أيام القاهرة (3).. كيف شهدت تطورا عمرانيا في العهد المملوكي؟ - بوابة الشروق
السبت 27 أبريل 2024 1:39 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أيام القاهرة (3).. كيف شهدت تطورا عمرانيا في العهد المملوكي؟

محمد حسين
نشر في: الخميس 28 مارس 2024 - 10:15 ص | آخر تحديث: الخميس 28 مارس 2024 - 10:15 ص

يحتفظ شهر رمضان في مصر، بخصوصية وتفرد عن غيره من أيام السنة، حيث تزخر به الطقوس والعادات المميزة التي تضفي أجواء فريدة من البهجة والسعادة.

ووسط تلك الأجواء يأتي حضور القاهرة وشوارعها التي تشهد على سهرات وتجمعات العائلات والأصدقاء فيما يشبه المهرجانات المتصلة بلا انقطاع.

ونشارك ونطل مع قراء "الشروق" على لقطات ساحرة من تاريخ القاهرة، الذي يعود لأكثر من ألف عام، وصور إلهامها للمبدعين، وذلك في حلقات مسلسلة بعنوان "أيام القاهرة" على مدار النصف الثاني الثاني من شهر رمضان المبارك.

- الحلقة الثالثة..

تحدثنا في الحلقة السابقة، عن المكانة الكبيرة التي احتلتها القاهرة في العهد الفاطمي، لدرجة أنها مثّلت لهم نموذج المدينة المقدسة، ووصفت في الكتابات التاريخية بأنها: "الفضيلة التي ظهر دليلها ووضح برهانها؛ لأنها خُصت بفخر لا يُدرك شأوه ولا تُدرك آماده؛ وذلك أن منابرها لم يُذكر عليها، إلا أئمة الهدى آباء أمير المؤمنين وأجداده، ثم إنها الحرم الذي أضحى تقديسه أمرا حتميا، وظل ساكنه لا يخاف ظُلما ولا هضما، وغدت النعمة به متممة مكملة".

ونواصل مع محطة تالية من تاريخ عاصمة مصر، وذلك بتاريخها في العهد المملوكي وسلاطينه، كما ورد بورقة بحثية قدمتها الدكتورة أمنية عبد البر، وجاء ضمن كتاب "القاهرة مؤرخة" الصادر عن دار العين.

• اتقان معماري فريد

تقول عبد البر: "عندما وصل المماليك إلى السلطة، كانت القاهرة أصبحت بالفعل أكبر وأهم مدينة في الإقليم، إلا أنها كانت على موعد مع تجربة جذرية ستعيد تشكيلها على نحو لم تشهده من قبل".

وتضيف: "كان المماليك بنائين ومعمارهم يعكس روحًا جشورا، وقد استثمروا في مشاريع كبرى حققوا بها إنجازات غير مسبوقة، ومن المذهل حقًا كم كان اهتمامهم بأدق التفاصيل، كما أن مستويات الإتقان التي وصلت إليها المهارات الحرفية المختلفة بذلك الوقت مبهرة. هذا بالإضافة إلى أنهم تغلبوا أيضًا على تحديات هندسية متعددة".

وواصلت: "وبوجه عام، ينظر إلى فترة حكم المماليك باعتبارها فترة انطلقت فيها بقوة الأفكار والابتكارات التصميمية الإبداعية، كان معمارهم ضخمًا، لكنه لم يكن أبدًا مرهبا، فكلما ارتفعت قامته، وقعت أسيرًا له، إن معظم معالم وملامح المدينة المتبقية من العصور الوسطى شكلها المعمار المملوكي، وقد لعب اهتمام المماليك بالقاهرة دورًا أساسيا في خلق هذا الإرث الهائل الذي تشتهر به المدينة. ولأن الطبقة الحاكمة كانت تسيطر مباشرة على جميع الجوانب المالية والتقنية".

• مدينة نابضة بالحياة

وتتابع: "تطورت بالتالي القاهرة بسرعة كبيرة جدا وتحولت إلى مدينة نابضة بالحياة، تعكس رغبات وطموحات حاكميها، هذه الرعاية المدهشة منحت العاصمة المصرية بعدا مهيبا جديدا مع نمو المدينة خارج حدودها،وأصبحت هناك عاصمة حديثة في طور التكوين".

• حراك عمراني

ورث المماليك مدينة في مرحلة انتقالية، مقسمة بين القاهرة والفسطاط، وتضم مسجدين جامعين هما جامع الحاكم في الشمال، وجامع عمرو في الجنوب امتدت التوسعات العمرانية على يد المماليك، الذين لعبوا دورا محوريا في تطوير المدينة عمرانيا.

تضاعفت أعداد المنشآت في العديد من الأحياء، حتى وصل الحراك العمراني إلى ذروته بحلول منتصف القرن الرابع عشر، خلال الفترة الثالثة للسلطان البحري الناصر محمد حكم من 1309 إلى 1340، ثم استقرت المدينة لاحقًا في عهد السلاطين الجراكسة، ولم تشهد بعد ذلك تحولات تذكر.

وخلال تلك السنوات العظيمة، رغم ما صاحبها من عدم استقرار سياسي، توسعت القاهرة حتى غطت مساحة وصلت إلى 21 كم2، في حين كانت دمشق، ثاني مدن السلطنة المملوكية، تشغل وقتها مساحة 2.7 كم 2 فقط.

• قلعة الروضة

عندما وصل المماليك إلى السلطة، لم يكن في القاهرة قلعة واحدة، بل قلعتان: قلعة الجبل وقلعة الروضة، التي بناها السلطان الأيوبي السابع والأخير الصالح نجم الدين (حكم من 1240 إلى 1249)، حيث ترك قلعة الجبل بسبب الوضع السياسي غير المستقر، ونقل عائلته والمماليك إلى جزيرة الروضة.

ولم يستمر انتقال السلطة إلى قلعة الروضة طويلا، فبعد وفاة السلطان الصالح وتأسيس السلطنة المملوكية، عادت قلعة الجبل مرة أخرى لتكون هي المقر الرسمي للحكم. ومع ذلك، فإن هذا الانتقال إلى الروضة والذي لم يدم طويلا ترك بصمة على المدينة. فقد بنى الصالح جسرًا عند مدخل الخليج المصري وأمر ببناء مناظر على جبل يشكر - أو قلعة الكبش - غرب مسجد ابن طولون.

اقرأ أيضا: أيام القاهرة (2).. لماذا اعتبرها الفاطميون مدينة مقدسة؟



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك