خبير آثار: الأخلاق والضمير سر عظمة الحضارة المصرية القديمة - بوابة الشروق
السبت 6 يوليه 2024 8:45 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

خبير آثار: الأخلاق والضمير سر عظمة الحضارة المصرية القديمة

القاهرة - أ ش أ
نشر في: الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 4:40 م | آخر تحديث: الجمعة 25 سبتمبر 2015 - 4:40 م

أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن تصوير حياة الأسرة في مصر القديمة هي العامل الأول في ظهور الأفكار الخلقية ونموها، حيث صور على جدران مقابر سقارة، المصري القديم يصطحب زوجته فى الجولات الفسيحة فى أرجاء ضيعته وكانت تشاطره فى كل حياته وكل أعماله وهو يصطاد فى المستنقعات وفي صحبة أطفالهما وكلهم فى قارب من القصب يسبح بين أزهار البردي الطويلة وينحني الطفل نحو الماء ليقطف زهور السوسن المائية.

وأضاف «ريحان»، في تصريح له اليوم، أن علماء النفس أكدوا أن الوازع الخلقي فى حياة الإنسان نبت من المؤثرات التي تعمل فى العلاقات الأسرية، حيث أوضح عالم النفس «مكدوجال» أن العلاقات الأسرية الحميمة هي الدافع إلى الحب والرعاية الذي ينشأ منها الكرم والاعتراف بالجميل والشفقة وحب الخير وقد اتضح ذلك فى حياة أحد حكام المقاطعات بمصر القديمة في القرن السابع والعشرين قبل الميلاد الذي ذكر "لقد أعطيت خبزًا لكل الجائعين فى جبل الثعبان (اسم ضيعته) وكسوت كل من كان عريانًا فيها وملأت الشواطئ بالماشية الصغيرة ولم أظلم أحدًا قط فى ممتلكاته ولقد كنت محسنًا لأهل ضيعتي وأني لم أنطق كذبًا لأني كنت أمرأ محبوبًا من والده ممدوحًا من والدته رفيع الأخلاق مع أخيه ودودًا لأخته"، وذلك طبقا لما جاء فى كتاب فجر الضمير لهنري برستيد.

وتابع، أنه في القرن الثامن والعشرين قبل الميلاد كان أحد ألقاب الملك «وسر كاف» الرسمية لقب مقيم العدالة «ماعت»، كما أن حكم «بتاح حتب» تمدنا بأقدم نصوص موجودة في أدب العالم كله للتعبير عن السلوك المستقيم، موضحًا أن بتاح حتب هو الوزير الذي اعتزل منصب الوزير الأول للملك «إسيسي» أحد ملوك الأسرة الخامسة فى القرن السابع والعشرين قبل الميلاد وحين تقدم به السن طلب من الملك أن يسمح له بتعليم ابنه ليعده للقيام بأعباء الواجبات الحكومية حتى يكون مساعدًا لوالده وخلفًا له ووافقه الملك، ونصح بتاح حتب ابنه قائلاً "لا تكونن متكبرًا بسبب معرفتك فشاور الجاهل والعاقل لأن نهاية العلم لا يمكن الوصول إليها وليس هناك عالم بلغ فى فنه حد الكمال وأن الكلام الحسن أكثر اختفاء من الحجر الأخضر الكريم".

وأشار خبير الآثار، إلى نصائح «بتاح حتب» لابنه بحسن الذوق واستعمال الذهن الذي أطلق عليه كالمعتاد كلمة «القلب»، وأن أحسن الصفات القيمة التي يجب على الشاب أن يتحلى بها أن يكون قادرًا على الإصغاء أو الطاعة وأن ثروة المرء العظيمة هي عقله وأن الأحمق الذي لا يستمع، كما نصحه بآداب المائدة بقوله، "خذ ما يقدم لك حينما يوضع أمامك دون أن تنظر إلى ما هو أمامه وتكلم فقط بعد أن يرحب بك وأضحك حينما يضحك فإن ذلك يدخل السرور على قلبه وتكلم فقط إذا كنت تعلم بأنك ستحل المعضلات ولا تفخر بثروتك فإنك لست بأفضل من غيرك من أقرانك الذين حل بهم ذلك وإذا كنت رجلاً ناجحًا فأسس لنفسك بيتًا واتخذ لنفسك زوجة تكون سيدة قلبك وأحب زوجتك كما يجب وأشبع جوفها واستر ظهرها واجعل قلبها فرحًا ما دمت حيًا فهي حقل مثمر لسيدها"، كما نصح ابنه بتوفير العطور والروائح والدهان الغالية لزوجته قائلاً "إن علاج أعضائها هو الدهان".



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك