- إسرائيل تشن حملة ممنهجة منذ ترشيحه للجائزة.. وفرحة كبيرة في الأوساط الثقافية العربية ودعوات لدعم القضية الفلسطينية
ردود أفعال واسعة ظهرت بعد فوز الأسير الفلسطيني باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية " البوكر"، وسط فرحة عارمة في الأوساط الثقافية العربية خاصة بعد تعرض خندقجي لحملة تحريض كبيرة وممنهجة من قبل الإعلام الإسرائيلي، منذ إعلان دخول روايته " قناع بلون السماء" القائمة القصيرة للجائزة ثم الفوز بالجائزة أول من أمس الأحد.
باسم خندقحي
وقد قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني في بيان لها إن فوز رواية خندقجي هو انتصار لصوت الأحرار، وللرواية الفلسطينية التي تحارب اليوم أكثر من أي وقت مضى، في زمن الإبادة الجماعية التي تنفذ على مرأى من العالم. كما قال يوسف، شقيق الكاتب الفلسطيني باسم خندقجي، الذي تسلم الجائزة في حفل أقيم بأبو ظبي إن فرحته كبيرة وسعادته غامرة ولكنها منقوصة، نظرا لغياب شقيقه عن التتويج، لكونه أسيرا في سجون الاحتلال.
وأضاف في تصريحات خاصة لجريدة الشروق: "نأمل أن يكون بيينا في القريب العاجل، وأن يجاوب على أسئلة قراءه".
وأكد أن: "رحلة باسم في الكتابة تتمثل في أنه قد نشأ في كنف أسرة امتلكت مكتبة في فلسطين، بدأت علامات نبوغه منذ الصغر وحتى اعتقاله في العام 2004 من قبل سلطات الاحتلال، إلا أنه ظل متمسكا بمشواره في الكتابة الإبداعية".
وقال الروائي أحمد المرسي، أحد كتّاب القائمة القصيرة للجائزة هذه الدورة أن فوز رواية خندقجي بالجائزة فوز مستحق، واصفا الرواية بأنها "رائعة". كما وجه الشاعر والكاتب الأردني جلال برجس -الفائز بالجائزة عام 2021 عن روايته "دفاتر الوراق"- التهنئة للكاتب الفلسطيني الأسير باسم خندقجي بمناسبة فوزه؛ قائلا:" حين تكسر الكتابة قيود الأسر".
وذلك على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك والذي تحول أمس بعد إعلان فوز خندقجي إلى حوائط من الفرح والسعادة وتأييدا للقضية الفلسطينية موضحين جرائم الاحتلال الإسرائيلي. وقالت رنا إدريس، مدير دار الآداب والناشرة لرواية "قناع بلون السماء" إن هناك مجموعة من النقاط التي تميز الرواية، وأنها مميزة في الكثير من الجوانب، وأن هذا الأمر صاحبه حالة من الإجماع من الحضور بأن النص الروائي ممتاز.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب حفل الإعلان عن الجائزة، وأكدت إدريس أن أية ملاحظات على رواية "قناع بلون السماء"، سيقوم شقيق الكاتب والمؤلف، الحاضر في الحفل اليوم، بإيصالها إلى شقيقه الأديب الأسير باسم خندقجي، و"سنتأكد أن جميع تقييماتكم للرواية قد وصلت إليه"، موضحة أن فوز الرواية بجائزة البوكر يعد انتصار في حد ذاته.
واعتبرت إدريس، "أننا أصبحنا بصدد انتصار الحكاية والسردية، وأن نشر صوت باسم جاء من ضمن الأشياء المبهجة والمكاسب من وراء هذا الفوز الثمين". فيما قال الإعلامي خالد منصور، إن النص يبدو مسيطرا عليه قضية الهوية بشكل أساسي، متسائلا: "هل كان باسم خندقجي يبحث عنها على المستوي الفردي، أم هي محاولة لتعرية سعي الإسرائيليين لإيجاد جذور في الأرض للسطو على هوية الآخرين".
ورد الكاتب السوري نبيل سليمان رئيس لجنة التحكيم، بأن السؤال يمس قضية كبرى متعلقة بالهوية بطبيعة الحال، وأنه كيف بعد كل هذا تتعرض الهوية الفلسطينية للالتباسات وتحديات كثيرة وعديدة، ومنها تحديات فكرية استطاعت الرواية أن تعبر عنها بكل تعقيداته ومراراته.
وتابع: "هي رواية بلد وشعب بكامله ولا يمكن اختصارها في كونها رواية عادية بأدب السجون، والنص يملك القدرة على أن يرسخ لديك العديد من القناعات الهامة". فيما قال ياسر سليمان رئيس مجلس أمناء الجائزة: "قرأت الرواية مرتين، وناقش النص فروقات جوهرية بين فكرة المستوطنة والمستعمرة، حيث علاقة اللغة بالصراع، الرواية بالنسبة لي كانت مبدعة، وأن التوظيف اللغوي بها هائل".
وكان مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية، أعلن فوز رواية قناع بلون السماء للكاتب باسم خندقجي بجائزة «البوكر» العربية، وذلك في احتفالية موسعة في فندق فيرمونت باب البحر في أبوظبي.
وتدور أحداث الرواية حول محاولة من الكاتب لطرح كافة الأفكار والإشكاليات التي يدعيها الاحتلال ومن ثم التعمق بشكل أكبر في أبعاد القضية الفلسطينية من خلال صديقين أحدهما أسير سجون الاحتلال والآخر حر أسير بين شوارع المخيم ومدن وطن محتل تنتهك حقوقه يوميا بطريقة وحشية، ومن خلال الرسائل المهربة بين الصديقين من وإلى السجن تكتب أسطر الرواية ويسطر التاريخ الذي ينتفض من باطن الأرض يؤيد حقيقة الوجود الفلسطيني ويكشف زيف الحكاية الصهيونية، ويأتي ذلك على خلفية أحداث حي الشيخ جراح الشهيرة 6 مايو 2021.
والقناع هو إشارة إلى "الهوية الزرقاء" التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم بمخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية متعددة الطبقات التي يميزها بناء الشخصيات، والتجريب واسترجاع التاريخ وذاكرة الأماكن، بحسب بيان الجائزة.
يذكر أن باسم خندقجي (40 عاماً) من نابلس، أُعتقل في نوفمبر 2004، وقد تعرض عقب اعتقاله لتحقيقٍ قاسٍ وطويل، ولاحقاً حكم عليه الاحتلال بالسّجن المؤبد ثلاث مرات، وقبل اعتقاله كان طالبًا في جامعة النجاح الوطنية تخصص الصحافة والإعلام، وقد أصدر وهو في الأسر ديواني شعر وعدة روايات أدبية منها "نرجس العزلة" و"خسوف بدر الدين"، إضافة إلى روايته الأخيرة "قناع بلون السماء"، وتُرجمت بعض أعماله إلى اللغة الفرنسية.