قمة «الناتو» فى مدريد: روسيا أكبر تهديد مباشر لأمن الحلف - بوابة الشروق
الأحد 6 أكتوبر 2024 1:25 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قمة «الناتو» فى مدريد: روسيا أكبر تهديد مباشر لأمن الحلف

مدريد ــ عماد الدين حسين ووكالات
نشر في: الأربعاء 29 يونيو 2022 - 6:06 م | آخر تحديث: الأربعاء 29 يونيو 2022 - 6:06 م

- اعتماد المفهوم الاستراتيجى الجديد للتحالف حتى عام 2030.. ودعوة السويد وفنلندا رسميا للانضمام إلى "الناتو"
ــ بايدن يعلن تعزيز الوجود العسكرى الأمريكى فى أوروبا.. وستولتنبرج: قلقون من استثمار الصين فى أسلحة بعيدة المدى
ــ جونسون: انضمام السويد وفنلندا إلى «الناتو» يثبت خطأ بوتين.. وموسكو تحذر: توسيع الحلف يؤدى لزعزعة الاستقرار
وافق قادة حلف شمال الأطلسى «الناتو» خلال قمة تاريخية فى مدريد، اليوم الأربعاء، على مفهوم استراتيجى جديد حتى عام 2030، يعتبر روسيا «أكبر تهديد مباشر» لأمن الحلف، وأن «تعميق الشراكة الاستراتيجية بين روسيا والصين يشكل تحديا لقيم ومصالح الحلف».

وأفاد الحلف فى بيان بأنه يعتزم «نشر تعزيزات مؤلفة من قوات متأهبة للقتال على حدوده الشرقية».

وأضاف البيان: «اتفق قادة الحلف على دعوة فنلندا والسويد رسميا للانضمام إلى الحلف بعدما أبرمت تركيا اتفاقا مع الدولتين الإسكندنافيتين لرفع اعتراضها على عضويتيهما، كما تمت الموافقة على توقيع بروتوكولات الانضمام».

وكانت القمة المنعقدة فى منطقة أرض المعارض بالعاصمة الإسبانية قد انطلقت فى الثامنة صباحا، بمشاركة 40 رئيس دولة وحكومة، وحضور 5 آلاف شخص بينهم 1500 صحفى وألف أمريكى من صحفيين ودبلوماسيين وإداريين.

وشهدت مدريد إجراءات أمنية مشددة؛ حيث جرى إغلاق معظم الشوارع المحيطة بمقر انعقاد القمة، كما نشرت السلطات الإسبانية آلاف الجنود لتأمين القمة، وكذلك عددا من المروحيات لمراقبة الوضع الأمنى من الجو.

وحرص غالبية القادة المشاركين فى القمة على الإدلاء بتصريحات والرد على أسئلة الصحفيين قبيل الدخول إلى قاعة الاجتماعات، باستثناء الرئيسين الفرنسى إيمانويل ماكرون والتركى رجب طيب أردوغان. واللافت أن الرئيس الأمريكى جو بايدن لم يدخل إلى القاعة عبر الممر الذى يتواجد فيه الصحفيون كباقى القادة المشاركين ولكن دخل من باب خلفى، واعتبر بعض المراقبين أن الأمر يعود لرغبته فى تجنب الإعلام قدر الإمكان مع تكرار الهفوات التى تعرض لها مؤخرا لاسيما فى قمة مجموعة السبع بألمانيا.

من جانبه، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسى «الناتو» ينس ستولتنبرج، أن روسيا تمثل «تهديدا مباشرا» لأمن دول الناتو، مشيرا إلى أن الحلف يواجه أكبر تحدٍ له منذ الحرب العالمية الثانية جراء الحرب فى أوكرانيا.

وقال ستولتنبرج لدى وصوله إلى مقر قمة «الناتو» فى مدريد: سنقول بوضوح خلال القمة التى ستراجع خارطة طريق الحلف للمرة الأولى منذ العام 2010، «إن روسيا تمثل تهديدا مباشرا لأمننا»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف ستولتنبرج أن قادة الحلف يجتمعون «فى خضم أخطر أزمة أمنية نواجهها. ستكون هذه قمة تاريخية وتحولية».

وأوضح أن «التحالف سيوافق على الردع ليتمكن من نشر المزيد من التشكيلات القتالية ونشر المزيد من المعدات الموجودة مسبقا فى أوروبا الشرقية بحلول العام المقبل، بحسب وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية.

وأضاف ستولتنبرج أن الناتو يقوم «بأكبر إصلاح شامل لدفاعنا الجماعى منذ نهاية الحرب الباردة»، مرجحا «قرارا مهما للغاية» بشأن جبهة التحالف الجنوبية والإرهاب، وفقا لوكالة رويترز.

وفيما يتعلق بموقف الحلف من بكين، قال الأمين العام لحلف «الناتو» إن «الصين تشكل تحديا لقيمنا ومصالحنا»، مشددا على الحاجة إلى الأخذ فى الاعتبار العواقب على أمن الحلف، جراء الاستثمار الصينى فى الأسلحة ذات المدى البعيد.

بدوره، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن خلال لقاء مع ستولتنبرج على هامش القمة، إن «الولايات المتحدة ستعزز تواجد قواتها فى أوروبا لكى يتمكن الحلف من الرد على التهديدات الآتية من كافة الاتجاهات وفى كل المجالات: برا وجوا وبحرا».

وأكد بايدن أنه سيتم تعزيز الوجود العسكرى والإمكانات العسكرية الأمريكية فى إسبانيا وبولندا ورومانيا ودول البلطيق وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا.

وصرحت مصادر لوكالة الأنباء الألمانية بأن قادة دول حلف الناتو اتفقوا على تكثيف التعزيزات فى أوروبا الشرقية فى ضوء الغزو الروسى لأوكرانيا، تتضمن خططا لوضع 300 ألف جندى فى حالة تأهب قصوى. وكان الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلنيسكى قد ألقى كلمة من كييف عبر الفيديو كونفرانس أمام قمة الحلف.

من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسبانى، بيدرو سانشيز إن «استراتيجية الناتو الجديدة روسيا ستتحول من «الشريك الاستراتيجى» إلى «التهديد الأول»، فيما اعتبر نظيره الهولندى مارك روته إن قمة الناتو فى مدريد تظهر وحدة الحلف فى ظل «العدوان الروسى الوحشى على أوكرانيا»، مضيفا أن «اليوم فرصة لإظهار أن الناتو عاد».

فى سياق متصل، اعتبر رئيس الوزراء البريطانى بوريس جونسون إن قرار السويد وفنلندا الانضمام إلى حلف الناتو يظهر أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أخطأ فى حساباته عندما أمر بإرسال قوات إلى أوكرانيا.

وقال جونسون لدى وصوله إلى مدريد: «إذا كان بوتين يأمل فى أن يصبح حلف الناتو أضعف من ناحية جبهته الغربية نتيجة غزوه غير المشروع غير المبرر لأوكرانيا، فقد ثبت أنه مخطئ تماما».
وأضاف أن انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف سوف يكون «خطوة كبيرة إلى الأمام».

فى سياق متصل، قالت مصادر فى الرئاسة التركية إن أنقرة عززت من مكاسبها فى مكافحة الإرهاب، عبر مذكرة التفاهم التى جرى توقيعها أمس بشأن طلبى فنلندا والسويد للانضمام لعضوية حلف الناتو.
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن المصادر القول إن أنقرة «نالت ما أرادته» من خلال مذكرة التفاهم.

وشددت المصادر على أهمية ذكر تنظيمات مثل «حزب العمال الكردستانى» و«حركة فتح الله جولن» فى اتفاقية دولية بشكل مباشر وواضح. فيما ذكرت تقارير إعلامية أن تركيا طالبت فنلندا والسويد بتسليمها 33 شخصا يشتبه بهم فى قضايا إرهاب.

ووقعت تركيا والسويد وفنلندا، مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن عضوية البلدين الأخيرين فى الناتو.

وجاء توقيع مذكرة التفاهم عقب لقاء رباعى ضم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، ونظيره الفنلندى سولى نينيستو، ورئيسة الوزراء السويدية ماجدالينا أندرسون، إلى جانب أمين عام الناتو ينس ستولتنبرج.

من جهته، أكد البيت الأبيض، أمس الأول أنه لم يقدم أى تنازلات لتركيا لضمان إعطائها الضوء الأخضر لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو.

وقال مسئول كبير فى الرئاسة الأمريكية لصحفيين «لم يكن هناك أى طلب من الجانب التركى للأمريكيين لتقديم تنازل معين».

وأضاف المسئول طالبا عدم الكشف عن هويته أن قرار تركيا «يوفر دفعا قويا» لوحدة الحلف، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وفى موسكو، قال نائب وزير الخارجية الروسى، سيرجى ريابكوف، إن روسيا تنظر بسلبية تجاه انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو، معتبرا أن «توسيع الحلف عامل يؤدى إلى زعزعة الاستقرار».

وأضاف ريابكوف أن الجانب الروسى يدين المسار غير المسئول لحلف الناتو، والذى يقضى على البنية الأمنية الأوروبية.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك