هل يتجنب الطيارون في أمريكا طلب العلاج عند معاناتهم من مشاكل تخص الصحة العقلية؟ - بوابة الشروق
الجمعة 17 مايو 2024 5:05 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل يتجنب الطيارون في أمريكا طلب العلاج عند معاناتهم من مشاكل تخص الصحة العقلية؟

دالاس - د ب أ
نشر في: الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 9:12 ص | آخر تحديث: الثلاثاء 30 أبريل 2024 - 9:12 ص

بطبيعة عمله، يرى الكابتن روبرت جريفز، أشخاصا غرباء كل يوم، حيث أنه يعمل كطيار لدى شركة طيران "ساوث ويست"، التي تتخذ من مدينة دالاس في ولاية تكساس الامريكية، مقرا لها.

وعادة ما لا تكون هناك علاقة عميقة تربط بين جريفز وبين الأشخاص الذين يعمل معهم، أو هؤلاء الذين يلتقي بهم. ورغم أنه يرى عددا قليلا من الأشخاص بصورة دائمة، قد يستغرق الأمر شهورا حتى يتعرف على مساعد الطيار أو المضيفات على متن الطائرة التي يقودها. وبحسب ما ورد في تقرير لصحيفة "دالاس مورنينج نيوز" الامريكية، فإنه يرى أن وظيفته تتسم بالشعور بالغربة بسبب طبيعة عمله، مشيرا إلى أنها في بعض الأحيان تبعث على العزلة أيضا.

ويقول جريفز /64 عاما/ الذي يعيش في مدينة ناشفيل بولاية تينيسي: "من المفترض أن يكون الطيارون مواطنين أقوياء". ويضيف الطيار الذي سيتقاعد في العام المقبل: "من المفترض أن نكون متوازنين. من المفترض أن نكون مستقرين عاطفيا".

وبحسب الصحيفة الامريكية، فإن الطيارين يحتاجون إلى الحفاظ على صحتهم العقلية والجسدية من أجل الطيران والحصول على شهادة طبية من "إدارة الطيران الفيدرالية"، ويخضعون لفحص طبي لدى طبيب متخصص في طب الطيران، خلال فترة تتراوح مدتها بين ستة أشهر إلى خمسة أعوام، بناء على نوع الطيران الذي يمارسونه وعلى أعمارهم.

ويوضح جريفز أنه لهذا السبب، قد لا يتحدث الكثير من الطيارين عما يشعرون به، مشيرا إلى أنه لا يعاني من مرض عقلي، ولكنه يدرك جيدا ما يمكن أن تسببه له وظيفته.

وفي ذلك الشأن، تقول بيني ليفين، وهي طبيبة نفسية إكلينيكية ومدربة طيران معتمدة: "من الصعب للغاية التعامل مع الطيارين (كمرضى)، خاصة في حال الاعتراف بتلك المخاوف بشكل علني، لأنه إذا حدث ذلك، سيؤدي إلى مأزق مزدوج... ففي حال ذهب المرء لتلقي العلاج، فإنه لن يقود طائرة بعد الآن."

ولا تزال قضايا الصحة العقلية تشكل تحديا وجدلا مستمرا لدى شركات الطيران الأمريكية، ومن بينها شركتي الطيران المحليتين، "ساوث ويست إيرلاينز" و"أميريكان إيرلاينز"، والشركات المنافسة لهما. وكان قد تم في العام الماضي، اتهام طيار خارج الخدمة بمحاولة إسقاط طائرة تابعة لشركة طيران "ألاسكا إيرلاينز"، ثم أخبر المحققين الفيدراليين في وقت لاحق بأنه تعاطى الفطر المخدر، وبأنه كان يعاني من الاكتئاب ومن الانهيار العقلي.

وبحسب تقرير "دالاس مورنينج نيوز"، فإن عمال الخطوط الجوية يعملون في ظل بيئات مرهقة ونقص في أعداد الطيارين ومستويات تاريخية للطلب على رحلات السفر. وحتى في "ساوث ويست إيرلاينز" و"أميريكان إيرلاينز"، فقد أدركت الشركتان أن هناك مشكلة وأنه يمكن للشركات والنقابات تقديم المساعدة للطيارين.

ولكن السؤال هو، ما الذي تقوم به "إدارة الطيران الفيدرالية"؟ يقول رئيس إحدى البلديات في شمال غرب ألمانيا، إن تاريخ 24 مارس من عام 2015 هو "أحلك يوم" في حياته، حيث أنه شهد سقوط طائرة ألمانية في جبال الألب الفرنسية ومقتل 150 شخصا. وقد تم في وقت لاحق تحديد السبب الجذري وراء تحطم الطائرة، وهي من طراز "إيرباص إيه 320"، وهو أن الطيار الذي كان يقود الطائرة، كان يعاني من مرض عقلي شديد وأنه لم يخبر الشركة التي كان يعمل لديها.

وأظهرت دراسة أجريت في عام 2022 أن 1ر56% من الطيارين قالوا إنهم تجنبوا طلب العلاج الطبي أو النفسي أو الإبلاغ عن معاناتهم من مشكلات صحية خوفا من سحب شهادة اعتمادهم للطيران، بحسب ما ورد في تقرير صادر عن وليام هوفمان، وهو أخصائي أعصاب في جامعة نورث داكوتا، وأستاذ علم طيران.

وتوصل الاستطلاع الذي تضمنته الدراسة وشمل 3765 طيارا، أن 7ر45% من الطيارين طلبوا تلقي رعاية طبية غير رسمية، فيما قال 8ر26% منهم إنهم قدموا معلومات خاطئة أو حجبوها، عندما سئلوا أثناء مشاركتهم في استبيان صحي.

وقد قامت "إدارة الطيران الفيدرالية" في الاعوام الأخيرة، بإلقاء نظرة أقوى على الصحة العقلية للطيارين.

وفي حال طلب الطيارون المساعدة لمشاكلهم الخاصة بالصحة العقلية، فإن معظم الحالات لن تحرمهم من الطيران إذا ما عولجت. وقالت "إدارة الطيران الفيدرالية" إن نسبة من يتم رفضهم من المتقدمين للحصول على الشهادات الطبية بعد الكشف عن مشكلاتهم الصحية، تقدر بنحو 1ر0% فقط.

وتواصل "إدارة الطيران الفيدرالية" التركيز على موارد الصحة العقلية للطيارين، التي تشمل تدريب الفاحصين الطبيين، وإجراء الأبحاث والدراسات السريرية، والاستعانة بمتخصصين إضافيين في مجال الصحة العقلية لتوسيع نطاق الموارد الداخلية وغيرها.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك