نجح جيش الاحتلال الإسرائيلي في استخدام ثقافة الاجتياح البري ضد الجيوش العربية في 3 حروب سابقة، هي: حرب النكبة "حرب 1948"، والعدوان الثلاثي، ونكسة 1967.
ولكن سرعان ما تلاشت رغبة الإسرائيليين في الالتحام البري منذ نهاية حرب أكتوبر 1973، لتنشأ ثقافة جديدة تعتمد على الغارات الجوية، والقصف المدفعي، والتهرب قدر الإمكان من العمليات البرية.
وأوضحت صحيفة التايمز الإسرائيلية، 3 أسباب هامة لتجنب الجيش الإسرائيلي الهجمات البرية.
- حرب أكتوبر
اعتاد الجيش الإسرائيلي على الاقتحامات البرية، ولكن بعد تلقي خسائر فادحة في الدبابات ومقتل العديد من الجنود الشباب بالأسلحة الروسية البسيطة في حرب أكتوبر، بدأ العسكريون الإسرائيليون يعيدون التفكير في استراتيجيات الحرب.
- تكنولوجيا الطائرات
خاض الجيش الإسرائيلي في اجتياح لبنان الأول عام 1982، حربا مختلطة بين الجوية والبرية، وبينما أصيبت القوات البرية بخسائر فادحة في معاركها ضد الجيش السوري، نجحت الطائرات الإسرائيلية في تحييد أنظمة الدفاع الجوي السوري من المعركة وتدمير الكثير من طائراته.
كما عززت تلك التجربة من اهتمام الجيش الإسرائيلي بسلاح الجو على حساب القوات البرية، وما زاد من ترسيخ تلك العقيدة نجاح الجيش الأمريكي في عاصفة الصحراء بالتغلب على الجيش العراقي بالقصف الجوي.
- 3 حروب دون اجتياحات برية
خاض الجيش الإسرائيلي في الثمانينيات معارك ضمن الانتفاضة الأولى، اتبعها بمعركتين في التسعينيات ضد حزب الله في لبنان، وفي جميع تلك المعارك اكتفى الإسرائيليون بالغارات الجوية والقصف المدفعي فقط.
ولجأ الإسرائيليون لاحقا في حرب لبنان 2006 وحرب غزة 2009 للاجتياح البري، ولكن ذلك لم يحدث إلا بعد أسابيع طويلة من استخدام الغارات الجوية دون تحقيق أهداف ناجحة.
- الاختباء خلف الجدار العازل والقبة الحديدية
اعتمد الجيش الإسرائيلي على الانعزال عن المقاتلين الفلسطينيين واللبنانيين لتجنب استنزاف القوات، فلجأ الإسرائليون إلى بناء الجدار العازل بداية الألفينات وشراء القبة الحديدية عام 2009.
كما خاض الجيش الإسرائيلي 7 جولات قتالية ضد المقاومة في قطاع غزة بين عامي 2012 و2023 لم يقم خلالها الجيش بعمليات برية سوى في صيف 2014، وكانت عملية محدودة لم تتعمق داخل قطاع غزة.
- فشل الاستراتيجية
أصدر الجيش الإسرائيلي وثيقتين تتناولان استراتيجية الاعتماد على سلاح الجو والمدفعية، وأوضحت أن استهداف المقاومة بالطائرات يعمل بمثابة اللقاح، إذ يزيد معرفتهم بالقدرات الإسرائيلية وبالتالي تطوير دفاعات مضادة لها.
ونصحت الوثيقتان بزيادة الاعتماد على القوات البرية، وتأهيلها لعمل اجتياحات محدودة هدفها تدمير أسلحة المقاومة وليس السيطرة على الأرض.
وذكرت الصحيفة، أن البيروقراطية في الجيش الإسرائيلي حالت دون اعتماد توصيات الوثيقتين، وذلك حتى وقوع هجوم المقاومة 7 أكتوبر الماضي.