شهدت الانتخابات التشريعية والإقليمية والمحلية في تشاد، أمس الأحد، إقبالا ضعيفا بلغ 38% وفقا للوكالة الوطنية لإدارة الانتخابات؛ مما يعكس تأثير دعوات المعارضة للمقاطعة.
وتعد هذه الانتخابات الخطوة الأخيرة من المرحلة الانتقالية التي استمرت 3 سنوات تحت الحكم العسكري.
وكانت المعارضة بقيادة حزب المحولون، قد أطلقت دعوات للمقاطعة بعد وجود عدة دلائل على التزوير وتجهيز النتائج مسبقا.
وتعد هذه الانتخابات هي الأولى منذ أكثر من عقد من الزمان لاختيار 188 نائبا في الجمعية الوطنية والممثلين الإقليميين والمحليين.
وتأتي هذه الانتخابات بعد أشهر من إعادة انتخاب الرئيس محمد إدريس ديبي إتنو، الذي تولى السلطة في عام 2021 بعد مقتل والده إدريس ديبي إتنو على يد المتمردي- حسب قناة الجزيرة.
وقام حزب "المحولون"، بمقاطعة الانتخابات الرئاسية التي جرت في مايو الماضي، والتي أعيد خلالها انتخاب ديبي لفترة 5 سنوات في انتخابات وصفها بأنها تهدف إلى إضفاء الشرعية على حكمه، في حين وصفتها المعارضة بأنها "مزورة وغير شفافة".
ووفقا للوكالة الوطنية لإدارة الانتخابات، بلغت نسبة المشاركة بين العسكريين الذين صوتوا يوم السبت 72%، فيما كانت نسبة الإقبال بين القبائل البدوية 54%.
أما اليوم الثاني للانتخابات انخفضت نسبة الإقبال بين السكان المدنيين بشكل حاد؛ مما يعكس تراجع ثقة المواطنين في العملية الانتخابية.
ورغم مشاركة نحو 100 مراقب دولي وممثلين عن الأحزاب السياسية في الإشراف على العملية الانتخابية، أثارت المعارضة شكوكا حول نزاهة الانتخابات.
وقال ماسرا: "المراقبون الدوليون قلة، والمناخ السياسي لا يوفر أي ضمانات للشفافية".
وتأتي هذه الانتخابات في سياق أمني حساس، إذ تنتهج تشاد سياسات مشددة قد الوجود الفرنسي التاريخي في الدولة حيث أنهت فرنسا وجودها العسكري في البلاد بعد إنهاء اتفاقية التعاون العسكري التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، مما يعكس تدهور العلاقات بين باريس ونجامينا.
وتشهد الدولة تهديدات أمنية متزايدة، بخاصة في منطقة بحيرة تشاد التي تتصاعد فيها الهجمات التي تشنها جماعة "بوكو حرام"، مما يمثل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار في البلاد، إضافة إلى استمرار الأزمة السياسية في السودان، والتي تنعكس على الوضع في تشاد التي تتهم بالتدخل في الحرب في السودان.