دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، اليوم، الأربعاء الدول الأعضاء في الحلف إلى الوحدة، فيما تعزز الدول الأوروبية قواتها المسلحة وصناعاتها الدفاعية، وذلك بعدما حذرت الولايات المتحدة أوروبا بأنه يجب عليها الاهتمام بأمنها في المستقبل.
وقال روته في خطاب ألقاه في وارسو: "دعوني أكون واضحا تماما، هذا ليس الوقت المناسب للتحرك بشكل منفرد، لا لأوروبا ولا لأمريكا الشمالية، فالتحديات الأمنية العالمية أكبر من أن يواجهها أي منا بمفرده."
وأكد روته أنه "لا يوجد بديل لحلف شمال الأطسي (الناتو)" ، حتى في ظل قلق بعض الحلفاء بشأن التزام الولايات المتحدة بالمبدأ الأساسي للتحالف، الذي ينص على أن أي هجوم على أحد أعضاء الحلف يُعتبر هجوما على الجميع، بينما تطالب واشنطن الدول الأوروبية بالتوقف عن الاستفادة المجانية من ميزانيتها العسكرية الضخمة.
ويأتي تحذير روته في وقت تحاول فيه أوروبا تقليل اعتمادها الأمني على الولايات المتحدة، تماما كما قلصت اعتمادها على الطاقة الروسية بعد أن أمر الرئيس فلاديمير بوتين قواته بغزو أوكرانيا قبل ثلاث سنوات، وذلك في ظل مسعى أوروبا لشراء المزيد من المعدات العسكرية.
وتابع روته: "نعم، يجب أن تكون أوروبا واثقة من أن العم سام لا يزال يساندنا، لكن على أمريكا أيضا أن تدرك أن حلفاءها في الناتو سيبذلون قصارى جهدهم وسيتحملون مسؤولياتهم بالكامل، دون قيود ودون فجوات في القدرات، هذا هو العدل، فالثقة طريق ذو اتجاهين".
وجاءت تصريحات روته عشية زيارة نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس إلى جرينلاند، ولم يستبعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جرينلاند، وهي إقليم يتمتع بالحكم الذاتي تابع للدنمارك، العضو في الناتو والاتحاد الأوروبي، مما أثار قلقا عميقا بين العديد من الحلفاء.
لكن روته شدد على أنه "واثق تماما" من التزام الولايات المتحدة بضمان الأمن المنصوص عليه في المادة 5 من معاهدة حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وأضاف روته أن "لا شيء يمكن أن يحل محل المظلة النووية الأمريكية، الضامن الأساسي لأمننا." ويُذكر أن بريطانيا وفرنسا قوتان نوويتان أيضا، لكن ترسانتيهما تعدان ضئيلتين بالمقارنة بالترسانة الأمريكية.