كشف خوان جوايدو زعيم المعارضة الفنزويلية الذي أعلن نفسه "رئيساً انتقاليا للبلاد" عن عقد "اجتماعات سرية" بين رموز من المعارضة وممثلين عن القوات المسلحة، في مسعى للإطاحة بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، مؤكدا أن "دعم الجيش حاسم في تلك المسألة".

وقال جوايدو رئيس الجمعية الوطنية "البرلمان"، في مقال نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن سحب دعم الجيش من مادورو حاسم للسماح بتغيير الحكومة، و"معظم الذين يرتدون الزي العسكري يتفقون أن المعاناة الحالية في البلاد لا تُطاق".

وتابع: "سيحتاج الانتقال إلى دعم الوحدات العسكرية الرئيسية، لقد أجرينا محادثات سرية مع أفراد من القوات المسلحة وقوات الأمن".

وعرض زعيم المعارضة الفنزويلية، في تغريدة بموقع التدوينات القصيرة تويتر، ملامح خطته لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصادية والاجتماعية، قائلاً: "سنعمل على جعل الاقتصاد مستقراً، وسنستجيب على الفور لحالة الطوارئ الإنسانية، ونعيد الخدمات العامة ونتغلب على الفقر"، مضيفا: "نحن نعرف كيف نحقق ذلك".

من جهتها نشرت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز، على حسابها بموقع تويتر، رابط مقال جوايدو في نيويورك تايمز، وكتبت: "أمريكا تقف إلى جانب شعب فنزويلا".

وأشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالتعبئة التي يقوم بها آلاف المعارضين الفنزويليين، وكتب ترامب على تويتر: "مظاهرات كبيرة في أنحاء فنزويلا ضد مادورو، الكفاح من أجل الحرية بدأ".

واحتشد الآلاف من مناصري جوايدو في شوارع البلاد، أمس الأربعاء، وطالبوا الجيش الفنزويلي بالتخلي عن مادورو.

في سياق متصل، أعلن المبعوث الأمريكي إليوت أبرامز، أن الولايات المتحدة احتفظت بقناة دبلوماسية مع نظام مادورو وذلك على الرغم من اعتبارها أنه غير شرعي واعترافها بخصمه جوايدو "رئيساً مؤقتا" لفنزويلا.

وقال أبرامز للصحفيين "لدينا اتصالات مع نظام الأمر الواقع، وأعني بذلك نظام مادورو، لأننا قلقون حيال مسائل مثل سلامة الأمريكيين"، مضيفا: "لدينا منذ زمن طويل، في بلدان كثيرة، اتصالات مع أشخاص لا يتمتعون باعترافنا الدبلوماسي، هذه ليست مشكلة عندما يكون الأمر في مصلحة الولايات المتحدة".

وتابع: الإدارة الأمريكية قلقة حيال "آلاف الأمريكيين في فنزويلا"، مضيفاً "لقد قلنا بوضوح إن هذا هو همنا الأول، وبخاصة لنظام مادورو الملزم بحماية السفارات".

كان مادورو قد أعلن السبت الماضي، أن كراكاس تتفاوض مع واشنطن على تبادل مكاتب لرعاية المصالح بغية الإبقاء على الحد الأدنى من العلاقات بينهما.

إلى ذلك، طالب النائب الأول لرئيس الحزب الاشتراكي الموحد، الحاكم في فنزويلا، ديوسدادو كابيلو، أنصار النظام بتنظيم مسيرة غدا السبت، بالتزامن مع مظاهرات تعتزم المعارضة تنظيمها ضد مادورو.

ووجه كابيلو الذي يعتبر أحد أهم أسماء النظام الفنزويلي، عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوة لمؤيدي الرئيس مادورو للخروج في مسيرة غدا، مشيرًا إلى أن ذلك اليوم يمثل الذكرى الـ20 لتولي الرئيس الراحل هوجو تشافيز السلطة، وتابع: "لا بد من اتحاد محبي الوطن وتجمعهم ضد الهجمات الإمبريالية، والنصر سيكون حليفنا".

وتطالب المعارضة بتشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات رئاسية حرة، وهو طرح يحظى بدعم الولايات المتحدة وكذلك قسم كبير من دول أمريكا اللاتينية وأوروبا، إلا أن مادورو يرفض ذلك
ويقول إن ولايته تنتهي في عام 2025.

ومنذ بداية المظاهرات في 21 يناير، قتل حوالي 40 شخصاً، وتم إلقاء القبض على أكثر من 850 شخصاً، بحسب الأمم المتحدة.

وفي هذه الأجواء المشحونة، ألقت السلطات الفنزويلية القبض على صحفيين فرنسيين، الثلاثاء الماضي، ومصور كولومبي، كما اعتقلت أيضا صحفيين من وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" مساء أمس الأربعاء.

وطالبت الحكومة الإسبانية اليوم الخميس بـ"الافراج الفوري" عن 4 عناصر من فريق وكالة "ايفي"، هم 3 صحفيين وسائق.

وقالت وزارة الخارجية الإسبانية في بيان أن "الحكومة تطلب مرة جديدة من السلطات الفنزويلية احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية التي تشكل حرية الصحافة عنصراً محورياً فيها".

وفى موسكو، نفت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، وجود حديث حول إجلاء المواطنين والدبلوماسيين الروس من فنزويلا.

وحذرت زاخاروفا خلال مؤتمر صحفي اليوم، من خطر اندلاع نزاع عسكري واسع النطاق في فنزويلا، مشددة على أن الطريق إلى حل الأزمة الفنزويلية يمر عبر تنظيم حوار داخلي شامل، معربة عن استعداد موسكو للانخراط في آلية وساطة تقبلها الأطراف الفنزويلية من أجل تسوية الأزمة.

كما اتهمت زاخاروفا واشنطن بمنع المعارضة الفنزويلية من الدخول في حوار مع الحكومة، الأمر الذي يحول دون التوصل إلى حل للأزمة.