نساء مُلهمات (6).. درية شفيق.. رائدة حركة تحرير المرأة في مصر - بوابة الشروق
الأربعاء 15 يناير 2025 6:23 م القاهرة

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

نساء مُلهمات (6).. درية شفيق.. رائدة حركة تحرير المرأة في مصر

منال الوراقي:
نشر في: الثلاثاء 28 مارس 2023 - 10:53 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 28 مارس 2023 - 10:53 ص

منذ مطلع التاريخ، تحظى مصر بنساء عظيمات وملهمات استطعن أن يسطرن انجازات ويصنعن تاريخ ويساعدن في إعادة بناء وتشييد مجد بلادهن على مر التاريخ وفي مختلف عصورها القديمة والحديثة والأحدث.

لذلك، نشر المركز القومي للمرأة في مصر كتابات وثق خلالها قصص نجاح المرأة المصرية فى صناعة التاريخ والمجد لبلادها، استعانت بها"الشروق" لتقدم سلسلة "نساء مُلهمات" على مدار شهر رمضان، لتسرد قصص إنجازات عظيمة للمرأة المصرية، عبر العصور المختلفة وحتى العصر الحالى.

درية شفيق.. رائدة حركة تحرير المرأة في مصر

كانت درية شفيق من رواد حركة تحرير المرأة في مصر في النصف الأول من القرن العشرين وينسب لها الفضل في حصول المرأة المصرية على حق الانتخاب والترشح في دستور مصر العام 1956، بل وكانت مؤسسة لدوريات أدبية وباحثة ومناضلة ضد الوجود البريطاني في مصر.

ولدت درية شفيق في مدينة طنطا في دلتا النيل، في العام 1908، حيث درست في مدرسة البعثة الفرنسية في طنطا، وبعدها تم ارسالها ضمن أول فوج طالبات من قبل وزارة المعارف المصرية للدراسة في جامعة السوربون في باريس على نفقة الدولة، وهي نفس الجامعة التي حصلت منها على درجة الدكتوراة في الفلسفة في العام 1940، وكان موضوع الرسالة "المرأة في الإسلام" حيث أثبتت في رسالتها أن حقوق المرأة في الإسلام هي أضعاف حقوقها في أي تشريع آخر. ‏

لدى عودتها من فرنسا برفقة زوجها، رفض عميد كلية الآداب بجامعة القاهرة تعيينها في الجامعة كونها "امرأة"، فعرضت عليها الأميرة شويكار منصب رئاسة مجلة المرأة الجديدة التي تصدرها، لكنها لم تستمر في منصبها طويلا، وأصدرت مجلة بنت النيل والتي كانت أول مجلة نسائية ناطقة بالعربية وموجهة لتعليم وتثقيف المرأة المصرية.

وبعدها أسست درية شفيق في أواخر الأربعينيات حركة لـ التحرر الكامل للمرأة المصرية عرفت باتحاد بنت النيل، وحركة للقضاء على الجهل والأمية المتفشية بين الفتيات والنساء في عدة مناطق شعبية من القاهرة، فأسست مدرسة لمحو الأمية في منطقة بولاق الدكرور.

وفي فبراير 1951، قادت درية شفيق مظاهرة برفقة 1500 امرأة اقتحمت بها مقر مجلس النواب المصري (البرلمان)، حيث كانت تهدف بأن ينظر المجلس ورئيسه بجدية في قضايا ومطالب المرأة المصرية، ويعتبر الكثيرون هذه اللحظة لحظة تاريخية بالنسبة للحركة النسائية.

بعد أسبوع من المظاهرة عرض على المجلس قانون ينص على منح المرأة المصرية حق الانتخاب والترشيح للبرلمان.‏

وفي نفس العام، قامت درية شفيق بإعداد فرقة شبه عسكرية من النساء المصريات للمقاومة ضد وحدات الجيش البريطاني في قناة السويس تضمنت الاستعداد للقتال وتدريب ممرضات للميدان.

وبعدها حوكمت درية شفيق لقيادتها مظاهرة نسائية من اتحاد بنت النيل حيث قمن بمحاصرة بنك باركليز البريطاني في القاهرة في 1951 ودعين لمقاطعته.

بعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، طلبت درية شفيق من الحكومة تحويل اتحاد بنت النيل إلى حزب سياسي فتم الأمر ليصير حزب اتحاد بنت النيل أول حزب نسائي سياسي في مصر.

وحينما أُعدت لجنة مشكلة من قبل حكومة الثورة لدستور مصري جديد في عام 1954، احتجت درية شفيق لعدم وجود امرأة واحدة بين أعضاء اللجنة، وقامت برفقة نساء آخريات بإضراب عن الطعام لمدة 10 أيام، حينها وعدها الرئيس محمد نجيب في رسالة نقلها إليها محافظ القاهرة وقتها بأن الدستور المصري الجديد "سيكفل للمرأة حقها السياسي"، وهو ماتحقق بمنح المرأة المصرية حق التصويت والترشح في الانتخابات العامة لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.

وبعدها ظلت درية شفيق في عزلة نحو 18 عاما بسبب الأوضاع السياسية المتغيرة في البلاد بعد الثورة وعدم وجود نشاط سياسي حقيقي.

وأصدرت درية شفيق عدة دوريات أدبية منها مجلة المرأة الجديدة ومجلة بنت النيل ومجلة الكتكوت الصغير للأطفال، وفي سنوات العزلة ترجمت درية شفيق القرآن الكريم إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية، كما ألفت عدة دواوين شعرية وكتب إضافة إلى مذكراتها الخاصة.

وتوفيت درية شفيق في عام 1975 حين سقطت من شرفة منزلها في الزمالك بالقاهرة وقيل إنها انتحرت بعد عزلة عاشتها لـ18 عاما.

اقرأ أيضا: نساء مُلهمات (5).. كريمة علي حسين.. أول سيدة مصرية طالبت بتعيينها في القضاء



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك