أعانى من مرض السكر (النوع الثانى) منذ عشر سنوات وأتناول باستمرار الميتوفورمين كعلاج. تتكرر قراءات مختلفة لكنها متقاربة تتراوح بين ١١٠ - ١٤٠ دائما عند قياس نسبة السكر صائم.
نصحنى صديق بالمداومة على شراب القرفة مؤكدا أنها قد تصلح كعلاج لارتفاع نسبة السكر فى الدم وأن معها يمكن الاستغناء عن الأدوية. استمعت للنصيحة والدهشة أنه قد انخفضت نسبة السكر بالفعل بعد بداية مداومتى على تناول فنجانين من القرفة يوميا لكن مع الانتظام فى تناول الأدوية أيضا. هل تصلح القرفة بالفعل علاجا لمرض السكر من النوع الثانى إذا ما داومت عليها وزدت فى مقادير تناولها؟ إذا كانت بالفعل ذات فائدة فهل لديك تفسير يؤكدها؟
عبدالحميد الكاشف ـ محام
<<<<< هناك الكثير من الأعشاب التى تؤثر خلاصاتها فى وظائف جسم الإنسان منها معروف الأثر، منها أيضا ما يؤخذ بالشبهة عند ملاحظة الأثر دون التأكد من طبيعة وتفاصيل العمليات الفسيولوجية وراءه.
من المعروف بالفعل عن مشروب القرفة أنه مفيد لمرضى السكر من النوع الثانى لكنه لا يمكن بأى حال أن يحل محل الأدوية أو الإنسولين فى العلاج ولا يمكن الاعتماد عليها وإن كان يمكن الاستعانة بها فى وجود العلاج الدوائى. أما عن التفسير العلمى لفائدة القرفة فنعود إلى أثرها المحفز للخلايا على استقبال سكر الجلوكوز.
يفرز البنكرياس هورمون الإنسولين ليدور فى الدم. ليتصق الإنسولين بتراكيب دقيقة للغاية تنتشر على الجدار الخارجى للخلايا تسمى مستقبلات الإنسولين. للإنسولين على تلك المستقبلات أثر كما لو كانت بوابات مغلقة يفتحها الإنسولين أما الجلوكوز الذى ينتقل عابرا إياها من الدم إلى داخل الخلايا فى أنسجة الدم المختلفة الأمر الذى معه يقل تركيزه فى الدم. يحدث ذلك فى الأحوال العادية لدى الإنسان غير المريض بمرض السكر. فى حالة أن يعانى الإنسان من مرض السكر تقاوم الخلايا دخول السكر إليها فتقل الحساسية للإنسولين فلا تستجيب له الخلايا. تناول القرفة يحفز تلك المستقبلات الرافضة للإنسولين على قبوله وبالتالى تفتح البوابات أمام الجلوكوز ليدخل الخلايا بدلا من دورانه فى الدم.
إذا بالفعل حصلت على فائدة من تناول القرفة لا بأس لكن هذا لا يجعل منها علاجا بل مكملا غذائيا مفيدا.