تحتوي الكثير من الدول على الألغام المتبقية من مخلفات الحروب، يبلغ عددهم حوالي 62 دولة، وعلى الرغم من التزام هذه الدول بمعاهدة "أوتاوا" لحظر الألغام والتخلص منها في فترة زمنية محددة، لا تلتزم سوى 4 بلدان فقط بالمعاهدة، لإتمام إزالة الألغام في المواعيد الرسمية، من بينهم إسرائيل، حيث طورت شركة "4M Analytics" الإسرائيلية، حلا باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي؛ للبحث عن مواقع وحقول الألغام، وفقًا لما نشره موقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلي.
وتعتمد الشركة على قدرة الذكاء الاصطناعي والاستشعار عن بعد في إزالة الألغام بسرعة عالية وبتكلفة وخطر أقل من الحلول التقليدية المعتادة، وذلك من خلال دمج خوارزميات التعلم الآلي مع عدد من البيانات الوافية المجمعة بخاصية الاستشعار عن بُعد، كما ركزت الـ"4M" في بحثها على مناطق الألغام الخطرة والمشتبه فيها، على أن تم تحديدها بدقة بعد فترة بحث دامت لمدة سنتين، ليتم اكتشاف أن ما يقارب الـ80% من كل الحقول خالية ونظيفة من الألغام.
ويعتمد البحث على عملية مكونة من 5 مراحل هي جمع البيانات من الخرائط التاريخية لأماكن الحروب الحاوية للألغام، إضافة لأجهزة الاستشعار عن بعد متعددة الأوجه بما في ذلك "LIDAR"، بجانب الرادار شديد الطيف والاختراق الأرضي والمغناطيس الكهربائي والتصوير بالموجات فوق الصوتية والتصوير الحراري، تليها مرحلة دمج البيانات معًا، ومن ثم تحليل البيانات، وخوارزمية التنبؤ والاستطلاعات الفنية التي يقوم بتنفذيها روبوتات الآلية أعدت خصيصًا.
وعلى الرغم من أن العملية قد تبدو مكلفة، إلا أن "عزرا" -موسسة شركة "فور أم"- أوضحت أن عملية إزالة الألغام ستتكلف 1.76 دولار لكل متر مربع، مقارنة بتكاليف الإزالة القديمة التي تتكلف حوالي من 4 إلى 8 دولارات للمتر المربع في جميع أنحاء العالم، وتقدر بـ13 دولارا في إسرائيل، كما أكدت "خفض التكلفة من مليار دولار إلى 60 مليون دولار".
وقد أشارت بعض التقديرات إلى أن إزالة الألغام بالحلول التقليدية سيستغرق أكثر من 200 عام لتطهير العالم، بتكلفة تزيد على 100 مليار دولار، وبالفعل تجاوزت الاستثمارات العالمية القياسية في إزالة الألغام الأرضية منذ عام 2017 الـ770 مليون دولار في جميع أنحاء العالم، إضافة لمقتل ما يقارب من الـ2800 شخص وجُرح آلاف آخرون، كان نصفهم من المدنيين والأطفال الذين مثلوا حوالي 87% من مجموع الضحايا، نتيجة للألغام الناجمة من مخلفات الحرب القابلة للانفجار.
وذكرت عزرا أنه تم التحقق من صحة التقنيات في 3 مشاريع مختلفة بإسرائيل، مثل البحث في شاطىء غفرة بالقرب من بحر الجليل، والمجلس المحلي في كارني شومرون بالضفة الغربية، إضافة إلى مرتفعات الجولان؛ ليسفر البحث عن أن حوالي 64% من حقول الألغام بتلك المناطق، والبالغ عددها 1765 غير خطرة وخامدة، كما تركز "4M Analytics" حاليًا على تأمين الصفقات مع مختلف الشركات والجهات الأخرى، بما في ذلك وزارات الدفاع ووكالات الأمم المتحدة، كما تأمل الشركة في تأمين مشاريع رائدة قريبا في أوكرانيا وتركيا ونيجيريا وقبرص.
وتتطلع الشركة مستقبلا لتوفير تطبيقات تروج لها الشركة عن طريق استخدام مجسات وخوارزميات تنبؤية، تساعد مطوري البنية التحتية وشركات الزراعة والنفط والغاز على تحديد المواقع المناسبة والآمنة للبناء والعمليات.