نجيب: تضاعف الإنتاج وتحمي المحاصيل من التلف
نور الدين: تستهلك 30% فقط من المياه مقارنة بالزراعات المفتوحة وتنتج 4 أضعاف المحصول
في ظل التحديات المناخية المتزايدة ونقص الموارد المائية، يعوّل العديد من الخبراء والعاملين في القطاع الزراعي على الصوب الزراعية كأحد الحلول الفعالة لمضاعفة الإنتاج مع تقليل استهلاك المياه، مشيرين إلى أن الاستثمار في الصوب يمثل خطوة ضرورية لضمان الأمن الغذائي في مصر.
وافتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي في نوفمبر الماضي عددًا من الصوب الزراعية ضمن المشروعات القومية التي تشارك فيها عدة جهات، وتتضمن 7100 صوبة زراعية على مساحة 34 ألف فدان في مدينة العاشر من رمضان، نفذتها الشركة الوطنية للزراعات المحمية التابعة لجهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، وذلك ضمن مبادرة إنشاء 100 ألف صوبة زراعية.
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الافتتاح: "إن مشروع إنشاء 100 ألف صوبة زراعية يجعل مصر ثاني أكبر دولة في العالم في مشروع الصوب الزراعية".
● دور الصوب في مواجهة التغيرات المناخية وزيادة الإنتاج
وأكد حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، أن التغيرات المناخية في العالم تمثل دافعًا قويًا للاستثمار في الصوب الزراعية، باعتبارها تحولًا نحو الزراعة الحديثة التي تضمن إنتاجية تصل إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف الزراعة التقليدية.
وأوضح نجيب أن الصوب الزراعية تلعب دورًا محوريًا في حماية المنتجات القابلة للتلف السريع مثل الطماطم، والخيار، والباذنجان، والكنتالوب، والفلفل، إلى جانب العديد من الأصناف الأخرى، مشيرًا إلى أن التوسع الرأسي عبر الصوب يساهم في زيادة الإنتاج، ويوفر استهلاك المياه مقارنة بالزراعة التقليدية.
وأضاف أن تكلفة إنشاء الصوب الزراعية مرتفعة، حيث تختلف من فدان لآخر وفقًا لنوع المحصول المزروع، وقد تتراوح التكلفة بين 100 و200 ألف جنيه، مؤكدًا في الوقت نفسه أنه رغم أهمية الصوب، لا يمكن الاستغناء عن الزراعة التقليدية، بل يجب تحقيق التوازن بين الأسلوبين لضمان الأمن الغذائي واستمرارية الإنتاج.
● الصوب الزراعية وحل أزمة ندرة المياه
وأكد نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، أن الصوب الزراعية لم تظهر فقط لحماية المحاصيل من تأثير الاحتباس الحراري، بل جاءت كحل رئيسي لمواجهة أزمة نقص المياه الناتجة عن التغير المناخي، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى زيادة معدلات التبخر وتركيز الأملاح في المياه، مما يؤثر سلبًا على الإنتاج الزراعي.
وأوضح نور الدين أن الصوب تستهلك 20 إلى 30% فقط من المياه مقارنة بالزراعات المفتوحة، فيما تنتج أربعة أضعاف كمية المحصول، مما يجعلها أكثر كفاءة في ظل تحديات ندرة المياه.
وأشار إلى أن الصوب الزراعية شهدت طفرة في جنوب أوروبا، خاصة في إسبانيا واليونان، نتيجة نقص الأمطار وتراجع تدفقات الأنهار، مما دفع هذه الدول إلى العودة إلى الزراعة داخل الصوب لضمان استدامة الإنتاج الزراعي.
وأضاف أن تكاليف الصوب الزراعية ثابتة نسبيًا، لكنها تنخفض مع شراء المواد الخام بكميات كبيرة من المصانع، كما أن زيادة الإنتاج تغطي تكلفة الإنشاء وتحقق عوائد اقتصادية متميزة.
● أهمية دعم التوسع في الصوب الزراعية
من جانبه، قال شعبان عبد السميع، الباحث بمعهد بحوث البساتين قسم بحوث الخضر، إن استخدام الصوب الزراعية أصبح حلًا فعالًا لمواجهة التحديات المناخية التي تواجه الزراعة في مصر، سواء في درجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة.
وأشار إلى أن الصوب تقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50% بفضل الري بالتنقيط، ومن الممكن أن تصل الإنتاجية لما يتراوح بين 5 و10 أضعاف الإنتاج العادي.
ولفت إلى ارتفاع تكلفة إنشاء الصوب، حيث تبدأ من 40 ألف جنيه، وقد تصل إلى 400 ألف جنيه حسب الحجم والتجهيزات.
ودعا إلى مزيد من الدعم للمزارعين لتوسيع استخدام هذه التقنيات لضمان الأمن الغذائي وزيادة الصادرات الزراعية.