زيادة السيولة مع استحقاق الشهادات البنكية يزيد الطلب على المعدن الأصفر في السوق المحلية
المغربي: الأسعار قد تنخفض محليا إذا أصدرت الحكومة شهادات بفائدة مرتفعة
توقع عدد من تجار الذهب، استمرار ارتفاع أسعار المعدن الأصفر في الأسواق المحلية خلال الربع الأول من 2025، مع اقتراب موعد استحقاق الشهادات البنكية وزيادة السيولة والإقبال على الشراء، إضافة إلى صعود الدولار، فيما توقع محلل في قطاع المعادن النفيسة أن تتراجع الأسعار عالميا مع تسلم الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الحكم رسميا في 20 يناير المقبل.
وتوقع أحمد معطي، المدير التنفيذي لشركة "في آي" للاستثمارات، تراجع أسعار الذهب عالميا خلال الربع الأول من العام القادم إلى 2400 دولار للأوقية، وفي حال اختراقها لأسفل قد تصل إلى 2260 دولارا على مدار العام، وذلك لعدة أسباب أهمها تسلم دونالد ترامب الحكم رسميا خلال يناير المقبل، ما قد يؤشر إلى تكرار السيناريو السابق في فترة حكم ترامب الأولى، إذ أن المعدن الأصفر هبط بنحو 6% في بداية ولايته عام 2016، موضحا أنه رغم استمرار الحروب في المنطقة وبين روسيا وأوكرانيا، إلا أن سعر المعدن عالميا ينخفض، وأغلق الجمعة الماضي عند 2621 دولارا للأوقية وبالتالي فإن اتجاهه ليس الصعود مثلما توقعت المؤسسات الدولية أن يصل لـ 3000 دولار بنهاية 2024.
وأوضح معطي، أن العملات المشفرة خاصة البيتكوين أصبحت مؤخرا عاملا جديدا يحدد حركة الذهب، فوفقا لتصريحات جيروم باول رئيس الفدرالي الأمريكي "أصبح الذهب منافسا للبيتكوين وليس للدولار"، مضيفا أن بعض التدفقات النقدية خاصة صناديق الاستثمار بدأت تنسحب من الاستثمار في المعدن الأصفر لصالح البيتكوين، وبالتالي قد نشهد المزيد من التراجعات في أسعار الذهب مع توقعات استمرار ارتفاع البيتكوين الذي شهد أكبر تدفقات نقدية مع نجاح ترامب أكبر داعم له، في الانتخابات الأمريكية.
كما رجح معطى، أن تظل أسعار الذهب محليا متماسكة عند المستويات الحالية بتحرك في حدود الـ100 جنيه ارتفاعا أو انخفاضا ولن يشهد صعودا كبيرا، موضحا أن الذهب يتحرك وفقا للسعر العالمي وسعر الدولار، وبالتالي سيتحرك في حدود الزيادة أو الانخفاض بنسبة 5%، وفقا لتصريحات رئيس الوزراء لحركة العملة الخضراء.
كان مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قد قال في مؤتمر صحفي نهاية نوفمبر الماضي، إن سعر صرف الجنيه قد يشهد تقلبات في حدود 5% خلال الفترة المقبلة صعودا وهبوطا، مشددا على التزام الحكومة بسياسة سعر الصرف المرن.
ومن جهته، توقع المدير التنفيذي لمنصة "آي صاغة" لتداول الذهب والمجوهرات"، استمرار الاتجاه الصعودي للمعدن النفيس حيث يتوقع جولدمان ساكس وصول سعر الذهب إلى 3000 دولار للأوقية بنهاية 2025، مدفوعًا بالطلب المتزايد من البنوك المركزية والمخاطر الاقتصادية، فيما توقع "يو بي إس" استقرار سعر الذهب عند 2900 دولار بنهاية 2025، موضحا أن هذه التوقعات تعتمد على عوامل متعددة، بما في ذلك السياسات النقدية، والطلب من البنوك المركزية، والتوترات الجيوسياسية، والأوضاع الاقتصادية العالمية.
ورجح إمبابي، أنه مع التوقعات بوصول سعر الأوقية عالميًا إلى حوالي 3000 دولار، وإذا افترضنا استقرار سعر صرف الجنيه مقابل الدولار عند المستويات الحالية، فقد يصل سعر جرام الذهب عيار 21 في مصر إلى مستويات قياسية.
من جانبه قال عمرو المغربي، عضو شعبة الذهب في الغرف التجارية، إن أسعار المعدن الأصفر تراجعت في البورصات العالمية نتيجة لتوجهات ترامب الاقتصادية الداعمة للدولار، ما ضغط على سعر الذهب عالميا، وأدى الى تراجع أسعاره فى أسواق الصاغة المحلية خلال الشهر الجاري بنحو 150 جنيها لتصل إلى 3730 جنيها، مقارنة بـ 3880 جنيها الشهر الماضي.
ولكنه توقع، ارتفاع أسعار المعدن الأضفر محليا خلال العام المقبل نتيجة لاقتراب موعد انتهاء الشهادات البنكية مرتفعة العائد التي تم إصدارها فى شهر يناير 2024، ما سيؤدى إلى زيادة السيولة فى السوق، بالاضافة إلى حركة الدولار محليا، وعوامل العرض والطلب، ولكن قد يحدث العكس إذا أصدرت الحكومة شهادات أخري بفائدة مرتفعة.
ويشهد شهر يناير المقبل بدء استحقاقات آجال شهادات الادخار ذات العائد المرتفع البالغ 23.5% و27%، والتي أصدرتها بداية العام الجاري البنوك الحكومية: البنك الأهلي وبنك مصر.
وقال المغربى، إنه يصعب توقع سعر محدد للذهب خاصة في ظل الاضطرابات الجوسياسية في العالم، حيث يعتبر المعدن الأصفر الملاذ الآمن والذي يتجه إليه المستثمرون في ظل الأزمات، موضحا أنه إذا تراجع الذهب عالميا واستقرت آليات العرض والطلب ستتماشى الأسعار محليا مع الانخفاضات العالمية، ولكن إذا ارتفع الطلب عليه محليا سترتفع الاسعار.
من جانبه توقع نادي نجيب، سكرتير عام شعبة المشغولات الذهبية بغرفة القاهرة التجارية السابق، استمرار ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق المحلية ليصل إلى مستوي الـ4000 جنيه خلال الربع الأول من عام 2025، مع زيادة الطلب عليه لأن الكميات المعروضة محدودة خاصة أن الذهب سلعة عالمية تتأثر بالاحداث الجوسياسة والاقتصادية عالميا.
وأوضح أن الذهب يشهد حالة من الاستقرار خلال الشهر الجاري عند مستوي الـ3735 جنيها يترفع أو ينخفض في حدود 5 جنيهات، لذلك فإن الوقت الحالي مناسب جدا للشراء، نظرا لتوقعات ارتفاع الاسعار خلال العام الجديد.
وتوقع مجلس الذهب العالمي، ارتفاع أسعار الذهب بشكل أبطأ في عام 2025 بعد تسجيلها مستوى قياسيا هذا العام، موضحا أن السبائك ارتفعت بأكثر من 30% حتى الآن في عام 2024، لكن مكاسب العام المقبل من المرجح أن تضعف بسبب متغيرات مثل النمو والتضخم.