ناقش ملتقى مجلس شيوخ ليبيا طي صفحة الخلافات المستمرة بين مختلف الأطراف السياسية خلال مؤتمر للمصالحة الوطنية في مدينة بني وليد في شمال غرب البلاد.
ووجه مشاركون انتقادات لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا واتهموها بأنها تلعب دورا سلبيا مع توالي الحكومات على البلاد منذ سقوط نظام الزعيم السابق معمر القذافي قبل 13 عاما.
وقال سيف الله الحطاب، أحد مشايخ مدينة غريان في شمال غرب ليبيا "هذا الاجتماع المبارك خرجنا منه بمخرجات هي الثوابت الأساسية للبلاد. خروج جميع القواعد العسكرية من ليبيا، ليبيا وحدة واحدة، لا تفرقة ولا تدخل في الشؤون الخاصة".
وأضاف "بعثة الأمم المتحدة إما أن تكون شريكا ومساعدا في بناء القرار وفي بناء الحكومة وفي الانتخابات وإما تزاح من الشكل العام لأن وللأمانة مع توالي الحكومات لاحظنا أن دورها سلبي وليس بالإيجابي ولم نستفد منها شيئا".
وأبدى محمد الفيتوري رئيس مجلس شيوخ بني وليد رفضه استخدام القوة والسلاح من أجل الوصول إلى السلطة في ليبيا، مؤكدا على ضرورة إجراء الانتخابات في البلاد وعدم تشكيل المزيد من الحكومات في ظل وجود حكومتين بالفعل في الوقت الحالي.
وقال "الحقيقة كان البيان (ينص على) عدم تدوير الأزمة وعدم خلق حكومات جديدة كل يوم والتوجه إلى صندوق الانتخاب والضغط على الأمم المتحدة وأن تذهب بنا إلى الأمام نحو صناديق الانتخاب وتوحيد الصفوف ونبذ اللجوء إلى السيطرة بالسلاح".
وتعيش ليبيا حالة من الترقب مع تصاعد الخلافات بين أطراف العملية السياسية الليبية وتحركات عسكرية لمجموعات مسلحة كما استقال المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في وقت سابق هذا الشهر.
ويزداد الانقسام السياسي في ليبيا مع وجود حكومتين في البلاد، حيث يرأس عبد الحميد الدبيبة حكومة الوحدة الوطنية بينما يقود أسامة حماد الحكومة المكلفة من البرلمان.
وعبر فرج الطائش، أحد مشايخ طرابلس، عن أمله في توحيد الليبيين بكافة أرجاء البلاد وإنهاء جميع النزاعات على مختلف الأصعدة، مشيرا إلى الاتفاق خلال المؤتمر على دعم الدستور وإجراء الانتخابات في البلاد.
وقال "تم هذا اللقاء اليوم ببعض المخرجات المهمة ألا وهي دعم الانتخابات ودعم الدستور وعلى الليبيين أن يتحدوا وجميع المؤسسات على مستوى ليبيا من الشرق والجنوب والغرب. اتفقنا أن يكون لنا دولة واحدة واتفقنا أن تكون لليبيا كلمة واحدة وسيادة واحدة من جميع مناطق ليبيا".
وأضاف "اتفقنا أن يكون لمجلس مشايخ ليبيا دور داخل وطننا العزيز وأن يكون له دور في المصالحة وفي إيجاد الحل في هذه النزاعات السياسية والانسداد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، ومشايخ ليبيا ليس أول مرة ولا غريب عليهم هده الفزعة الكبيرة وكم من مرة اجتمعنا في الزاوية وفي عدة مناطق في هذا الوقت الصعب ولكن الحمد لله رب العالمين الليبيين موجودون".
وكان من المقرر إجراء الانتخابات الليبية في 24 ديسمبر كانون الأول2021، لكنها تأجلت لغياب التوافق بين الأطراف السياسية على الأسس القانونية للاقتراع.