احتفل متحف الأقصر للفن المصري القديم، أمس الأربعاء، بمناسبة ذكرى مرور خمسة وثلاثون عاما على اكتشاف خبيئة معبد الأقصر داخل فناء الملك أمنحتب الثالث، أحد أهم معالم مصر القديمة، حيث كانت تضم مجموعة من أروع نماذج فن النحت في التاريخ، تصور عددا من الملوك والمعبودات.
وقال الدكتور علاء المنشاوي مدير متحف الأقصر للفن المصري القديم، إن الخبيئة تعود لعصر الدولة الحديثة، الذي يمتد من القرن السادس عشر إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، وتعني المخبأ أو المستودع، وهي مكان يخفي فيه الفراعنة تماثيلهم ومقتنياتهم الثمينة لحمايتها من السرقة أو التخريب.
وأضاف المنشاوي، لـ"الشروق"، أنه تم اكتشاف الخبيئة بالصدفة في أثناء أعمال التنظيف وتسوية الأرض في المعبد، تحت إشراف الدكتور محمد الصغير، مدير عام آثار مصر العليا آنذاك، حيث ظهرت في أثناء التنظيف حافة حجر مصقول من الجرانيت الأشهب على عمق طفيف، والذي اتضح لاحقا أنه قاعدة تمثال بطول 150 سنتيمترا.
وتابع: "بعد حفر المنطقة، توالت الاكتشافات الرائعة، والتي شملت تماثيل واقفة وجالسة ومستلقية للملك أمنحتب الثالث وزوجته الملكة تي وابنهما الملك أخناتون وزوجته الملكة نفرتيتي وابنتهما الملكة أنخسنباعمون، بالإضافة إلى تماثيل للملك حور محب والملك رمسيس الثاني والملك شباكا والملك تحركا والملك شابتاحا والملك نكتنيبو الثاني، وكذلك تماثيل للمعبودات موت وسخمت وساتت ونيت وباستت وسلقت وحتحور ومعات وآتوم وأمون وأمون رع ومنتو وخنسو وخنوم وحابي وأوزوريس وإيزيس وحورس وأنوبيس وبتاح وسوكار ونفرتوم وشو وتفنوت".
واستطرد أن بعد الانتهاء من أعمال الكشف عن الخبيئة بالكامل، تقرر نقل أهم ما تم الكشف عنه داخلها إلى متحف الأقصر للفن المصري القديم، حيث تم عرضها في عام 1991 في جناح خاص بها يسمى "قاعة الخبيئة"، ومن بين التماثيل المعروضة، تمثال واقف للملك أمنحتب الثالث، الذي يبلغ ارتفاعه 2,5 متر، ويزن 4 أطنان، ويعتبر من أجمل التماثيل المصرية القديمة، وتمثال للملك حور محب مع المعبود آتوم، الذي يظهر العلاقة بين الفرعون والإله الخالق.
وأكد أن اكتشاف خبيئة معبد الأقصر يعد أحد أعظم اكتشافات الآثار المصرية، حيث قدم هذا الكشف نظرة غير مسبوقة على الفنون المصرية القديمة وعلم المصريات، كما أثرى الفهم والمعرفة بالحضارة المصرية القديمة، ويُعد بمثابة ملحمة مصرية تعاون فيها علماء الآثار المصريون وعمال الحفائر بمختلف تخصصاتهم.