شهد الوسط السياحي تباينًا في ردود الفعل، لا سيما بين شركات السياحة المتخصصة في رحلات الحج والعمرة، على خلفية قرار وقف تأشيرات الترانزيت لعدد من الدول، منها مصر وباكستان وبنجلاديش. ففي حين تؤيد الأغلبية من شركات العمرة القرار كخطوة للقضاء على سماسرة التأشيرات، تعارضه قلة من الشركات السياحية، التي تعتمد على تسهيل إجراءات تأشيرات الترانزيت للمواطنين، إذ ترى فيه ضررًا مباشرًا على خدماتها ومصالح عملائها.
وأعلنت مصادر سياحية على جروبات السياحيين أن السلطات السعودية أصدرت قرارًا بوقف تأشيرات الترانزيت لكل من مصر وباكستان وبنجلاديش، مشيرة إلى أنه تم إبلاغ الخطوط الجوية السعودية وسلطات المطار بالمملكة بأن كل من يحمل تأشيرة ترانزيت قادمًا من هذه الدول لن يسمح له بدخول المملكة وسيظل في المطار حتى استكمال وجهته التالية أو إعادته لبلده مرة أخرى.
وفي نفس الوقت، نفت مصادر باتحاد الغرف السياحية صدور قرار رسمي حتى الآن بإيقاف تأشيرات الترانزيت بالنسبة لمصر، حيث لم يرد لخطوط الطيران السعودي أو شركة فلاي ناس اللتين تقومان بإنهاء إجراءات مثل هذا النوع من التأشيرات أي منشور أو قرار رسمي من السلطات السعودية يؤكد ذلك، وأنهما مستمرتان في إنهاء إجراءات تأشيرات الترانزيت للراغبين من المواطنين حتى الآن دون أدنى مشكلة.
ومن جانبه، قال الدكتور أحمد الديري، عضو غرفة شركات السياحة، إنه حتى الآن لم يرد لغرفة شركات السياحة قرار رسمي بإيقاف تأشيرات الترانزيت لمصر، مشيرًا إلى أن معظم الشركات السياحية المنظمة لرحلات العمرة متضررة من تنظيم مثل هذه النوعية من التأشيرات التي تساهم في تنشيط عمل السماسرة وتتسبب في خسائر كبيرة لشركات السياحة الجادة وأيضًا للمواطن المصري في حال تعرضه للنصب وعدم إنهاء إجراءاته بطريقة سليمة، لأن بعض السماسرة استغلوا هذه التأشيرات للتحايل على منظومة العمرة التي تتم إجراءاتها من خلال البوابة المصرية للعمرة.
وأضاف أن هناك متابعة يومية ورصد من وزارة السياحة والآثار وغرفة شركات السياحة للكيانات غير الشرعية، بالإضافة إلى التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية للتعامل بكل حسم مع أي وسطاء أو كيانات غير شرعية تروج لبرامج عمرة دون وجود شرعية لهم أو قواعد تحمي المواطنين.
كما أكد ناصر تركي، نائب رئيس اتحاد الغرف السياحية، في تصريحات صحفية، أن قرار المملكة العربية السعودية بإيقاف تأشيرات الترانزيت هو قرار تنظيمي، موضحًا أن بعض الوسطاء والسماسرة استغلوا هذه التأشيرات للتحايل على المنظومة.
وأضاف أن تأشيرة الترانزيت أساسها تذكرة طيران عبر السعودية لوجهة أخرى، وقصر استخدام هذه التأشيرات على تنظيم رحلات عمرة مع الاستغناء عن الوجهة الأخيرة والعودة إلى المنفذ بتذكرة جديدة يعتبر تحايلًا، وهو ما رصدته السلطات السعودية في مراجعتها لوضع القواعد المنظمة لتلك التأشيرات، وأصدرت قرارها حتى لا تحدث أي مشاكل.
وتابع: سيتم تطبيق العقوبات وفق قانون بوابة العمرة والحج على المخالفين، وينبغي على الكيانات غير الشرعية ومروجي تلك الرحلات احترام قواعد وضوابط الدولة المضيفة، التي تبذل قصارى جهدها لخدمة ضيوف الرحمن ووضعت قواعد لتنظيم دخولهم والعمل على راحتهم وعودتهم بسلام إلى وطنهم.
وشدد على أن الدولة بمختلف أجهزتها لن تسمح بأي تجاوزات أو إضرار بالمواطن الراغب في أداء العمرة أو الحج، وستكون العقوبات مضاعفة، مناشدًا الجميع عدم الاستمرار في محاولات التحايل على القوانين المصرية والسعودية.