يحيى خليل: لست مندهشًا من عدم تكريمى فى وطنى.. فماذا حدث مع عمر الشريف؟ - بوابة الشروق
الإثنين 23 ديسمبر 2024 9:01 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يحيى خليل: لست مندهشًا من عدم تكريمى فى وطنى.. فماذا حدث مع عمر الشريف؟

حوار مصطفى يحيى
نشر في: الخميس 27 أغسطس 2015 - 10:23 ص | آخر تحديث: الخميس 27 أغسطس 2015 - 10:23 ص

لن أتخلى عن حلم وصول موسيقاى لمواطن بحرى والصعيد وسيناء حتى آخر يوم فى عمرى
غامرت كثيرًا ومن لا يغامر لا يستحق أن يعيش
أستعد لجولات جديدة فى الصين واليابان والنرويج
فى مصر نقلد الغرب تقليدًا أعمى والعالمية أن تقدم بصمة وليس أن تذهب للغناء للجاليات العربية
لم أجد موهبة تستكمل مشوارى لكننى رأيت دجالين ومدعين حاولوا أن يستثمروا ما بدأته

استطاع الفنان يحيى خليل ان يفرض أسلوبه على الساحه الموسيقية والغنائية ــ منذ ان عاد من أمريكا بعد رحلة احتراف ودراسة ومعايشة لموسيقى الجاز ــ حيث وضع البذرة الاولى لفكرة صناعة النجم بطريقة مختلفة عما كان يقدم قبل فترة السبعينيات، حيث كان النجم فى الخمسينيات والستينيات وحتى منتصف السبعينيات لابد ان يمر من خلال الإذاعة التى كانت تعطى المطرب تأشيرة الغناء، واصبح خليل مقصد كل المواهب الشابة وقتها وصنع نجوما، ثم قرر ان يبدأ حياة فنية مختلفة بإعادة تكوين فرقته مرة اخرى بدماء جديدة وكانت حياته الجديدة سكة اخرى لفرق الشباب وبابا للأوبرا المصرية لتجديد شبابها من خلال اقبال جماهيرى كبير شهدته حفلاته، لذلك يعد امر تكريمه دوليا امرا طبيعا حيث كرمه أخيرا مهرجان بيت اون BEATON لموسيقى الجاز فى ايطاليا .

• سألته فى البداية كيف استقبلت هذا التكريم؟
ــ الحمد لله مهرجانات جاز كثيرة فى اوروبا واسيا وامريكا يعلمون تماما قدرى، ولذلك هناك اهتمام بى اخذ صورا كثيرة اهمها المشاركة الدائمة والحمد لله فى اهم المهرجانات التى تنظم فى كل قارات العالم . والحمد لله على التكريم فى ايطاليا وهو ليس اول تكريم، فقد كرمت فى بلغاريا وجنوب افريقيا وامريكا وفرنسا .

•يأتى تكريمك فى الوقت الذى ألاحظ فيه تجاهلا تاما لك فى مصر؟
ــ ليس دورى ان اطالب بالتكريم فى وطنى لكن اتصور ان هناك جهات اخرى مهمتها هذا منها وسائل الاعلام فهم ادرى بمن يستحق التكريم وبمن ساهم فى الارتقاء بالفن الموسيقى والغنائى فى مصر، وبالمناسبة انا غير مندهش من هذا التجاهل الذى يستمر لسنوات طويلة لأنه لا يحدث مع يحيى فقط لكن هناك قامات اخرى تتعرض لنفس الامر.

•بماذا تقصد ؟
ــ اقصد اننى كنت فى امريكا وقت رحيل الفنان العالمى عمر الشريف وهو بالمناسبة العربى الوحيد الذى يستحق ان يقال عليه عالمى، شاهدت هناك خبر رحيله على اهم الشاشات العالمية وكم الاهتمام والحزن الذى كان عليه كبار نجوم العالم والتى استضافتهم المحطات للحديث عن عمر وشاهدتهم يعرضون افلامه بكثافة، شاهدت اهتماما لا يقل عن اهتمامهم بعيد استقلال امريكا. وشاهدت هنا تجاهلا كبيرا احزننى شخصيا، لا الجنازة تليق به كفنان كانت رغبته ان يموت ويدفن فى تراب وطنه ولا اهتمام الدولة أو الوسط الفنى يليق به. ثم تريد بعد ذلك ان تسألنى عن التكريم.

• لهذه الدرجة انت حزين؟
ــ طبعا لأن الناس لم تهتم بعد رحيل هذا الفنان الكبير، وهناك امور من العيب الكلام فيها وهى هل هو مسلم والا مسيحى ولا يهودى، واين سيدفن وفى أى مقابر. هذا كلام لا يجوز.. اتركوا تلك الامور لأهلها .

•أخيرا قمت بجولات فى دول كثيرة ؟
ــ الجولات ضمت روسيا مرتين خلال عام واحد، إلى جانب اليونان وبلغاريا واليابان وايطاليا. وهناك جولات قادمة للصين واليابان ايضا بناء على دعوات وصلتنى. وأخيرا التقيت مع سفيرة النرويج فى القاهرة وربما

•اعلم انك المصرى الوحيد الذى تشارك بهذا عالميا ؟
ــ الحمد لله، لى مشاركات فى اغلب دول اوروبا وسافرت إلى افريقيا إلى جانب الولايات المتحدة التى قمت بالعديد من الجولات فيها فى اكثر من مدينة وولاية وحفلاتى فى امريكا ممتدة منذ ستينيات القرن الماضى وانا شاب صغير. والجميل ان هاك دولا زرتها اكثر من مرة .

•لماذا ركزت على انك زرت دولا اكثر من مرة ؟
ــ لأن هذا يعنى دليل نجاحى فى هذه الدول، لأننى لو قدمت لهم فنا متواضعا لن يدعونى مرة اخرى ولكن التكرار يعنى اننى تركت بصمة لديهم، ليس ليحيى خليل فقط لكن للفنان المصرى.
العالميه ان تقدم بصمة وليس ان تذهب للغناء للجاليات العربية هناك وتدعى العالمية هذا كلام ليس له معنى. الاهم هو ان تقدم عمل ينسب لك عالميا.

•بماذا تقصد ان تترك بصمة باسمك؟
ــ بمعنى اننا فى مصر نقلد الغرب تقليد اعمى وبالتالى عندما تذهب اليهم بموسيقاهم محرفة وملعوب فيها ما الجديد وهنا ينصرف الاوروبى أو غيرة عن الاستماع لنا ؟، لكن فى تجربتى مع الجاز قدمت الجاز ممزوجا بالموسيقى الشرقية فأصبحنا نمتلك نكهة جديدة وضعتنا عالميا بجوار مدارس اخرى استلهمت فن الجاز للتعبير عن موسيقاها وهذا هو الفارق بينى وبين آخرين قلدوا الغرب وادعوا وصولهم للعالمية.

•لكن الاتجاه الذى قدمته يعد مغامرة لأن الموسيقى العربية حدودها الوطن العربى؟
ــ هذا صحيح لكننى احب المغامرة بدليل سفرى وانا فى سن المراهقة لأمريكا ووقتها كنت قد بدأت انتشر فى مصر ولكننى قررت ان اسافر واستفيد وانا مؤمن بأن الانسان الذى لا يقبل على المغامرة لا يستحق ان يعيش .
• الجاز فى مصر تعرض ايضا لدخول بعض المدعين شأنه شأن فنون اخرى ؟
ــ هذا صحيح وانا شخصيا لم ار موهبة تستكمل مشوارى الذى بدأته منذ سنين طويلة. لكننى وجدت دجالين ومدعين حاولوا ان يستثمروا ما بدأته .

•باعتبارك رائد حركة التغيير فى الموسيقى بصفة عامة بعد عودتك من امريكا كيف تراها الآن ؟
ــ عندما عدت من امريكا كنت اريد ان اقدم موسيقى ايقاعية مصرية بآلات غربية وبالفعل قدمت اعمالا اذهلت العالم العربى وبعدها عملت مع بعض الشركات كمخرج موسيقى وصانع للنجوم وبعد فترة وجدت مجموعة من الدجالين يحاولون القفز على ما اقوم به فقررت ان ابتعد واترك لهم الساحة .

• اعضاء فرقتك التى انشأتها فى الستينيات قبل السفر لامريكا كانوا نجوما منهم عمر خورشيد وعزت ابو عوف وهانى شنودة؟
ــ كانوا فنانين بجد، عمر خورشيد قبل رحيله وهو فى عز نجوميته كان يقول انه تعلم منى وايضا الفنان الكبير عزت ابو عوف كلما يتحدث عن مشروعنا هذا كان يشيد بما كنت اقدمه . فى المقابل هناك آخرون يزيفون التاريخ من اجل انفسهم ولكن مهما حدث فهناك حراس للتاريخ.

•قلت فى حوار سابق لك ان جيل خورشيد وابوعوف كانا عاشقين للفن ؟
ــ نعم جيل خورشيد وابوعوف وشنودة كان عاشقا للفن ومن جاءوا بعدهم كانوا عشاق المال. وللاسف الناس الآن لا تفرق بين الفنان المبتكر الحقيقى وبين المدعى، الذى يستمد نجوميته من الانتشار الاعلامى .

•بما انك اول صانع للنجوم كيف ترى برامج صناعة النجم الآن؟
اغلبها تجارى يفتقر لكل عوامل صناعة النجومية. بعضهم لا يفهم فى الموسيقى اصلا. ثم اننى عملت معادلة صعبة الا وهى عمل فنى جيد وفى نفس الوقت يحقق شعبية ويبيع تجاريا .

•اغلب التجارب الغنائية لا تعيش ؟
ــ لأن هناك فنانين لا يصدقون النجاح الذى وصلوا اليه، لذلك يحاول ان يلغى كل من حوله حتى يقول للناس انا ثم انا، ولذلك من الممكن ان يستمر هذا الفنان لكنه بالتأكيد سوف يسقط من حسابات الناس مهما استمر . اهم ما فى أى تجربة ان يحترم كل فنان عمله فقط ولا يقفز على دور غيره من الناس. بدليل ان هناك هناك فنانين يستحقون ان يكونوا فى مكانه افضل مما وصلوا اليها لكنهم لم يحسنوا اختيار من يدير اعمالهم فسقطوا.

•من الموسيقيين الموجودين على الساحة الآن مقنع بالنسبة لك؟
عمر خيرت لأنه يمتلك حلما منذ ان كان شابا صغيرا وظل ممسكا بهذا الحلم إلى ان حققه، لم يلتفت لأحد ولم يقلد احدا قدم الكلاسيك بروح مصرية خالصة وكذلك ياسر عبدالرحمن والفارق بين الاثنين ان ياسر مستغرق اكثر فى شرقيته.

•لك تجارب مع بليغ حمدى رحمه الله؟
ــ نعم عملت معه فى اغنية اشكى لمين وهذه الأغنية كان من المفروض ان يغنيها المطرب محمد الحلو وهناك تسجيل بصوته، وبليغ كان من اصدقائى؟

•حدث خلاف بينك وبين الموسيقار كمال الطويل ذات مرة؟
ــ لم يكن هناك خلاف لكنه اختلاف فى وجهات النظر، فهو رحمه الله ملحن كبير وكانت له وجهة نظر اثناء تسجيل احدى الاغانى حيث وجد ان صوت المطرب غير منخفض بين الآلات فقلت له اننا هنا نستخدم الصوت مثل الآلات لذلك لا يمكن ان نعطيه مساحة اكبر. ومرت الأيام وكنت بصدد اصدار البوم موسيقى لى وطلبت من زياد ابنه وهو صديق لى ان يكتب موسيقارنا الكبير كلمة عنى فى الغلاف وفعلا كتب جملة راقية جدا تعكس وجهة نظره فى موسيقاى وهى«يحيى خليل النغمة الصحيحة لما يجب ان يقدمه الشباب وهو ايضا اعتذار جميل عما يقدمة هؤلاء الشباب».

•ما بعد يحيى خليل فى الثمانينيات ظهرت هوجة الغناء الهابط هل كان الموسيقار الكبير يقصد هذه الموجة؟
ــ نعم..لأننى بعد ان اغلقت الجمعية الخيرية لاكتشاف المطربين قفز على الساحة بعض المدعين الذين اساءوا للاغنية المصرية. وبالتالى حدث هبوط فى الاغنية لذلك دلل موسيقارنا الراحل كمال الطويل على هذا بأننى وما اقدمه من موسيقى اعتذار جميل عن الاساءة التى لحقت بالأغنية والموسيقى بعد ان تركت الساحة كمخرج للكثير من الالبومات ومكتشف للنجوم .

•زياد الرحبانى عندما حضر للقاهرة كنت الموسيقى الوحيد الذى اشاد بتجربته؟
ــ لأن زياد الرحبانى يعى قيمة ما قدمته من تجارب للساحة العربية وبالتالى عندما زار مصر ذكرنى بل وطلب منى ان اذهب معه لدبى لأشاركه هناك بعض التجارب الموسيقية لكننى بعد العمر لا يمكن ان اترك مصر، والجميل فى شهادة زياد انها من فنان كبير معروف عنه انه لا يجامل احدا مهما كان.

•بعد هذا المشوار الكبير هل مازالت لديك احلام؟
ــ اكيد موسيقى بلا احلام يعنى انه فقد مشروعيته كفنان وانا رغم ما حققته عالميا اتمنى ان ازور كل محافظات ومدن مصر، وهذا المشروع تقدمت به لكل وزراء ثقافة مصر منذ فاروق حسنى وحتى جابر عصفور ولم يلتفت لى احد. اتصور ان فنانا مثلى قدم الجاز الشرقى فى العالم كله كيف لأبناء وطنه فى الصعيد وبحرى ومطروح وسيناء لا يطلعون على فكرة انا مازلت مصمما على تنفيذ هذا الحلم لآخر يوم فى عمرى.

•هل انت مع اقامة مهرجانات فى هذه المدن السياحية؟
ــ اكيد، لأن سياحة المهرجانات تعمل بها كل دول العالم . واستخدام الفن امر ضرورى وهنا لابد ان اشير إلى ان ملكة بريطانيا منحت فريق البيتلز اعلى وسام لأنهم ساهموا من وجهة نظرها فى انعاش صناعة الموسيقى فى بريطانيا. والموسيقى ولا تختلف عن الصحة والتعليم وليس سياحة المهرجانات فقط لكن بالحفلات نستطيع ان تطرد الإرهاب من مصر.

•كيف ترى تراجع نجوم كبار ؟
ــ لأن اغلبهم لم يكن مهيئا لهذه النجومية.

•المطرب فى مصر يأخذ الشو الاعلامى اما الموسيقى فدائما دورة مهمش؟
ــ هذا عدم وعى من الاعلام قبل الجمهور لأن الموسيقى ملحن أو عازف هو المبتكر اما المطرب فهو اداة تنفيذ للحن. وآخر جيل من المطربين المبتكرين كان جيل ام كلثوم وعبدالحليم حافظ وعبدالوهاب لأنهم كانوا يملكون ثقافة، الآن لا يوجد مطرب يقرأ كتابا فكيف يختار اعماله الغنائية بالله عليك . وأى مشروع ناجح مرتبط بمن يقودة .



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك