استمعت محكمة جنايات مستأنف القاهرة، إلى أقوال الطبيب الشرعي خلال نظر جلسة استئناف سفاح التجمع المتهم بقتل 3 سيدات والتخلص من جثثهن في أماكن صحراوية.
وقال الطبيب الشرعى أمام هيئة المحكمة حول وفاة ضحية السفاح الثالثة "أميرة"، إنه لم يجزم سبب الوفاة بسبب تعفن جثمان الضحية لكنه لا يوجد ما يتعارض مع اعتراف المتهم في المذكرة النهائية للنيابة العامة.
وأضاف الطبيب أنه في حالة عدم اعتراف المتهم فإن التقرير سيكون تعذر الجزم بسبب الوفاة، في ضوء المعطيات المتوفرة حتى موعد التقرير.
كما استمعت المحكمة لمرافعة دفاع محامي السفاح الذي دفع بعدم مسئولية موكله غير مسئول عن الجرائم المرتكبة كونه يعاني من أمراض نفسية وخلل عقلي وطلب عرض موكله على لجنة من الطب النفسي.
وطلب الدفاع بتعديل القيد والوصف في القضية من القتل العمد إلى ضرب أفضى إلى موت، نظرا لعدم وجود دليل مادي للمتهم بارتكاب جرائم القتل العمد ضد الضحايا.. قائلا: "المتهم ضرب الضحايا حتى الموت لكن مفيش قتل عمد".
وفي 12 سبتمبر الماضي قضت محكمة جنايات القاهرة، بالإعدام شنقًا لسفاح التجمع المتهم بقتل ثلاث سيدات وممارسة علاقات غير مشروعة معهن.
وأحالت النيابة العامة المتهم "كريم س."، في القضية رقم 3962 لسنة 2024 جنايات قسم القطامية، والسابق قيدها برقم 296 لسنة 2024 إداري الجنوب ثان بورسعيد، المعروفة إعلاميًا بسفاح التجمع، إلى المحاكمة، لمعاقبته على ما نسب إليه من وقائع قتل ثلاث سيدات، مقترنًا بإحراز الجواهر المخدرة وتقديمها للتعاطي والاتجار بالبشر.
المتهم صور جرائمه بالهاتف المحمول
وذكرت النيابة العامة في بيان لها أنه ورد بلاغ يوم 16 مايو الماضي بالعثور على جثة سيدة مجهولة ملقاة على طريق 30 يونيو بدائرة محافظة بورسعيد. وبالانتقال لمسرح الجريمة ومعاينته ومناظرة الجثمان، أصدرت النيابة قرارًا برفع البصمات العشرية والتصوير الجنائي لجثة المجني عليها، وصولًا لتحديد هويتها، وندب الطب الشرعي لتشريح الجثمان.
كما طلبت النيابة تحريات الشرطة التي توصلت إلى تحديد شخصية المجني عليها والقاتل، الذي تعرف عليها واصطحبها إلى مسكنه بدائرة قسم شرطة القطامية لتعاطي المواد المخدرة. وحال وقوعها تحت تأثير تلك المواد، قام بقتلها وتخلص من جثمانها في مكان العثور عليه. فأمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وألقي القبض على المتهم من مسكنه، والسيارة التي استخدمها في نقل الجثمان، وكذا هاتفيه الخلويين.
وفرغت النيابة العامة هاتفي محمول خاصين بالمتهم بقتل ثلاث فتيات في الواقعة المعروفة إعلاميًا بـ "سفاح التجمع"، حيث ثبت احتواؤهما على مقاطع وفيديوهات مسجلة يظهر فيها المتهم وهو يرتكب أفعالًا جنسية غير مألوفة مع جثامين المجني عليهن.
ضحية في الإسماعيلية وأخرى في التجمع
كشفت النيابة العامة أن المتهم يستدرج الضحايا إلى مسكنه لممارسة أفعال جنسية غير مألوفة، وتعاطي المواد المخدرة معهن، ومعاشرتهن جنسيًا. وحال وقوعهن تحت تأثير تلك المواد المخدرة، يقوم بإعطائهن عقاقير مذهبة للوعي، ثم يقتلهن ويصور تلك المقاطع باستخدام هاتفيه.
وأظهرت التحقيقات والتحريات ارتكاب المتهم جريمة مماثلة مع سيدة أخرى، كان قد عُثر على جثتها يوم 13 أبريل الماضي على جانب الطريق في اتجاه محافظة الإسماعيلية، وحرر المحضر رقم 909 لسنة 2024 إداري مركز القنطرة غرب.
قامت النيابة العامة بمطابقة صور السيدة وعلامات جسدها، وتوصلت إلى شخصيتها. وبمواجهة المتهم، أقر بقتله، وانتقلت النيابة العامة برفقته إلى مسكنه، حيث أجرى محاكاة تمثيلية لكيفية ارتكاب الواقعتين، وأرشد عن مكان احتفاظه بالأدوات المعدة لتعاطي المواد المخدرة وكميات من العقاقير الطبية. كما عُثر على المتعلقات الشخصية لإحدى المجني عليهن.
وحصرت النيابة العامة حالات العثور على الجثامين المجهولة، التي جرت في وقت معاصر للواقعتين، وفي محيط مسكن المتهم، ووجدت واحدة منها -حرر عنها المحضر رقم 19053 لسنة 2023 جنح التجمع الأول- تتشابه في ظروفها مع الواقعتين.