تجددت أزمة مسرحى العائم الصغير والكبير مرة أخرى على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك بعد نشر عدد من المسرحيين صورًا لأعمال الهدم الجارية لهما ضمن مشروع تطوير الكورنيش الغربى لجزيرة المنيل، والمعروف باسم «أعمال توسعات مستشفى قصر العينى».
جاء نشر الصور فى الوقت الذى لم تصدر فيه أى من قطاعات وزارة الثقافة بيانات رسمية تفيد ما تم الاتفاق عليه بشأن المسرحين، وإن كان ستتم إعادة بنائهما ضمن مشروع تطوير كورنيش المنيل أم أنه تم إغلاق ملفهما على هذا النحو.
نشر المخرج المسرحى ياسر أبوالعينين مجموعة صور للمسرحين بعد تفريغهما وتفكيك تجهيزاتهما، وعلق عليها قائلًا: «مشاهد يدمى لها القلب رفات مسرحين هما: «العائم الكبير.. والعائم الصغير».. لا أراكم الله مكروهًا فى عزيز لديكم.
وكذلك نشر المخرج حسام صلاح صورة لأنقاض أحد المسرحين وعلق عليها، بقوله: «أنعى لكم المسرح العائم دون محاولة إنقاذ، ودون لطم وصراخ من النقاد والمؤلفين والممثلين العاملين بوزارة الثقافة دون جمهور دون جنازة تليق به وبالمسرح الكوميدى صاحب التاريخ والرائد بالمنطقة العربية».
وكانت قضية هدم المسرح العائم قد شغلت الرأى العام خلال الفترة الماضية، بعد أن أرسلت الفنانة سميحة أيوب استغاثة إلى رئيس الجمهورية، ناشدته فيها بالتدخل لوقف قرار هدم مسرح «فاطمة رشدى»، المعروف بـ«المسرح العائم» فى المنيل.
وأصدرت اللجنة الثقافية والفنية بنقابة الصحفيين بيانًا بشأن المسرح العائم أكدت فيها موقفها الرافض لأى محاولات تمس هذا المعلم الثقافى والفنى العريق.
ودعت اللجنة النقابية كل الجهات المسئولة لمراعاة القيمة الثقافية والتاريخية، التى يمثلها هذا المسرح، كما طالبت الجهات المعنية بضرورة الحفاظ على هذا الصرح الفنى، الذى يعبر عن جزء مهم من تراثنا الفنى وقوة مصر الناعمة.
ووصلت أصداء الأزمة لمجلس النواب، حيث عقدت لجنة الإعلام والآثار والثقافة مناقشات بناءً على طلب إحاطة تقدم به النائب نادر مصطفى، وكيل اللجنة، بشأن «إزالة المسرح العائم»، وبحضور عدد من ممثلى الحكومة، أكد نادر مصطفى أن ما تم تداوله عن إزالة المسرح العائم أدى إلى استياء فى الأوساط الفنية، نظرًا لما يتمتع به المسرح بموقع متميز على نيل القاهرة، بينما يعود تاريخه إلى خمسينيات القرن الماضى.
فى نهاية المناقشات، أكدت اللجنة أنها تتفق تماما مع رؤية الحكومة، ورغبتها فى التطوير وإقامة المزيد من المشروعات التى أثبتت نجاحًا على أرض الواقع، بينما أشارت إلى أنه نظرًا لما يمثله المسرح العائم من بؤرة نور وإشعاع ثقافى وأدبى وتاريخى بل وسياسى، فإن اللجنة تلفت النظر إلى أهمية الإبقاء على المسرح بضوابط أو إيجاد بدائل للإبقاء عليه مطورًا.
يأتى الاهتمام بالمسرح العائم باعتباره منارة للفن والإبداع على ضفاف نهر النيل، وموقعه المميز فى قلب القاهرة، والذى ساهم فى إضفاء طابع مميز على العروض المسرحية التى قدمها، حيث شهد المسرح منذ إنشائه أعمالًا لكبار المسرحيين، ووقف على خشبته عدد كبير من نجوم المسرح المصرى، من بينهم فريد شوقى وفؤاد المهندس ومحمود ياسين وأبوبكر عزت وغيرهم، وهو ما جعله جزءًا أصيلًا من الذاكرة الثقافية والفنية المصرية.