سادت حالة من الغضب والاستياء العارم بين أهالي مدينة الأقصر بعد إعلان شركة مياه الشرب والصرف الصحي، انقطاع المياه في المدينة بأكملها نتيجة كسر مفاجئ بخط صرف صحي رئيسي بقطر 1000 ميلليمتر بمنطقة الحبيل، التابعة لمحطة الصرف الصحي رقم 3.

يأتي هذا الانقطاع بعد أقل من شهرين فقط على واقعة مشابهة، ما أثار مخاوف الأهالي من تكرار الأزمة دون حلول جذرية، خاصة أنهم يرون استمرارها خطر يهدد حياتهم اليومية ويؤثر بشكل سلبي على القطاعات المختلفة، ما يجعل الحلول السريعة ضرورة لا تحتمل التأجيل.

معاناة مستمرة

وأعرب العديد من قاطني المدينة عن استيائهم الشديد من تكرار هذه الأعطال، مؤكدين أن انقطاع المياه يؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية، خاصة مع عدم وجود بدائل سريعة لتعويض النقص.

وقال محمد زكي، أحد سكان منطقة الكرنك، إن الشركة في كل مرة تعلن أن العطل خارج عن إرادتها، لكن المواطنون يدفعون الثمن لأن المياه تنقطع فجأة وبدون تحذير مسبق.

وأضاف زكي، لـ"الشروق" أن الأزمة ليست فط في انقطاع الخدمة بل تكمن في طول مدة أعمال الإصلاح التي يتأذى بسببها المواطنين خاصة كبار السن ومرضى السكر والأطفال والسيدات.

واستطرد أن جميع المواطنين يدفعون فواتير مياه كل شهر، لكن في المقابل لا يوجد خدمة تليق بهم، لذا من المفترض أن يكون هناك حلول جذرية ليست مجرد مسكنات لأنه من الواضح أن البنية التحتية مهترئة وتحتاج تطوير شامل.

انقطاع المياه يعطل حياة الأهالي ويؤثر على الخدمات الحيوية

لم يقتصر تأثير انقطاع المياه على المنازل فقط، بل امتد لعدد من مخابز، والمحال التجارية، وما يزيد من حجم الأزمة.

وعبرت ابتهال عبد الكريم، ربة منزل من منطقة شرق السكة الحديد، عن معاناتها بأن أسرتها أصبحت منذ فترة طويلة تقوم بتخزين المياه باستمرار، لأنهم لا يضمنوا إلى متى ستظل متوفرة لديهم.

وتابعت عبد الكريم، لـ"الشروق": "توقفت أعمال الغسيل، وتأثرت عملية الطهي، وحتى الأطفال لم يعودوا قادرين على الاستحمام، نحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، ومع ذلك فإن المياه، التي تُعد من أبسط حقوق الإنسان، لم تعد متاحة بالشكل الذي يليق بنا".

وتساءلت عبد الكريم، قائلة: "لماذا لا تقوم شركة المياه في الأقصر بإجراء صيانة دورية قبل وقوع الكوارث؟ لماذا يجب أن تصل الأمور دائمًا إلى مستوى الأزمة حتى يبدأ التحرك؟ لقد أصبحنا في حالة من الإرهاق بسبب هذه الأوضاع".

تحديات أمام العمال والمخابز ودعوات للتغيب عن الدراسة

كما لم يسلم قطاع الأعمال الصغيرة والمتوسطة من تداعيات الانقطاع المتكرر للمياه، حيث تواجه المخابز والمطاعم صعوبات جمة في العمل دون إمدادات مائية كافية.

وأشار محمود عمار، وهو صاحب مخبز في وسط مدينة الأقصر، إلى أنه في كل مرة تنقطع فيها المياه، تواجه المخابز أزمة كبيرة، فالعجين يحتاج إلى الماء، كما أن عملية التنظيف أمر أساسي؛ لذلك يحاولوا الاعتماد على خزانات المياه، لكنها لا تكفي دائمًا.

وشدد عمار، لـ"الشروق" على أنه لا بد من وجود ضمانات تحول دون تكرار هذه المشكلة، لأن الضرر يقع على الجميع، كما يرى أن ليس من المنطقي أبدًا أن تعاني مدينة سياحية مثل الأقصر من هذه الأزمة؛ لذلك ينبغي على الحكومة التحرك سريعًا لإيجاد حل جذري لهذه المشكلة.

وكان عدد من أولياء أمور الطلبة في الأقصر قد ناشدوا منذ أمس الأربعاء محافظ الأقصر ومديرية التربية والتعليم في الأقصر بضرورة اعتبار اليوم عطلة بسبب صعوبة ذهاب أبنائهم إلى المدارس الكائنة بنطاق المناطق المتأثرة بانقطاع المياه.

وعلل أولياء الأمور أن ذهاب أبنائهم للمدارس سيعود بكارثة نظرا لاحتمالية انتقال عدوى بينهم في أثناء استخدام دورات المياه لأن المعلمين لن يتمكنوا من منعهم.

ونوه مصدر بمديرية التربية والتعليم في الأقصر، بأن المديرية قررت إنهاء اليوم الدراسي اليوم في تمام الساعة العاشرة والنصف صباحا لجميع المدارس الواقعة في المناطق المتأثرة بانقطاع الخدمة.

وأوضح المصدر، لـ"الشروق" أنه تم صباح اليوم وقبل بدء اليوم الدراسي إرسال إشارة إلى الإدارات التعليمية بإنهاء اليوم الدراسي في الوقت المذكور حال استمرار انقطاع الخدمة، مع استكمال اليوم حال عودة الخدمة إلى المدارس.

مصدر بالشركة: الخدمة تعود وقت الظهيرة

في ذات السياق، أكد مصدر مسئول بشركة مياه الشرب في الأقصر، أن أعمال الإصلاح جارية على قدم وساق حاليا متوقعا أن تعود الخدمة إلى طبيعتها خلال ظهر اليوم.

وأوضح المصدر، لـ"الشروق" أن فترة أعمال الإصلاح مستمرة منذ نهار أمس نتيجة استغراق أعمال شفط المياه الناتجة عن انكسار الماسورة في موقع الحادثة وقتا طويلا لضخامة حجم كميات المياه المتسربة حول الموقع، مشيرا إلى أن أعمال استبدال الماسورة المكسورة بأخرى جديدة بدأت منذ منتصف الليل ولازالت حتى اللحظة.