ينتهى حجاج بيت الله الحرام، الأحد، من أداء مناسك ثالث أيام التشريق ورمي الجمرات، ليعودوا من منى إلى مكة المكرمة لاستكمال باقي المناسك لمن لم يؤد طواف الإفاضة أو السعي، في حين تزايدت رحلات العودة للحجاج المتعجلين.
جاء موسم الحج هذا العام مفاجئا للجميع بحوادث وإجراءات لم تكن في الحسبان، الأمر الذي ضاعف من الإحساس بالحزن والمشقة لدى عدد كبير من الحجاج.
وقد بدأ الموسم بحادث الحرم المكي المروع بسقوط إحدى الروافع الذي راح ضحيته 107 حجاج وأصيب فيه 49 آخرون من ضيوف الرحمن، ثم تلاه حريق هائل بأحد فنادق منطقة العزايزية أجلي على إثره أكثر من 1200 حاج من أماكن إقامتهم.
وأخيرا، كانت الفاجعة الكبرى حين استيقظ العالم الإسلامي صباح أول أيام عيد الأضحى على كارثة كبرى بمنطقة المشاعر المقدسة في منى، راح ضحيتها أكثر من 717 حاجا و863 مصابا بسبب التدافع والضغط بين المجموعات المتقابلة في مسارات ضيقة.
كل هذه الحوادث وغيرها من الظواهر والإجراءات السلبية، مثل تطبيق المسار الإلكتروني لأول مرة في منظومة سفر واستقبال الحجاج دون إجراء أي تدريبات مسبقة لطواقم التشغيل، الأمر الذي أدى إلى الانتظار في موانئ الوصول بالسعودية لأكثر من 15 ساعة، بجانب الافتراش في منى وعرفات، وهي ظاهرة قديمة لم تجد السلطات السعودية حلولا ناجزة لها حتى الآن.
فكل هذه الحوادث ألقت بظلالها على الشكل النهائي لموسم الحج، بل وأخذت من رصيد الجهود المبذولة لإنجاح الموسم سواء من السلطات السعودية أو من بعثات الحج المختلفة بالدول الإسلامية.