لوحة فنية طبيعية تركتها موجة الطقس المتقلب المفاجئ التي تعرضت له مدينة سانت كاترين بجنوب سيناء، مساء الإثنين، حيث تساقطت شلالات المياه من قمم الجبال وسارت في قنوات "مجرى السيل" لتشكل لوحة فنية فريدة داخل منطقة جبلية حادة، بعد تعرض العديد من المناطق بها لسيول تتفاوت في درجة الحدة دون أن تترك أي آثار تدميرية للنية التحتية.

قال اللواء دكتور خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، إن ما تعرضت له مدينة سانت كاترين من سيول جراء الأمطار التي شهدتها أدى غلى حدوث سيول بـ 6 مناطق متفرقة، وجميعها سارت في مجراها الطبيعي، والمياه تجمعت داخل البحيرات الجبلية التي جرى إنشاؤها لهذا الغرض، دون حدوث أي أضرار أو تلفيات في البنية التحتية بالمدينة، مؤكدًا أنه لم يجري حصر أي خسائر مادية أو بشرية ناجمة عن هذه السيول.

وأوضح المحافظ في تصريح لـ "الشروق"، رغم أن منظومة الحماية من أخطار السيول التي جرى إنشاؤها في كل أنحاء مدن المحافظة تكلفت المليارات إلا أنها كانت سلاح ذو حدين إحداهما حماية المواطنين والبنية التحتية والمشروعات القومية الكبرى على أرض المحافظة، والآخر تخزين كميات كبيرة من المياه يستخدمها المواطنين في أغراض الشرب والزراعة.

وأكد أنه وجه بحصر كميات المياه التي جرى تخزينها جراء هذه السيول، وتشكيل لجان للمرور على مواقع الحماية بالمدينة للتأكد من كفاءتها خاصة مناطق مجرى السيل، مع استمرار إعلان حالة الطوارئ القصوى بكافة القطاعات، ومتابعة جاهزية المعدات للتحرك السريع والفوري حدوث أي طوارئ.

على جانب آخر، قال اللواء طارق عابد، رئيس مدينة سانت كاترين، إن حالة الطقس بالمدينة تحسنت وسطعت الشمس في سمائها، واستقبلت المدينة عددًا كبيرًا من السائحين من محبي مشاهدة الطبيعة والاستمتاع بالمناظر الخلابة التي تتركها الأمطار من شلالات المياه التي تنحدر من قمم الجبال، وجرى تفويج السائحين للقيام ببرامجهم السياحية داخل المدينة، مع اتخاذ كافة الإجراءات الأمنية المناسبة تحسبًا لحدوث أي طوارئ.

وأوضح أن المدينة تعرضت لسيول متفاوتة الحدة بمنطقة "الأربعين، النبي صالح، الاسباعية، وادي تفاحة، وادي الطرفة، وادي التال"، ولم يسفروا عن أي خسائر، وجميع الطرق المؤدية للمدينة مفتوحة وتعمل بشكل طبيعي، لافتًا إلى أن السيول كانت على شكل شلالات مياه وسط الجبال وهذه الشلالات سارت في المجرى الطبيعي لها لتتجمع أمام السدود التي جرى إنشاؤها ضمن أعمال حماية المدينة من أخطار السيول، واستقرت كميات المياه داخل البحيرات الصناعية.

وأوضح المهندس عبد المجيد مصطفى، مدير عام إدارة المياه الجوفية بجنوب سيناء، أنه جرى تشكيل لجنة برئاسة الدكتور أحمد الكومي، وكيل إدارة المياه الجوفية بالمحافظة لمتابعة مجرى السيول، وحصر كميات المياه التي وصلت إلى البحيرات الصناعية، والكميات التي تجمعت في محيط السدود، مؤكد أنها لم تسفر عن أي خسائر مادية أو بشرية.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد الكومي، وكيل إدارة المياه الجوفية، أنه جرى حصر مبدئي لمياه السيول التي جرى تخزينها في البحيرات والسدود الصناعية وقدرت بنحو100 ألف متر مكعب من المياه، إضافة إلى زيادة منسوب المياه الجوفية بالمنطقة بدرجة كبيرة.

وقال سليمان الجبالي، من أبناء المدينة ويعمل مرشد سياحي، أن أهالي المدينة يعتبرون السيول مصدر للخير والنماء، وليست الشبح الأسود الذي يحصد الأرواح، ويدمر الممتلكات الخاصة والعامة كما كانت من قبل إنشاء منظومة الحماية من مخاطر السيول، مؤكدًا أن المواطنين يحرصون على الذهاب إلى مصادر السيول للاستمتاع بمشاهدتها، إضافة إلى أن السائحين قاموا بالتجول صباح اليوم للاستمتاع بمشهد الشلالات الطبيعية التي تنحدر من قمم الجبال لترسم لوحة فنية خلابة.

وكانت قد تعرضت مدينة سانت كاترين أمس لتساقط أمطار متفاوتة الحدة، واستمرت لمدة أكثر من ساعة، تصحبها رياح وغيوم، وانحدار المياه من قمم الجبال.