جولة أفريقية لوزير خارجية فرنسا.. دوافع سياسية وعسكرية ترسم ملامح أجندة «بارو» لحماية المصالح الفرنسية في القارة - بوابة الشروق
الخميس 28 نوفمبر 2024 1:49 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

جولة أفريقية لوزير خارجية فرنسا.. دوافع سياسية وعسكرية ترسم ملامح أجندة «بارو» لحماية المصالح الفرنسية في القارة

آية أمان
نشر في: الخميس 28 نوفمبر 2024 - 11:15 ص | آخر تحديث: الخميس 28 نوفمبر 2024 - 11:15 ص

بدأ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، جولة أفريقية أمس بدأت بزيارة تشاد ثم إثيوبيا والسنغال، حيث يأتي ملف اللاجئيين السودانين في السودان والحضور الروسي في أفريقيا على رأس أجندته.

وأكدت وزارة الخارجية الفرنسية، أمس الأربعاء، أن أجندة الوزير تشمل مقابلة اللاجئين من السودان في تشاد، حيث يبحث مع السلطات التشادية الصراع في السودان، حسب راديو فرنسا الدولي.

وقال بارو، إن الصراع في السودان خلق أكبر أزمة إنسانية في عصرنا، حيث يوجد 11 مليون نازح و25 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

وأوضح أن أحد أهداف هذه الزيارة هو "ضمان متابعة الالتزامات التي تعهد بها المشاركون في المؤتمر الذي عقد في باريس في أبريل بقيمة ملياري يورو".
ومن المنتظر أن يلتقي جان نويل بارو برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي محمد، في أديس أبابا؛ لمناقشة تعزيز المؤسسات متعددة الأطراف، وحل الأزمات، بالإضافة إلى قضايا المناخ والصحة.

وسيناقش مع السلطات الإثيوبية، التعاون بين البلدين "في مجال التراث"، بعد مرور 50 عامًا على اكتشاف حيوان "أسترالوبيثيكوس لوسي" الذي عثر عليه في إثيوبيا من قبل علماء الحفريات الفرنسيين على وجه الخصوص.

وفي السنغال، ستكون فرنسا حاضرة يوم الأحد المقبل، في احتفالات الذكرى الثمانين لأحداث ثياروي- مجزرة الرماة التي ارتكبتها القوات الاستعمارية-.

وقال بارو: "ستكون لحظة تذكر، وبالنسبة لبلدنا، ستكون لحظة للتأمل".

وسيختتم جان نويل بارو، جولته في القاهرة؛ لتمثيل فرنسا في مؤتمر دولي لدعم المساعدات الإنسانية لغزة المقرر انعقاده الاثنين المقبل، بمشاركة الأونروا في ظل مطالبات عربية رسمية برفع القيود الإسرائيلية على مرور المساعدات لقطاع غزة.
ونقل راديو فرنسا الدولي، عن مصادر سياسية، أنه من المتوقع أن تعلن فرنسا تخفيضات كبيرة في وجودها العسكري في مختلف أنحاء القارة في الأشهر المقبلة.
وقالت المصادر، إن الوزير الفرنسي سيعقد اجتماعات بمسئولين في العاصمة التشادية نجامينا لمناقشة مستقبل القواعد العسكرية الفرنسية في البلاد، إذ كان الوجود العسكري الفرنسي في أفريقيا قضية مثيرة للجدل وتخطط فرنسا لتقليص عملياتها.
وتوقعت المصادر، عدم صدور اعلانات رسمية نهائية عن الوجود العسكري الفرنسي في القارة خلال الزيارة لكن من المرجح أن تساهم المناقشات في صياغة استراتيجية فرنسا طويلة الأمد في المنطقة.
دوافع سياسية وعسكرية

وفي الوقت الذي بدأت فيه فرنسا تقليص وجودها العسكري في القارة الأفريقية منذ الانسحاب دول الساحل الأفريقي في مالي والنيجر وبوركينا فاسو منذ 2022، كان هناك اهتمام سياسي في باريس بالإبقاء على علاقات دبلوماسية جيدة تحفظ المصالح السياسية والاقتصادية التاريخية والاستعمارية لفرنسا في دول القارة التي تعتمد عليها بشكل أساسي في تأمين مواردها من المواد الخام والمعادن الطبيعية.
ومن المنتظر أن تشمل قضية الاصلاح المؤسسي ودعم مطالب الأفارقة بتمثيل عادل في مجلس الأمن الدولي على أجندة الوزير الفرنسي، حيث تتضمن مباحثاته مع رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي، موسى فكي، الإصلاحات المؤسسية الدولية، وخاصة فيما يتعلق بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.
وتدعم فرنسا، حملة الاتحاد الأفريقي من أجل تمثيل أفضل في الأمم المتحدة، وتدعم المقترحات الخاصة بتخصيص مقعدين دائمين لإفريقيا في مجلس الأمن الدولي- حسب اذاعة مونت كارلو.
يذكر أن قضية الإصلاح تكتسب زخما متزايدا مع استمرار الزعماء الأفارقة في الضغط من أجل إحداث تغييرات تعكس نفوذ القارة المتزايد على الساحة العالمية، وهي القضية الأولى على أجندة القادة الأفارقة في مباحثات الاتحاد الأفريقي من أجل الاصلاح المؤسسي الدولي.
وتعد زيارة الوزير الفرنسي الأولى التي يقوم بها إلى منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى منذ توليه منصبه في سبتمبر الماضي، وهو ما يؤكد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة بالنسبة للسياسة الخارجية الفرنسية مع تطوير الدور العسكري والسياسي للصين وروسيا في أفريقيا.
ويرى مراقبون، أنه منذ الانسحاب العسكري الفرنسي بعد الهزيمة في مالي والنيجر في مواجهة المتمردين والجماعات الإسلامية، تسعى فرنسا لتعزيز نفوذها في أفريقيا عبر القنوات الدبلوماسية والإنسانية وليس من خلال الوجود العسكري، وهو ما يفسر الاهتمام الفرنسي بالقضية السودانية عبر المدخل الإنساني بالتركيز على معاناة اللاجئين السودانيين في تشاد ودعم جهود الاغاثة العالمية في حماية المدنيين خلال الصراع المسلح.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك