اختتم ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة فعاليات نسخته الثالثة، بعد عشرة أيام حافلة بالإبداع والنشاط الفني، حيث شهد تنظيم ورش عمل، ومحاضرات، ومعارض فنية جمعت بين الأصالة والتجديد، وذلك تحت رعاية الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف.
وحظي الملتقى بإقبال كبير من الزوار ومحبي الخط العربي والفنون الإسلامية، إذ قدَّم منصة تفاعلية جمعت بين أساتذة الخط والزخرفة والطلاب والمهتمين بهذه الفنون العريقة.
وأوضح الفنان والخطاط إسماعيل عبده، المنسق الفني للملتقى، أن النسخة الثالثة شهدت مشاركة أكثر من 250 خطاطًا وفنانًا من مصر ومختلف الدول العربية والأجنبية، قدموا أكثر من 300 عمل فني متنوع عكس جماليات الخط العربي بأساليبه المختلفة، بدءًا من الخط الكوفي، والثلث، والنسخ، والديواني، وصولًا إلى الأساليب المعاصرة التي مزجت بين التراث والحداثة.
كما تميزت المعارض الفنية المصاحبة للملتقى بعرض لوحات خطية أبدعها فنانون محترفون وشباب موهوبون، مما أتاح فرصة لتبادل الخبرات واستعراض المدارس الفنية المختلفة في الخط العربي والزخرفة.
وعقد الملتقى عددًا من الورش الفنية والمحاضرات لأعضاء هيئة التدريس برواق الخط العربي والزخرفة بالجامع الأزهر، حيث شهد محاضرة للدكتور خالد مجاهد، عن "جماليات الخط العربي والتشكيل الفني"، وأخرى له عن "اللوحة الخطية.. الفكرة والتنفيذ"، ومحاضرة للخطاط عصام عبد الفتاح، بعنوان "الخط الكوفي.. وسائل تنفيذ اللوحة الخطية"، ومحاضرة للخطاط أحمد عراقيب، بعنوان "تأريخ كتابة القرآن الكريم"، ومحاضرة للدكتور بلال مختار، بعنوان "التكوين الفني في الثلث الجلي"، ومحاضرة للأستاذ محمد جابر عن "مراحل إعداد مرقع بخط الثلث والنسخ"، وورشة ومحاضرة للخطاطة الإيطالية أنتونيلا ليوني، تناولت فيها فن الإيبرو (الرسم على الماء).
وتميزت هذه الورش التي كانت تعقد مع المحاضرات بمشاركة تفاعلية واسعة من الجمهور، حيث أتيحت لهم فرصة التعلم المباشر من أساتذة الخط العربي، والتدريب العملي على تقنيات كتابة الحروف وضبط التكوينات الخطية.
وسلطت هذه المحاضرات والورش الضوء على التحديات التي تواجه الخط العربي في العصر الحديث، وأكدت على ضرورة الاهتمام به كجزء لا يتجزأ من الهوية الثقافية للأمة الإسلامية.
وشهد الملتقى حضور طلاب من مختلف الجامعات المصرية وجامعة الأزهر والمعاهد الأزهرية، الذين أعربوا عن سعادتهم بالمشاركة في هذه الفعالية الفريدة، التي جمعت بين التعلم والمتعة، ومكنتهم من التعرف على أسرار الخط العربي من خلال الاحتكاك المباشر بالخطاطين والأساتذة المتخصصين.
وفي ختام الملتقى، أعرب المشاركون عن تقديرهم للأزهر الشريف على تنظيم هذا الحدث الفني الرفيع، الذي أتاح لهم الفرصة لاستكشاف فنون الخط العربي عن قرب، والمشاركة في ورش ومحاضرات أثرت معارفهم وصقلت مهاراتهم الفنية.
وأكد الحضور أن إقامة مثل هذه الفعاليات داخل الجامع الأزهر تعكس حرص الأزهر على رعاية الفنون الإسلامية وحمايتها من الاندثار، وتؤكد دوره الريادي في الحفاظ على التراث الثقافي للأمة.
يُذكر أن ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة افتتحه فضيلة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، بحضور الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، والدكتور عباس شومان، الأمين العام لهيئة كبار العلماء ورئيس مجلس إدارة المنظمة العالمية لخريجي الأزهر.
وعُقد الملتقى خلال الفترة من 16 حتى 25 فبراير الجاري، بمشاركة نخبة من الفنانين والخطاطين والباحثين في مجال الخط العربي والزخرفة، حيث قدم تجربة ثقافية وفنية متكاملة جمعت بين الأصالة والتجديد، وسلطت الضوء على أهمية الخط العربي كأحد أبرز الفنون الإسلامية التي تُعبِّر عن هوية الأمة وتراثها العريق.