روسيا وأوكرانيا: كييف تكافح من أجل استعادة الكهرباء بعد الهجمات الروسية - بوابة الشروق
السبت 21 ديسمبر 2024 6:54 ص القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

روسيا وأوكرانيا: كييف تكافح من أجل استعادة الكهرباء بعد الهجمات الروسية

بي بي سي
نشر في: الجمعة 25 نوفمبر 2022 - 6:35 ص | آخر تحديث: الجمعة 25 نوفمبر 2022 - 6:35 ص

أعلنت أوكرانيا أن ما يصل إلى 50 في المئة من احتياجات البلاد من الكهرباء لا يتم تلبيتها حاليًا، بعد الضربات الصاروخية الروسية الضخمة هذا الأسبوع.

وقالت شركة "يوكرنرجو" لتشغيل الطاقة إن الأولوية هي إصلاح البنية التحتية الرئيسية، لكن الإصلاحات تستغرق الآن مزيدًا من الوقت.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن "أصعب الأوضاع" فيما يتعلق بإمدادات الكهرباء والمياه تنتشر في 15 منطقة، بما في ذلك العاصمة كييف.

وفي جميع أنحاء أوكرانيا يبدأ الآن موسم الشتاء، مع تساقط الثلوج ودرجات حرارة دون الصفر.

وهناك مخاوف من أن يموت الناس في جميع أنحاء البلاد، بسبب انخفاض درجة حرارة الجسم.

وفي صباح الخميس، استيقظ حوالي 70 في المئة من سكان كييف بدون كهرباء.

وقال عمدة كييف، فيتالي كليتشكو، لبي بي سي إنه لا يستبعد "أسوأ سيناريو" حيث ستكون المدينة بدون كهرباء ولا تدفئة ولاماء.

لكن السلطات الأوكرانية قالت، في وقت لاحق من يوم الخميس، إن إمدادات الكهرباء والمياه تعود تدريجيًا إلى جميع المناطق.

جيمس ووترهاوس - مراسل بي بي سي في منطقة خيرسون - أوكرانيا

يجري تنسيق يتسم بالجدية بين أعضاء فريق المهندس، أندري كيسنكو، أثناء عملهم على إصلاح كابل كهربائي معطل في منطقة ريفية في خيرسون جنوبي أوكرانيا.

وبوجود حفرة في الأرض على بعد أمتار قليلة من برج الأسلاك، فإنهم واثقون من أن الجاني هو القذيفة.

قبل شهرين، قطع خط الكهرباء هذا البالغ طوله 100 كيلومتر حدود الاحتلال الروسي، وذلك بعد إطلاق هجوم عسكري أوكراني مضاد لتحرير منطقة خيرسون.

ومنذ انسحاب القوات الروسية قبل حوالي أسبوعين، أصبحت مهمة الإصلاح التي كانت تتم عادة مرة واحدة كل خمس سنوات من الطقوس اليومية لهؤلاء المهندسين.

يوضح السيد كيسينكو: "في السابق، كان مثل هذا العمل ضروريًا فقط بعد الطقس القاسي. الآن يبدو الأمر كما لو أننا نعيد بناء شبكة الكابلات بالكامل من البداية".

إنهم يعملون لصالح شركة دي تيك، أكبر شركة للطاقة في أوكرانيا، وقد أصلحوا حتى الآن 50 كيلومترًا من هذا الخط.

ويتوقعون أن يكون الشوط الثاني أكثر صعوبة، مع قربهم من نهر دنيبرو حيث يتزايد القصف.

فيما يتعلق ببيئات العمل، لا يواجهون صعوبة أكبر (من القصف) - ليس أقلها السترات الواقية من الرصاص التي يجب عليهم جميعًا ارتداؤها.

ومع ذلك، قام فريقه بشكل منهجي بربط الكابل معًا ورفعه في مكانه.

بينما يمتد خط الكهرباء في الأفق الضبابي، يبدو الأمر وكأنه حلقة مفرغة من العمل.

يقول المهندس: "عندما بدأ الأمر كله كانت الأيام الأولى صعبة". وأضاف "سيكون هناك قصف متواصل وكابلات ممزقة".

"لكننا اعتدنا على ذلك، وعلينا أن نأمل أن تتحسن الأمور".

مع استمرار تحرير منطقة خيرسون، يرتفع الطلب على شبكة الطاقة الأوكرانية المنهكة أيضًا.

لهذا السبب تحث السلطات الناس على مغادرة المنطقة، لكن بالنسبة للكثيرين، فإن قول ذلك أسهل من فعله.

أمضت القرى القريبة من الأبراج المدمرة ثمانية أشهر بدون ماء أو كهرباء.

الطرق مليئة بالحفر الناتجة عن القذائف، بينما تذكرك المدفعية البعيدة بأن القتال قد تحرك ولم يختف.

قابلنا أنطون كرامار، البالغ من العمر 90 عامًا، والذي غطى نوافذ بيته بألواح خشبية بعد أن تحطمت بشظية أصابت أيضا زوجته.

لقد عاش برفقة أسرته هنا لمدة 50 عامًا وشهدوا ثلاثة حروب.

يقول: "إنه أمر صعب للغاية. يجلب الناس الشموع، لكنها لا تدوم طويلاً".

لقد وصلت بعض المساعدات الإنسانية إلى قريتهم، ويقول السيد كرامار إنه وُعد بحطب وفرن، لكنهما لم يصلا بعد.

ويقول "إذا لم نحصل على فرن، فسيتعين علينا قطع الأشجار بأنفسنا وحمل الخشب على أكتافنا.

"لقد عملت طوال حياتي ولكني لا أملك شيئًا".

في شقته، يظهر لنا "بودان دزيبشوك" موقد الغاز الصغير الذي هو مصدر الحرارة الوحيد له. ولا يزال يستخدمه لطهي وجبات الطعام لجيرانه الذين ليس لديهم موقد.

ويقول "ربما يجب أن أذهب إلى كييف وأطلب المساعدة هناك! هذا جنون".

لا يستخدم دزيبشوك سوى نصف شقته لأن النوافذ تحطمت في الغرف الأخرى. يضربك الهواء البارد وأنت تنظر إلى غرفة معيشته.

بالنسبة للسيد دزيبشوك، فقد طفح الكيل.

يقول والدموع تملأ عينيه: "هذه ليست طريقة للعيش. إنه جنون. أنا لا أعرف ماذا يجب أن أفعل".

"لم أبكِ بهذه الطريقة في حياتي. الآن أنا رجل عجوز".

واتهمت كييف روسيا بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" بعد ضرباتها الصاروخية الأخيرة.

وأدى أسلوب موسكو الجديد في استهداف البنية التحتية إلى جعل أوكرانيا دولة تعاني بشكل أكبر من انقطاع الكهرباء.

هذا لا يعني بالضرورة أن إحساس الأوكرانيين بالعزيمة قد ضعف، لكن المزيد منهم يعانون.

إن مزاعم موسكو باستهداف المواقع العسكرية فقط لا تلقى آذاناً مصغية في هذا الجزء من خيرسون.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك