ضحى عاصي الفائزة بجائزة اتحاد الكتاب: الرواية التاريخية هي الخيار السهل أمام أي كاتب - بوابة الشروق
الخميس 26 ديسمبر 2024 11:21 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ضحى عاصي الفائزة بجائزة اتحاد الكتاب: الرواية التاريخية هي الخيار السهل أمام أي كاتب

(وكالة أنباء العالم العربي)
نشر في: الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 5:55 م | آخر تحديث: الإثنين 25 سبتمبر 2023 - 6:04 م

 تقول الروائية المصرية ضحى عاصي، الفائزة بجائزة اتحاد الكتاب في مصر، إن كتابة الرواية التاريخية هي الخيار السهل أمام أي كاتب وعوامل نجاحها مضمونة، مضيفة أن التاريخ يتضمن الكثير من الوقائع المسكوت عنها التي تحفز خيال الكاتب، بينما يوجد صعوبة في معالجة الواقع اليومي لأنه متاح وتحدياته ملموسة.

ونالت ضحى أمس السبت الجائزة التي يمنحها اتحاد الكتاب في مصر لأفضل عمل روائي عن روايتها (غيوم فرنسية).

وخلال مقابلة مع وكالة أنباء العالم العربي (AWP)، قالت ضحى إن الرواية التاريخية موجودة طيلة الوقت منذ أن بدأ جورجي زيدان كتابة أعماله في أوائل القرن العشرين، لكن تصورات المؤلفين عن التاريخ في هذه الأيام اختلفت "فلم تعد هناك قداسة تخص الأشخاص أو الوقائع".

ووفقا للروائية المصرية، فإن عوامل نجاح الرواية التاريخية مضمونة، ولكن التوسع في كتابتها يعود إلى "ما أتاحه الفضاء الإلكتروني من توافر في مصادر وسبل البحث، وهذا الجانب لم يكن متاحا أمام الجميع خلال السنوات السابقة، كما أن مزاج القراء بشكل عام بات يميل ناحية اكتشاف التاريخ بفضل الشعور بعدم الثقة في الحاضر".

تكشف الرواية الفائزة جوانب تعتبر مجهولة في تاريخ مصر خلال فترة الحملة الفرنسية (1798-1801)، كما تسلط الضوء على تجربة المعلم يعقوب (1775-1801)، وهو شخصية مثيرة للجدل في التاريخ المصري لتعاونه مع قادة الحملة الفرنسية وتحفظه على التعاون مع زعماء المقاومة، ففي الوقت الذي يرى بعض المؤرخين أنه بطل وطني حاول جعل مصر مستقلة، فإن هناك رؤى أخرى تنظر إليه كمتعاون مع المحتل.

أنتجت ضحى، وهي أيضا نائبة في مجلس النواب عن حزب التجمع اليساري، إلى جانب هذه الرواية خمسة أعمال سردية.

وتتناول روايتها الأولى (القاهرة 104) التغييرات التي شهدها المجتمع المصري، وتركز على جوانب ترتبط بالتراث ويلعب فيها المكان الدور الرئيسي، أما روايتها الأحدث وهي (صباح 19 أغسطس) فتنقل جوانب من خبرة الكاتبة بالمجتمع الروسي حيث درست الطب هناك قبيل انهيار الاتحاد السوفيتي في العام 1991.

* فجوة حضارية

تؤرخ روايتها (غيوم فرنسية)، التي فازت بجائزة اتحاد الكتاب، للحظة دخول الحملة الفرنسية بقيادة نابليون بونابرت إلى القاهرة، وتُظهر أشكال مقاومتها، وتركز على الفجوة الحضارية بين الفرنسيين والمصريين لحظة الانتقال من المجتمع التقليدي إلى الحداثة بمفهومها الغربي.

والرواية الفائزة رشحت خلال عام صدورها لنيل جائزة مؤسسة ساويرس، وعلى الرغم من أنها لم تفز بالجائزة، تقول ضحى إنها "فتحت الباب لتناول شخصية مثيرة للجدل، وأعادت النقاش حول مفهوم المقاومة الوطنية، وطرحت تساؤلات حول مفاهيم مطروحة الآن بشدة حول قضايا المواطنة والهوية".

باشرت ضحى كتابة الرواية بعد أن انتهت من دراسة دبلوم في التراث المسيحي، وتقول "توقفت مناهج الدراسة عند حدود القرن 12 لكنها ساعدتني في فهم العقيدة المسيحية وفهم التكوين النفسي لأبطال الرواية".

وبدأت الروائية المصرية في التفكير في كتابة (غيوم فرنسية) خلال الفترة التي أعقبت احتجاجات 2011 التي أطاحت بالرئيس السابق محمد حسني مبارك، وهي فترة وصفتها بأنها كانت "ضبابية ومليئة بالريبة".

وأضافت: "حين عدت لقراءة تاريخ مصر خلال فترة الحملة الفرنسية شعرت بالكثير من التماثل، فهناك اضطراب في تقييم الشخصيات والكثير من الارتباك في بناء الرؤى، وبحثا عن حل لذلك وجدت في شخصية المعلم يعقوب حيلة فنية للتعامل مع تساؤلاتي، فهو شخصية على أهميتها تبدو غامضة دائما، ما أتاح لي بناء وقائع وشخصيات خيالية تثير ذهن القارئ".

وتابعت قائلة: "الرواية كانت مناسبة لتشريح المجتمعات بعد الثورة وساعدتني على إدراك فكرة أن الأشخاص الذين يعيشون فترات التحول يصابون غالبا بالإحباط لارتفاع سقف الأمل، لكنهم لا يدركون أيضا أن المجتمع يصحح نفسه مثل الجسد الذي يتعافى من المرض".

وأكدت ضحى أن روايتها ساعدت في تصحيح صورة يعقوب أمام الكثير من الناس "ربما لأن الوعي العام اختلف وربما لأن الرواية طرحته كنموذج مقبول، وبالتالي نجحت في تفكيك الشخصية التاريخية وحولتها إلى شخصية روائية".

نالت الرواية عند صدورها حفاوة من النقاد، لكنها لم تلق رواجا بين الجمهور.

وتقول ضحى: "(صدرت الرواية) في توقيت جائحة فيروس كورونا ولذلك عانت من صعوبات تسويقية، لكن جاءت جائزة اتحاد الكتاب لتكتب لها شهادة ميلاد جديدة بالتزامن مع صدور طبعة جديدة عن الرواية".

 



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك