رمضان شهر الفتوحات (4).. معركة البويب.. إعادة لهيبة المسلمين بعد موقعة الجسر - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 1:44 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رمضان شهر الفتوحات (4).. معركة البويب.. إعادة لهيبة المسلمين بعد موقعة الجسر


نشر في: الجمعة 29 مارس 2024 - 10:18 ص | آخر تحديث: الجمعة 29 مارس 2024 - 10:18 ص
يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام، فعدد كبير من الأحداث المهمة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي وقعت خلال هذا الشهر؛ مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.

في هذه السلسة تستعرض "الشروق"، انتصارات المسلمين في رمضان ومنها معركة البويب.

• متى وقعت؟

وقعت معركة البويب في رمضان سنة 13 من الهجرة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وذلك بعد أن انهزم المسلمون من الفرس في معركة الجسر، استنفر عمر الناس إلى العراق.

• وقائع المعركة

بعد هزيمة المسلمين في معركة الجسر، انسحب قائد الجيش المثنى بن حارثة، وعسكر في منطقة تسمى مرج السباح بين القادسية وخفان، وتتميز بقربها من المدينة، وظل المثنى بها في انتظار الجيش الذي أعده عمر بن الخطاب.

ولما علم جيش الفرس بتحركات المسلمين، جهزوا 12 ألف جندي إلى الحيرة، بينما قرر قائد جيش المسلمين، التحرك إلى منطقة تُسمَّى "البويب"، وأرسل رسالةً إلى جرير بن عبد الله ورسائل أخرى إلى أمراء القوَّات الإسلاميَّة القادمة من المدينة بأنْ يتوجَّهوا إلى البُوَيب، ورابط المسلمون هناك وتمكنوا من محاصرة أرض من كل مكان، حتى يوقعوا بجيش الفرس في الكمين.

وعن هذه الموقعة يقول ابن كثير في كتاب "البداية والنهاية" إن واقعة البويب اقتص فيها المسلمون من الفرس.

وعندما سمع أمراء الفرس بقوة المسلمين وتكاثر جيوشهم، بعثوا جيشًا آخر بقيادة رجل يُدعى مِهْران إلى مكان يُعرف بـ "البُوَيْب"، الواقع بالقرب من موقع الكوفة في الوقت الحالي وما بينهما الفرات.

وقال الفرس للمسلمين: "إما أن تأتوا إلينا، أو نأتي إليكم"، فأجاب المسلمون: "بل اعبروا إلينا"، فقام الفرس بالعبور إلى الجانب الآخر ودارت المواجهة في شهر رمضان.

وقام المثني بتعبئة جيش المسلمين، وحثهم على الجهاد والصبر، وقال لهم: "سأكبر ثلاث مرات وبعد ذلك تهيَّؤوا، وعندما أكبر المرة الرابعة انطلقوا، فأجابوا بالسمع والطاعة".

وعندما كبر المرة الأولى، هاجمهم الفرس، فانطلقوا حاملين أسلحتهم ودارت معركة عنيفة.

• انتصار المسلمين

رأى المُثَنَّى خللا في بعض صفوفه، فأرسل رجلاً يقول لجيشه: "الأمير يسلم عليكم ويطلب منكم عدم فضح العرب اليوم، فانضبطوا"، وأرسل المُثَنَّى رسالة أخرى قال فيها: "يا أهل الإسلام، احتسبوا النصر من الله بالجهاد".

يقول ابن كثير: "فلما طالت مدة الحرب جمع المُثَنّى جماعة من أصحابه الأبطال يحمون ظهره، وحمل على مِهران فأزاله عن موضعه حتى دخل الميمنةَ، وحمل غلامٌ من بني تغلب نصراني فقتلَ مِهْران وركب فرسه".

وهربت الفرس وركب المسلمون أكتافهم يفصلونهم فصلًا، وسبق المثنى بن حارثة إلى الجسر فوقف عليه ليمنعَ الفرسَ من الجواز عليه ليتمكَّن منهم المسلمون، فركبوا أكتافَهم بقيةَ ذلك اليوم وتلك الليلة".

وحقق المسلمون النصر على الفرس في هذه المعركة التي أعادت هيبتهم "وغنمَ المسلمون مالًا جزيلًا وطعامًا كثيرًا، وبعثوا بالبشارة والأخماس إلى عمر، وقد قُتل من سادات المسلمين في هذا اليوم بَشَرٌ كثيرٌ أيضًا، وذلَّتْ لهذه الوقعة رقابُ الفُرْس وتمكن الصحابةُ من الغارات في بلادهم فيما بين الفرات ودجلة، فغنموا شيئًا عظيماَ لا يمكن حصره"، وفقًا لابن كثير.
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك