اختتم المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية أعماله بجلسة حوارية تحت عنوان " توجهات جديدة في أنماط القراءة: نحو تعزيز حب القراءة في الجيل القادم"، بحضور لويس غونزاليس، المدير العام لمؤسسة كاسا ليكتور في إسبانيا، وإيزوبيل أبو الهول شريك مؤسس لمكتبات مجرودي، مؤسس ومستشار وعضو مجلس أمناء مؤسسة الإمارات للآداب، ومحمد البغدادي، الرئيس والمدير التنفيذي لشركة المنهل للمحتويات العربية، وأدارت الجلسة جورجيا تولّي، مقدمة برامج ومحاورة عبر إذاعة "دبي آي" (103.8 إف إم).
في هذه الجلسة ناقش المتحدثون الاستراتيجيات الإبداعية والتفاعلية لغرس حب القراءة في نفوس أجيال المستقبل، وتركّزت النقاشات على المحتوى التفاعلي باللغة العربية بمشاركة نخبة من الخبراء والمفكرين، الذين استعرضوا الأساليب التحويلية التي من شأنها تعزيز شغف الأطفال بالأدب وترسيخ دور القصة العربية في بناء هوية ثقافية مميزة.
وأكدت أبوالهول، ضرورة تعزيز حب القراءة في أطفالنا، وهذا يرجع بالأساس إلى وجود بيت محب للقراءة وإدراك الوالدين أن تعلق أبنائهم بالقراءة يجعلهم متفوقين على أقرانهم، فيعملون على الاهتمام بالتغذية العقلية جنباً إلى جنب مع التغذية العادية، وهذا الإدراك مهم لكل بالغ يتعامل مع الأطفال وليس محصوراً على الوالدين.
بينما أشار البغدادي إلى العقبات التي تواجه النشر الالكتروني، وكيفية التواصل مع الأطفال كي يستمروا في حب القراءة منذ نعومة اظفارهم، خاصة وأن أطفال هذا العصر أصبحوا يستطيعون التوصل إلى المعلومة بمجرد ضغطة زر، ولكن علينا تدريبهم وتحبيبهم في القراءة باستخدام التكنولوجيا، ويستمر ذلك خلال مراحل بناء وتكوين الشخصية، إذ أن التكنولوجيا مُمّكن عظيم ولكن لها مشاكلها الخاصة التي يجب التحوط لها، ومن الضروري استثمار الكثير من المال في مجال القراءة الإلكترونية خاصة مع شح المحتوى العربي، رغم كثرة الإصدارات التي تتشابه في المحتوى رغم اختلاف العناوين.
وقال لويس جونزاليس، إن الأبحاث أثبتت أن القراءة عملية صعبة وخارجية وجهد مضاعف على العقل البشري، ومن أسباب عدم الاهتمام بالقراءة تبعا لأحد الأبحاث التي أجريت قبل 3 سنوات، هو تأثير مجموعة الأصدقاء التي تعتبر القراءة مسألة مرتبطة بالواجب المنزلي، وتؤدي بالشخص إلى الانفصال عن الأصدقاء، فضلاُ عن تحدي آخر وهو عدم توفر المال للحصول على الكتب، وهناك بعض المكتبات لا تستطيع توفير الكتب لأعداد كبيرة من الناس، وهي عوامل يجب تضافر الجهود بهدف التغلب عليها من أجل الوصول إلى أجيال متعلقة بالقراءة ومدركة لأهميتها في سائر شؤون حياتهم.