المجالس المحفوظية 5.. لماذا دخل نجيب محفوظ بيت الأمة بفردة حذاء واحدة؟ - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 12:41 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المجالس المحفوظية 5.. لماذا دخل نجيب محفوظ بيت الأمة بفردة حذاء واحدة؟

محمد حسين:
نشر في: الجمعة 25 أغسطس 2023 - 8:54 م | آخر تحديث: الجمعة 25 أغسطس 2023 - 8:54 م

غيّب الموت في 30 أغسطس 2006، الأديب نجيب محفوظ عن عمر يناهز 94 عامًا؛ إثر هبوط مفاجئ في ضغط الدم وفشل كلوي تعرض له بغرفة العناية المركزة في مستشفى الشرطة بالعجوزة.

وامتدت رحلة محفوظ الأدبية إلى ما يزيد على 70 عاما، كتب خلالها أكثر من 50 رواية ومجموعة قصصية، فضلا عن مقالات فكرية وفلسفية، وتنوعت الأعمال الأدبية لمحفوظ، بين الرواية التاريخية بمستهل مشواره، ثم توجهه للواقعية والرمزية، بجانب أعمال ملحمية يأتي على رأسها "الحرافيش".

وخلال شهر وفاة أديب نوبل، نستعرض في 10 حلقات مسلسلة ملامح من سيرة وحياة نجيب محفوظ، بالأيام الأخيرة لشهر أغسطس، تحت عنوان: "المجالس المحفوظية"، وهو المسمى الذي اختاره الكاتب جمال الغيطاني عنوانًا لكتابه الذي لخص سنوات من العمر رافق فيها "محفوظ"، تلميذا وصديقا من أقرب أصدقائه.

الحلقة الخامسة:

نواصل حديثنا عن سيرة نجيب محفوظ وذكريات سنوات شبابه وبداية وعيه ونشاطه السياسي ومشاركته بالمظاهرات ضد الاحتلال الإنجليزي، وذلك كما رواها في حوارات مطولة مع الكاتب رجاء النقاش، وصدرت بكتاب "صفحات من مذكرات نجيب محفوظ" عن دار الشروق.

* استقبال مكرم عبيد

وعن ذكريات المظاهرات وأيامها، يحكي محفوظ: "أولى هذه الذكريات حدثت في أواخر عهد وزارة محمد محمود سنة 1929. كان الرجل يدرك أن أيامه في الحكم معدودة، ولذلك سمح بالاستقبال الشعبي لمكرم عبيد عند عودته من لندن على الرغم من أن مكرم عبيد كان في العاصمة البريطانية يحمل على النظام وعلى الإنجليز الذين يؤيدونه، وفي هذا اليوم خرجت مع صديقي حسن عاكف للاشتراك في المظاهرات المؤيدة لمكرم عبيد".

* سكون قبل العاصفة !

ويواصل محفوظ حديثه: "نعود إلى المظاهرة، فقد كانت كل الأمور في ذلك اليوم تسير على ما يرام، فلا عنف أو تدخل من البوليس، ومر موكب مكرم عبيد في سلام وأخذنا ـ أنا وحسن عاكف ـ نجرى وراء الموكب حتى نلحق به في بيت الأمة «بيت سعد زغلول»، لنستمع إلى خطبتى النحاس ومكرم.

* صدام مع عساكر الخيّالة

ويكمل محفوظ: "وفجأة توقف حسن عاكف عن الجري، واتجه ناحية ضابط بوليس برتبة كبيرة من الذين يراقبون سير المظاهرة، وبدون تردد ضربه حسن عاكف بقبضة يده في بطنه بكل ما أوتي من قوة، فسقط الرجل مغشيًا عليه ولمحه عسكري من عساكر الخيالة، فجرى وراءنا بحصانه، ونحن نركض أمامه كالريح حتى وصلنا إلى السور الخلفي لبيت الأمة".

* مغامرة على أعتاب بيت الأمة!

ويتابع سرده عن المغامرة، بقوله: "فقفز حسن عاكف برشاقة إلى الجانب الآخر، وطلب مني أن أعطيه ذراعي ليساعدني على القفز وفي تلك اللحظة وصل عسكري الخيالة وأمسك بساقي قبل أن أقفز السور، وجذبني حسن عاكف بقوة فوجدت نفسي في الداخل، ولكن بدون فردة الحذاء، ودخلت بيت الأمة بقدم فيها جورب وقدم فيها فردة حذاء كان الموجودون قد بدؤوا في الانصراف، ولم يبق إلا عدد قليل من الناس".

* عصير ليمون مع أم المصريين

ويتم حديثه: "واستقبلتنا السيدة صفية زغلول، وشرحنا لها الموقف كله، وأعربنا لها عن مخاوفنا من انتظار العساكر لنا في خارج البيت للقبض علينا، طمأنتنا السيدة صفية وكنا نسميها «أم المصريين»، وقدمت لنا عصير الليمون، وبعثت الخادم ليستطلع لنا الشوارع المحيطة ببيت الأمة، عاد الخادم بعد قليل وأخبرنا أن الشوارع خالية من أي أثر لعساكر البوليس، فانصرفنا، وسرت في الشارع بفردة حذاء واحدة وجورب حتى وصلت إلى البيت، وأنا لا أكاد أصدق أنني نجوت من هذا المأزق!".

وغدا نلتقي بحلقة جديدة.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك