بعد قرار المحكمة الإسرائيلية.. لماذا يرفض يهود الحريديم التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال؟‬ - بوابة الشروق
الإثنين 1 يوليه 2024 12:32 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بعد قرار المحكمة الإسرائيلية.. لماذا يرفض يهود الحريديم التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال؟‬

منال الوراقي
نشر في: الجمعة 28 يونيو 2024 - 5:37 م | آخر تحديث: الجمعة 28 يونيو 2024 - 5:37 م

أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع الحكومة بتجنيد اليهود الإسرائيليين المتشددين دينيا "الحريديم" في الجيش، في ضربة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، الذي يعتمد على أحزاب الحريديم في الحكم.

ووفقا لما نقلته شبكة "سي إن إن"، فقد أمرت المحكمة العليا أيضا الحكومة الإسرائيلية بسحب التمويل من أي من المدارس الدينية التي لا يمتثل طلابها لإخطارات التجنيد، ما أثار جدل كبير في الداخل الإسرائيلي، في ظل عاصفة غير مسبوقة تعيشها إسرائيل تزامنا مع عدوانها الغاشم على غزة المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.

ووفقا لما نقلته "سكاي نيوز"، فأصبح إعفاء اليهود المتزمتين من التجنيد قضية مشحونة بالتوتر بشكل خاص، لأن القوات المسلحة الإسرائيلية التي يتألف أغلبها من المجندين في مطلع الشباب والمدنيين الأكبر سنا الذين تتم تعبئتهم كقوات احتياط، أصيبت بالإنهاك بسبب الحرب متعددة الجبهات.

ولكن، لماذا يرفض يهود "الحريديم" التجنيد الإجباري في جيش الاحتلال؟

وفقا لشبكة "الحرة" الأمريكية، فتعتبر الخدمة العسكرية إلزامية للذكور في إسرائيل في حين يعفى منها المتدينون بهدف التفرغ للدراسة في المعاهد الدينية والحفاظ على هوية الشعب.

ويرفض اليهود المتشددون التجنيد الإجباري، ويطالبون بالحق في الدراسة بالمعاهد اللاهوتية بدلاً من الخدمة بالزي العسكري طوال السنوات الثلاث.

فوفق تقرير سابق لـ"الشرق الأوسط"، يرى الحريديم إن أسلوب حياتهم المتدين قد يتعارض مع الأعراف العسكرية، بينما يعبر آخرون عن معارضتهم الأيديولوجية للدولة الليبرالية.

فيما يرى القادة أن مهمة "الحريديم" تقتصر على دراسة التوراة، ويمتنع الشبان دائماً عن التجنيد تحت ذريعة انشغالهم بدراسة تعاليم اليهودية والشرائع التوراتية، وأن التفرغ لدراستها لا يقل أهمية عن الخدمة العسكرية.

ويتحجج الشباب بصعوبة الحفاظ على التدين والتعاليم اليهودية بسبب الاختلاط في الجيش، خصوصاً أنهم يلتزمون بنصوص توراتية تخص الفصل بين الجنسين وتمنع الاختلاط والعلاقات بين الرجال والنساء، ويلتزمون بيوم السبت اليهودي؛ حيث لا يعملون فيه ويخصصونه لزيارة الكنس وقراءة التوراة فقط.

التوراة مهنتهم

ووفق ما نقلته شبكة "الجزيرة"، فقد بدأ إعفاء فئة الحريديم من الخدمة العسكرية منذ الأيام الأولى من تأسيس إسرائيل، إذ أعفي 400 طالب من المدارس الدينية "اليشيفوت" والذين اعتبروا أن توراتهم هي مهنتهم.

واستمرت الحكومات المتعاقبة على إسرائيل تحدد عدد الطلبة المعفيين من الخدمة العسكرية، وفي عام 1977 ألغي تحديد عدد الطلبة، وأصبح كل حريدي يحصل على إعفاء منها.

ومنذ عام 1995، ارتفع عدد الذين يحصلون على الإعفاء من الخدمة العسكرية، مما يتيح لهم التفرغ للدراسة وتلقي إعانات مالية من الدولة، حيث أعفي اليهود المتدينون المتشددون من الخدمة العسكرية تحت ضغط ممثليهم السياسيين في الكنيست وفي الحكومة، الذين يقولون إن دور الرجل المتدين هو "دراسة التوراة وليس التجنيد".

إلغاء الإعفاء من التجنيد

وعلى الرغم من هذا الإعفاء فإن إسرائيل تمكنت من دمج بعض الحريديم في الخدمة العسكرية خلال تسعينيات القرن الماضي، إذ أسست وحدة عسكرية خاصة بهم، كما انخرطوا في مختلف المجالات العسكرية والأمنية، بما في ذلك جهاز المخابرات.

وفي عام 2017، أصدرت المحكمة العليا في إسرائيل قرارا بإلغاء إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، معتبرة ذلك تمييزا يمس بمبدأ المساواة، وأمرت الحكومة بإيجاد حل ووضع قانون لذلك، وأمهلتها إلى 30 مارس 2024.

إلى أن أمرت المحكمة العليا الإسرائيلية بالإجماع الحكومة بتجنيد اليهود الإسرائيليين المتشددين دينيا "الحريديم" في الجيش، في ضربة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه الحاكم، الذي يعتمد على أحزاب الحريديم في الحكم.

وأمرت المحكمة العليا أيضا الحكومة الإسرائيلية بسحب التمويل من أي من المدارس الدينية التي لا يمتثل طلابها لإخطارات التجنيد، ما أثار جدل كبير في الداخل الإسرائيلي، في ظل عاصفة غير مسبوقة تعيشها إسرائيل تزامنا مع عدوانها الغاشم على غزة المستمر منذ أكثر من 8 أشهر.

ووفقا لما نقلته شبكة "الحرة"، فمن المرجح أن يتسبب قرار المحكمة العليا الإسرائيلية بشأن تجنيد طلاب المعاهد اليهودية المتزمتين دينيا "الحريديم" في الجيش، في إدخال البلاد في صراعات قانونية وسياسية جديدة تطال تداعياتها الحكومة الائتلافية الحاكمة التي يتزعمها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والتي تعتمد على حزبين دينيين للعمل كأغلبية، وفقا لمراقبين.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك