للمرة الأولى من نوعها في العالم، استخدمت السلطات في ولاية ألاباما الأمريكية غاز النيتروجين لتنفيذ حكم إعدام بحق سجين، لتثير جدلا كبيرا في العالم.

شبكة "بي بي سي" البريطانية، نشرت تقريرًا أشارت استخدام العقاقير القاتلة في نوفمبر عام 2022، في إعدام السجين كينيث يوجين سميث، المتهم في قضية قتل زوجة واعظ في عام 1988، لكن بعد فشلها استخدمت الولاية غاز النيتروجين في إعدامه، من خلال استخدام قناع مركز على وجهه.

ومع أن حوالي نصف الولايات الأمريكية ما زالت تطبق قوانين عقوبة الإعدام باختلاف طرقها، كالولايات التي مازالت تسمح بالإعدام شنقًا أو رميًا بالرصاص أو باستخدام الكرسي الكهربائي، إلا أن إعدام سميث بغاز النيتروجين أصبح أكثر الطرق المثيرة للجدل في العالم بعد تنفيذها بولاية ألاباما.

•ولكن من هو السجين الأمريكي يوجين سميث؟ وكيف وصل إلى حكم الإعدام؟

كينيث يوجين سميث المولود في 4 يوليو 1965، هو مجرم أمريكي أدين بقتل زوجة قس أمريكي، تدعى إليزابيث سينيت، فى عام 1988، فى مقاطعة كولبرت بولاية ألاباما الأمريكية، بعد أن تم العثور عليها، وقد تعرضت للضرب والطعن بعشر طعنات فى منزلها، فيما يبدو وكأنه حادثة سرقة.

لكن تحقيقات الولاية الأمريكية وجدت أن زوجها القس تشارلز سينيت الأب، قد استأجر شخص يدعى بيلي جراي ويليامز، الذي قام بدوره بتجنيد قاتلين مأجورين، هما كينيث سميث وجون فورست باركر، لقتل زوجته، حتى يستفيد من أموال التأمين على حياتها لتغطية ديونه، وفقا لما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.

ووفق التحقيقات فقد حصل القاتلين المأجورين على ألف دولار لكل منهما لتنفيذ مهمة القتل، في عام 1988، وطعنا إليزابيث سينيت حتى الموت في منزلها في مقاطعة كولبير بولاية ألاباما.

وبعد أسبوع من مقتل إليزابيث، انتحر زوجها القس تشارلز سينيت عندما علم أنه مشتبه به في جريمة القتل، بينما حكم على الوسيط بيلي جراي ويليامز بالسجن مدى الحياة، دون إمكانية الإفراج المشروط، وتوفي في السجن في نوفمبر 2020.

وبينما صوتت هيئة المحلفين في محاكمة سميث بالحكم عليه بالسجن مدى الحياة، بموافقة 11 إلى 1، لكن القاضي حكم عليه بعقوبة الإعدام، مع شريكه جون فورست باركر، الذي نفذت فيه العقوبة عن طريق الحقنة المميتة في يونيو عام 2010.

• محاولة إعدام فاشلة

وأصبح سميث من المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام القلائل الناجين من الموت، بعدما نجا من محاولة إعدامه في عام 2022، حيث نقلت شبكة "بي بي سي" البريطانية، أنه في المرة الأولى التي كان يفترض أن يموت فيها سميث كان لدى حراس سجن ألاباما عدة ساعات لتنفيذ الحكم.

واصطحب الحراس سميث إلى غرفة تنفيذ أحكام الإعدام في سجن هولمان الإصلاحي، وحاولوا حقنه بمادة سامة، لكنهم فشلوا في ذلك، حيث لم يتمكنوا من الحصول على وريد واضح لحقن المادة السامة في جسده، وبعد عدة محاولات فاشلة تركوه، عندما دقت عقارب الساعة معلنة منتصف الليل، وعندها انتهى سريان مذكرة الإعدام.

وتوفي كينيث يوجين سميث، البالغ من العمر 58 عاما، مساء الخميس، في سجن ولاية ألاباما الأمريكية، باستخدام ما يسمى "بنقص الأكسجة النيتروجيني"، وفقا لمركز معلومات عقوبة الإعدام، وهي منظمة تتبع جميع عمليات الإعدام في أنحاء البلاد.

وأصدر المدعي العام ستيف مارشال بيانًا أعلن فيه أن العدالة قد تحققت وأنه تم إعدام كينيث سميث لجريمته الشنيعة التي ارتكبها منذ أكثر من 35 عامًا، وفقا لما نقلته شبكة "يورو نيوز".

وتم إعدام سميث، بعد انتظاره أكثر من ثلاثة عقود لتنفيذ حكم الإعدام الصادر بحقه، في سجن هولمان في أتمور، حيث أجبر على تنفس النيتروجين النقي من خلال قناع، ما أدى إلى حرمان جسده من الأكسجين حتى اختنق.

واستغرقت عملية إعدام سميث حوالي 22 دقيقة، حيث ظهرت عليه علامات الاضطراب وكأنه يعاني من مشاكل في التنفس، لمدة دقيقتين على الأقل، وبعدها حاول سحب القيود، ثم حاول التنفس بشدة لبضع دقائق حتى فاضت روحه، وفقًا لما نقلته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية.