تلك العناصر.
مستوى الخطورة على التربة غير مسبوق فى القطاع.. هكذا وصف تقرير لسلطة جودة البيئة الفلسطينية فى مايو الماضى، إذا شددت على أن ممارسات واعتداءات الاحتلال ستؤدى إلى كوارث بيئية تؤثر على التوازن البيئى وتسبب انقراض الكثير من الكائنات الحية، مما يهدد التنوع الحيوى الفريد فى البيئة الفلسطينية.
المرض الخبيث يتفشى
أثبتت دراسات وجود رابط وثيق بين التعرض لهذه المواد السامة وزيادة حالات العيوب الخلقية والولادات المبكرة فى المنطقة والإصابات بالسرطانات. وهو ما دل عليه إصابة الفلسطينية يامنة إبراهيم، التى أصيبت بالسرطان جراء تعرض مزرعتها لقصف بقنابل تحتوى على مادة الفسفور الأبيض.
كانت يامنة، تعيش ببلدة بيت حانون، وهى منطقة زراعية، وأصيب منزلها وأرضها الزراعية بقنابل الفسفور الأبيض (السوريام) عام 2008، ما أضطرها للنزوح بعائلتها إلى منازل بعيدة، وعادت بعد أيام حينما خمدت حرارة الفسفور الأبيض، وكانت تظن أن الخطر انتهى.
يامنة، التى تبلغ من العمر 52 عامًا، واحدة من نحو 5 آلاف امرأة أصيبت بسرطان فى غزة، وأرجع الأطباء فى القطاع مرضها بسبب تعرضها للفسفور الأبيض عن طريق الطعام، تقول لـ«الشروق»: «عندنا قطعة أرض نزرع فيها زيتون وملوخية وباذنجان وكل الخضر، ونأكل ما نحصد».
ينتشر السرطان فى قطاع غزة، ويعد ثانى أكثر الأمراض المسببة للوفاة، بمعدل حدوث قدره 9 حالات لكل 1000 شخص، ويعتبر سرطان الثدى الأكثر شيوعًا أيضًا، حيث تم تسجيل 363 حالة جديدة فى عام 2021، يليه سرطان القولون بـ249 حالة وسرطان الرئة بـ144 حالة، فيما بلغت الوفيات بسبب السرطان 810 حالات، ما يشكل 11.3% من إجمالى الوفيات فى القطاع خلال عام 2021، بمعدل 38.4 وفاة لكل 100,000 من السكان.
عاشت يامنة وغيرها من أهل بلدة بيت حانون، سنوات تحت الحصار، وهم يأكلون من محاصيل ملوثة، وفى كل مرة تترك فيها الدار والأرض نتيجة قصف الاحتلال، كانت تعود وتبدأ من جديد مع عائلتها، تُرمم البيت وتزرع، ولم تكن تعلم أن عليها إجراء تحليل للتربة عقب اختلاطها بعناصر ثقيلة من المقذوفات والمواد المشعة مثل (السوريام)، تقول: «نفس قطعة الأرض أصيبت بالفسفور أبيض وعاودنا الزراعة مرة أخرى من دون تحليل التربة ولم ينبهنا أحد أن علينا تحليل عينة من الخضار».
محاصيل ملوثة
عانى الفلسطينيون فى قطاع غزة، عقب حرب 2014، من استهداف الأراضى الزراعية فى مناطق متفرقة بالقطاع، بعدها قام عدد كبير من المزارعين بتسوية أراضيهم، لكن حدث ما لم يكن فى الحسبان.
تقول دكتورة إسلام الهبيل، الباحثة الفلسطينية فى الهندسة البيئية والكيميائية بجامعة ماليزيا الوطنية، لـ«الشروق»: إن الأراضى فشلت فى الإنتاج أو أنتجت محاصيل ضعيفة جدا، كما أن هناك بعض الأراضى أصبحت غير منتجة البتة وبعض الأشجار أصيبت بأمراض غير معروفة وجديدة. تؤكد الهبيل أن نتائج مشابهة ذُكرت فى تقارير لمنظمة UNEP فى الكويت والعراق بعد حرب عام 1991.
«إسرائيل أعدمت الكثير من الأراضى الزراعية»، هكذا تصف الهبيل، العدوان على غزة، وتؤكد أن التأثير دمر خصائص التربة التى يمكن أن تساعد على إعادة الترميم، لأن التربة الزراعية احتاجت لسنوات طويلة لإعادة تسويتها أو تحييد التربة، إذ لجأ البعض لملئها بتربة جديدة، لأنها فقدت العناصر المغذية والكائنات النشطة كما فى التربة السابقة. ولفتت إلى أن تأثير المواد المشعة وصلت إلى المياه الجوفية بنسب تلوث متفاوتة حسب مناطق التدمير وكميات المتفجرات المستخدمة.
تأثير المواد المواد المشعة لا ينتهى سريعًا، فبحسب أستاذ المحاصيل بجامعة المنوفية ووكيل الكلية الزراعة إبراهيم درويش، لـ«الشروق» فإن المواد الموجودة فى القنابل التى تحتوى على مواد مشعة مثل اليورانيوم السيريوم والتنجستين، تحدث تأثيرا خطيرا على العناصر الغذائية داخل التربة بالزيادة والنقصان وبالتالى لن تفلح الزراعات.
بدوره، رجح عميد كلية العلوم بجامعة بنى سويف السابق، الدكتور محمد إبراهيم خلال حديثه لـ«الشروق»، أن تستمر بعض المعادن لآلاف السنين فى التربة، فإذا تحدثنا عن اليورانيوم فإنه يستمر تأثيره لعشرات السنوات فى التربة، ويمكن حساب ذلك بعد انتهاء الحرب ومعرفة كمية المتفجرات وتحليله بنصف العمر (الزمن اللازم لتحلل نصف كمية المادة).
واتفق درويش، مع عميد كلية العلوم فى مخاطر التأثير المتوقع لمستقبل الزراعات فى قطاع غزة، حيث قال: «إن القصف العنيف بمتفجرات تحتوى على اليورانيوم المنضّب ومواد ثقيلة أخرى بكثافة فى الأسابيع الأولى للعدوان، سوف تستقر فى التربة لعشرات السنوات»، مؤكدًا أن الزراعات ستكون مشوهة وملوثة للإنسان ولنا فى كارثة تشيرنوبل عام 1986 عبرة، فحتى الآن ما يزال أثر الإشعاع باقيًا، والإصابة بالسرطان فى القطاع أمر متوقع.
الدكتورة إسلام الهبيل، الباحثة الفلسطينية، أكدت أن تلوث التربة والمياه فى غزة جراء العدوان الإسرائيلى، أدى إلى ظهور العديد من القوارض والحشرات، وبسبب عدم القدرة على القضاء على هذه الحشرات، فإن الأزمة تفاقمت وأدت إلى ظهور العديد من الأمراض التنفسية والجلدية وارتفاع فى نسب الإصابة بالسرطان والأمراض الخطيرة على المدى البعيد.
تشتهر الأراضى الفلسطينية بإنتاج الزيتون، إذ تؤكد الهبيل، أن غزة اعتادت على إنتاج 9 آلاف طن فى أسوأ الظروف، حيث شكل إنتاج الزيتون فى العام الماضى 10% من الاقتصاد فى قطاع غزة بنحو 30 مليون دولار سنويًا، إلا أن إسرائيل دمرت كل خطوط الإنتاج لزيت الزيتون بتدميرها للأراضى الزراعية وأشجار الزيتون بشكل مباشر.
تتوقع الباحثة الفلسطينية بقاء الملوثات فى التربة لسنوات طويلة بنسب مختلفة حسب تركيز المتفجرات والمواد الكيميائية لاسيما الفسفور الأبيض واليورانيم اللذان يتمتعان بخصائص مشعة وقادرة على البقاء بنسب مختلفة داخل التربة والتفاعل مع الميكروبات الموجودة بها.
أزمة إعمار غزة
وفى الوقت الذى تتواصل الحرب الصهيونية على قطاع غزة للشهر الثامن على التوالى بدأ الحديث عن إعمار غزة، خاصة مع وجود اتفاقية تلوح فى الأفق لوقف إطلاق النار، حيث قدر الخبراء عشرات المليارات من الدولارات لتمويل إعادة إعمار غزة، وفقًا لرامى العزة، الخبير الاقتصادى فى مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) الذى أكد أن إعادة الإعمار سيستغرق عقودا من الزمن.
وذكرت الأمم المتحدة أن إعادة الإعمار وتأهيل قطاع الزراعة يتطلبان مجهودا كبيرا جدا، يبدأ من عودة القدرة البشرية القادرة على إعادة الحياة إلى القطاع الزراعى، وإمداد هذه القدرة بالمدخلات الضرورية، فضلا عن وجود حاجة كبيرة إلى تأهيل ما تم تدميره وفقدانه من البنية التحتية التى تخدم قطاع الزراعة بشكل مباشر.
يأتى إعمار غزة فى المرحلة الثالثة ضمن الصفقة التى أعلنها الرئيس الأمريكى جو بايدن، لإنهاء الحرب فى قطاع غزة، لكن هل يعتمد الأمر على المال فقط؟
يقول الدكتور إبراهيم درويش، إن الأمر لا يعتمد على المال إذ تكمن المشكلة فى فقد عناصر طبيعية وكائنات دقيقة تساعد على إحياء النبات، فيما يرى الدكتور محمد إبراهيم، عميد كلية العلوم السابق، أن الأمر معقد.. فالتربة مدمرة وستأخذ جهدًا مضنيًا وتكنولوجيا متطورة لإعادة تهيئتها لزراعات أولية وقد لا تفلح، ثم يتم تحليلها لرصد بقايا العناصر المشعة والمواد الثقيلة، ثم تمر الزراعات باختبارات، ويجب أن يتم غمر الأرض بالمياه أكثر من مرة، ما يتطلب سنوات لتنفيذه.
ويضيف عميد كلية العلوم السابق: التأثير انتقل إلى باطن الأرض ويحتاج كما هائلا من المياه ومواد كيميائية تتفاعل مع المواد الموجودة فى التربة لتحييدها، وهذا لتقليل الأثر البيئى المدمر والوصول إلى الحد المسموح، لا إزالتها نهائيًا.
ويتفق إبراهيم مع درويش فى استقرار المعادن الثقيلة فى التربة لفترة طويلة، ويؤكد أن الوضع سيكون كارثيًا حال زراعة التربة من دون إجراء الخطوات السابقة، لأن المعادن الثقيلة والمواد المشعة جزيئات غير قابلة للذوبان فى المياه وستتركز فى جذور النباتات، التى تمتصها، وبمرور الوقت تصبح جزءًا من نسيج النباتات، وإذا تناولها الإنسان يكون عرضة للإصابة بالسرطان.
الأرض المحروقة
خلال الستة أسابيع الأولى فقط من الحرب، أسقطت إسرائيل أكثر من 29 ألف قنبلة على القطاع، وهو يماثل الرقم الذى أسقطته الولايات المتحدة فى حربها على العراق خلال عام كامل.. فبحسب رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني، صلاح عبدالعاطي، فإن الاحتلال تعمد تجريف أكثر من 90% من الأراضى الزراعية ، بجانب تخريب آبار المياه ومخازن الأغذية.
ويضيف عبدالعاطى، لـ«الشروق»، أن الاحتلال مستميت فى إنهاء الحياة على أرض غزة، إذ يتعمد استهداف المزارعين والأراضى الزراعية بما يهدد مستقبل القطاع الزراعى الذى بلغت خسائره منفردًا مليار دولار.
جريمة بيئية متكاملة
تراكمت كميات هائلة من بقايا المتفجرات ومخلفات الدمار الناتج عن قصف الاحتلال للمبانى السكنية فى غزة، مما يتسبب فى تلويث التربة بمواد سامة ومسرطنة، وفقا لعماد البابا، مدير دائرة التنوع الحيوى فى سلطة جودة البيئة الفلسطينية، الذى أكد أن محطات تنقية مياه الصرف الصحى توقفت وأغرقت التربة بمياه غير معالجة.
وأكد البابا، لـ«الشروق»، أن كل الملوثات التى تراكمت على سطح التربة انتقلت إلى باطنها مع الأمطار، لافتًا إلى أن هذه السوائل تنتقل أيضًا إلى البيئة البحرية، مسببة مشاكل بيئية إضافية، لا سيما اليورانيوم المنضّب الذى يسبب آثارًا صحية محتملة على الكلى والمخ والكبد والقلب.
لكل حرب نهاية مهما طال أمدها، وحتمًا ستعود نداء أبو صفر، إلى منزلها فى غزة، مثلها مثل مئات الآلاف من النازحين، لكن على أرض دمرها الاحتلال وبيئة أفسد خصائصها ومياه ملأتها السموم والمسرطنات.