هنأ لي نيك يون رئيس وزراء كوريا الجنوبية، الرئيس عبدالفتاح السيسي على رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، مؤكدًا أن مصر هي بوابة الدخول إلى القارة السمراء، مشيرًا إلى أنه سوف يقوم بزيارة مصر خلال الفترة القادمة لتبادل التكنولوجيا والمعرفة.
والتقى الوفد رفيع المستوى الذي يضم الدكتور محمد معيط وزير المالية والدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بـ "لي نيك يون"، اليوم الثلاثاء، وعدد من أعضاء الحكومة الكورية، خلال زيارة إلى العاصمة الكورية "سول"؛ لبحث آفاق تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين إلى جانب استعراض الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصر مؤخرًا وما حققته من نجاحات.
وأوضح بيان صادر عن وزارة المالية أن اللقاء بدأ بترحيب وزيري المالية والاستثمار بالحضور من الحكومة الكورية، وأعربا عن امتنانهم لعقد هذه الاجتماعات، كما نقلا تحيات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء لرئيس وزراء كوريا الجنوبية.
وأكد وزير المالية أن الحكومة المصرية لديها العديد من الفرص الاستثمارية لكافة المستثمرين ومنها الشركات الكورية لتوسيع نشاطها داخل السوق المصرية، والاستفادة من الإصلاحات الاقتصادية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الاستثمار وهيئة قناة السويس، مؤكدًا أن هذه اللقاءات المستمرة بين الجانبين تستهدف استعراض الفرص الاستثمارية المواتية للجانب الكوري.
ونوه معيط باستمرار تحسن المؤشرات المالية للدولة بما يؤكد أن الاقتصاد المصري يسير بثبات على الطريق الصحيح ونجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الشامل الذي تنفذه الحكومة والذي يحظى بدعم كامل ومستمر من القيادة السياسة ودعم كبير من الشعب المصري الذي يعتبر البطل الحقيقي لبرنامج الإصلاح الحالي.
وأوضح الوزير أنه تم خفض معدلات الدين من الناتج المحلى الإجمالي لتسجل 98% في يونيو 2018 بدلًا من 108% في يونيو 2017، وهو الأمر الذي انعكس بدوره على تسارع معدلات النمو الحقيقي من الناتج المحلي الإجمالي ليصل إلى 5.5% عن العام المالي 2017-2018 بالإضافة إلى إجراءات إصلاحية عديدة.
وأضاف وزير المالية أن هذا النجاح عكسته تقارير مؤسسات التصنيف الائتماني التي قامت برفع درجة التصنيف الائتماني لمصر، مؤكدًا أن هذا التحسن في نظرة المؤسسات الدولية للاقتصاد المصري يعززه إعلان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مؤخرًا رفع تصنيف مصر في مؤشر مخاطر الدول من الدرجة 6 إلى الدرجة 5 ما يعني أن مصر أصبحت وفقًا لتقديرات المنظمات الدولية أكثر جاذبية للاستثمارات في ضوء استمرار جهود الحكومة في تحقيق الاستقرار الاقتصادي وزيادة تنافسية الاقتصاد المصري.
ولفت الوزير إلى وجود إقبال هائل على المشاركة في اكتتاب السندات الدولارية التي طرحتها مصر مؤخرًا بقيمة 4 مليارات دولار وهو يعكس ثقة المجتمع الدولي في جهود الإصلاح التي تتم ونتيجة هذه الثقة تم زيادة شراء السندات طويلة الأجل ما يدل على ثقتهم في الأسواق المالية والاقتصاد المصري.
وبدوره، أكد "لي نيك يون" رئيس وزراء كوريا الجنوبية تقدير بلاده لعلاقاتها المتميزة مع مصر في ظل الدور التي تقوم به في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية، مشيرًا إلى تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر وزيادة حجم الاستثمارات الكورية في ظل ما تشهده مصر من نمو اقتصادي وإصلاحات اقتصادية وتشريعية لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وفي مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والنقل والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والصحة والتعليم.
وهنأ الحكومة على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية، مشيرًا إلى ضرورة أن يكون التعاون بين البلدين أحد العناصر المشاركة في النمو الاقتصادي المصري.
وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية إنه متحمس للغاية للتعاون مع مصر في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة خلال الفترة المقبلة لتعزيز أطر التعاون الثنائي بين البلدين.
ولفت إلى أن مصر دولة كبيرة وتقع في قلب الشرق الأوسط وهى منطقة مهمة ليست للشركات الكورية فقط بل للحكومة الكورية موجهًا الشكر للحكومة المصرية على دعم الشركات الكورية القائمة بالفعل في السوق المصرية، إلى جانب تطلع الجانب الكوري إلى التعاون في مجال التنمية البشرية والتكنولوجية ونتعاون حاليًا مع الجانب المصري في الخط الثالث لمترو الأنفاق وتحسين الخدمات المالية الإلكترونية.
وأضاف رئيس وزراء كوريا الجنوبية أن مصر تتمتع بالكثير من الأماكن السياحية وأن المواطنين الكوريين يشعرون بعظمة الحضارة المصرية القديمة عند زيارتهم لمصر، وفي هذا الصدد بحث وزير المالية فرص زيادة الرحلات السياحية لتنشيط قطاع السياحة والتعرف على تاريخ الدولة المصرية وما تقوم به من إنجازات بمختلف المجالات، وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية إن دولته لا تمانع ذلك على الإطلاق بل على العكس سيتم دراسة زيادة أعداد رحلات الطيران بين البلدين.
وتطرق اللقاء إلى أهمية دعم ومساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة في كلا السوقين المصرية والكورية، وأكد معيط ورئيس وزراء كوريا الجنوبية أنه لابد من وجود دعم حكومي متبادل بين البلدين لتأسيس وتأهيل الكوادر الشابة من البلدين لتكون قادرة على إنشاء الشركات الصغيرة وتكون على قدر المسئولية والثقة للدخول في الأسواق المصرية والكورية.
وناقش وزير المالية أيضًا ملف التصدير ودعم الصادرات وتذليل كافة المعوقات التي تواجه المصدرين الكوريين خاصة في المنتجات الزراعية وإيجاد الآليات المناسبة والبسيطة لزيادة الصادرات ورحب رئيس وزراء كوريا الجنوبية بهذه الجهود.
وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية إن بلاده أصبحت في المرتبة الأولى في صناعة السفن وانه يسعى للتعاون مع مصر في هذا المجال، وكذلك يتطلع لزيادة التعاون في مجال صناعة السيارات الهيدروجينية إلى جانب الأقمار الصناعية للمراقبة.
بدورها، أكدت الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، اعتزاز مصر بالعلاقات القوية التي تربطها بكوريا الجنوبية، والشراكة القائمة والتعاون الاقتصادي المتميز بين البلدين والنماذج الناجحة التي تقدمها الاستثمارات الكورية في مصر، معربة عن تطلع مصر لمزيد من تعزيز العلاقات على مختلف الأصعدة.
كما استعرض الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس الفرص الاستثمارية بالمنطقة والحوافز المقدمة للمستثمرين، مشيرا إلى اهتمام المنطقة بدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة وكذلك دعم الصناعات المغذية لصناعة السيارات وخاصة مع عودة شركة (مرسيدس) للعمل بالعين السخنة في منطقة القناة.
وأضاف الفريق مميش أن المنطقة الاقتصادية واعدة وتحتوى على موقع مميز يصل إلى جميع الأسواق من خلال قناة السويس، حيث تتضمن 6 موانئ بحرية والإقبال كبير عليها لوجود مصادر طاقة وبنية تحتية وحاليًا يوجد 161 شركة تعمل بالمنطقة، كما يتم التركيز على صناعة بناء السفن لوجود 3 ترسانات لبناء السفن بالمنطقة.
من جانبه قال رئيس الوزراء الكوري إن كوريا تود المشاركة مع مصر في صناعة بناء السفن في منطقة قناة السويس والتي تعد منطقة استراتيجية واعدة تستفيد منها الشركات الكورية.