تصاعدت اليوم حدة التهديدات الأمريكية الإيرانية بعد أسابيع من تصريحات متبادلة بشأن الاستعداد للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول برنامج طهران النووي.

وفي حديث مع شبكة NBC هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إيران بقصف لا مثيل له إذا لم نتوصل لاتفاق.

وقال ترامب: "قد نتخذ إجراءات تصعيدية ضد إيران، تشمل فرض رسوم جمركية جديدة، بالإضافة إلى توجيه ضربات عسكرية، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي".

وأكد ترامب أن هذه الإجراءات تأتي في إطار حماية الأمن القومي الأمريكي، وردع ما وصفه بالتهديدات المتزايدة من قبل خصوم واشنطن.

-رد إيراني

هددت إيران اليوم، باستخدام ما وصفته بنهج هجومي وقوة مضاعفة في التعامل مع من تعتبرهم أعدائها.

وحذرت في بيان لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية "جميع الأعداء الذين أخطأوا في حساباتهم، من أن أي تهديد أو عدوان، أو إثارة للحرب، أو انتهاك لوحدة أراضي إيران، سيتم الرد عليه بقوة مضاعفة ونهج هجومي"، حسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.

وأوضح البيان، أن "القوات المسلحة الإيرانية مستعدة للدفاع عن أرضها ومبادئها بكل قوة"، وشدد البيان على أن إيران: "بلغت مرحلة من الردع الدفاعي والعسكري الفعال والمستدام، مما يجعلها مستعدة للرد بقوة على أي تهديد أو اعتداء"، وستعمل على "رصد تحركات ومؤامرات الأعداء".

وأكدت الهيئة، أن إيران "تدافع عن مبادئها وأرضها وشعبها، وفي الوقت نفسه تدعوا للسلام والأمن الإقليمي والدولي".

-الطريق للتفاوض

يذكر أن الرئيس الإمريكي دونالد ترامب قال في أوائل مارس، إنه بعث برسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أشار فيها إلى أنه يفضل إبرام اتفاق مع طهران بشأن قضية البرنامج النووي الإيراني.

وقال الرئيس الأمريكي، إن واشنطن تدرس طريقتين محتملتين لحل القضية النووية الإيرانية - عسكرية أو دبلوماسية، مؤكدا أنها تفضل المفاوضات.

وكان رئيس إيران، مسعود بزشكيان، أكد اليوم أن رد إيران على رسالة الرئيس الأميركي وصل إليهم عبر سلطنة عمان، وقال: "على الرغم من رفض مسألة المفاوضات المباشرة بين الجانبين في هذا الرد، إلا أنه أكد أن طريق المفاوضات غير المباشرة مفتوح".

وقالت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا"، إن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اجتمع بمجلس الوزراء اليوم وأكد خلاله أن طريق المفاوضات غير المباشرة مع أمريكا مفتوح.

وتابع بزيكشان: "على الرغم من رفض مسألة المفاوضات المباشرة بين الجانبين في هذا الرد، إلا أن الجمهورية الإسلامية لم تغلق قنوات الحوار غير المباشر من قبل، وذكرنا في رسالتنا أن قناة المفاوضات غير المباشرة مفتوحة، وأن إيران لم تتجنب المفاوضات أبداً، وأن خرق الوعود هو الذي تسبب في مشاكل في هذا الاتجاه، ويجب تعويضه واستعادة الثقة".