مع تفاقم جائحة فيروس كورونا العالمي يومًا بعد يوم، يتزايد الخوف في الهند ويتحمل العاملون في المجال الطبي في الخطوط الأمامية وطأة ذلك الذعر العام.
أبلغت الهند عن 562 حالة إصابة بالفيروس حتى الآن، وهو عدد منخفض نسبيًا نظرًا لحجم وكثافة البلاد، لكن هناك علامات على تزايد القلق وسط إغلاق دراماتيكي على مستوى الدولة، مع مشاهد الذعر والمضايقة المستهدفة للأطباء وغيرهم من العاملين في الخطوط الأمامية، حسب شبكة (CNN) الأمريكية.
يقول الطاقم الطبي في العاصمة الوطنية نيودلهي، إنهم تعرضوا للنبذ والتمييز من قبل مجتمعاتهم بسبب المخاوف من احتمال إصابتهم بعد العمل مع مرضى فيروس كورونا، حتى أن بعض الأطباء أفادوا بطردهم ومواجهاتهم تهديدات بقطع الكهرباء.
"يُطلب من الأطباء والممرضات وغيرهم من العاملين في مجال الرعاية الصحية المشاركين في رعاية مصابي الفيروس إخلاء منازلهم المستأجرة، وقد تم إخلاء البعض قسراً من إقامتهم المؤقتة من قبل الملاك وأصحاب المنازل، بسبب الخوف من أن يكون هؤلاء المتخصصون في الرعاية الصحية عرضة للإصابة بفيروس كورونا".
وقالت رسالة من رابطة الأطباء المقيمين بمعهد عموم الهند للعلوم الطبية في نيودلهي، أرسلت يوم الثلاثاء إلى وزير داخلية الاتحاد اميت شاه، تحث فيها على اتخاذ إجراءات لحماية العاملين الطبيين المحاصرين: "كثير من الأطباء عالقون الآن في الطرق مع جميع أمتعتهم، وليس من مكان يذهبون إليه، في جميع أنحاء البلاد".
وقوبلت تقارير عمليات الإخلاء القسري بغضب من بعض المواطنين عبر الإنترنت، وكذلك من المسؤولين المحليين والصحيين، وعبر وزير الصحة ورعاية الأسرة هارش فاردان يوم الثلاثاء عبر تويتر، عن "غضبه الشديد" لسماع نبذ الأطباء.
وحث الجمهور على "عدم الخوف، مؤكدا اتخاذ جميع الاحتياطات من قبل الأطباء والموظفين للتأكد من أنهم ليسوا حاملين للعدوى، وأن أي خطوات قاسية يمكنها أن تحبط معنوياتهم وتعرقل النظام ... إنه واجبنا أن نحافظ على ارتفاع معنوياتهم".
كما أدان آرفيند كيجريوال، رئيس وزراء دلهي، عمليات الإخلاء المزعومة وقال على تويتر يوم الثلاثاء، "هؤلاء الأطباء ينقذون حياتنا ويعرضون حياتهم للخطر ولا يجب على أصحاب العقارات أن يفعلوا ذلك معهم".
وقال أدارش براتاب سينج، رئيس نقابة الأطباء المقيمين، إن الوزير شاه أمر مسؤولي الشرطة بالتحقيق في القضية واتخاذ إجراء فوري، كما تواصل مفوض شرطة دلهي مع الجمعية لتقديم المساعدة.
وغرد شاه لاحقًا لدعم العاملين في المجال الطبي، وشكرهم على المخاطرة بحياتهم في مكافحة الوباء.