رمضان شهر الفتوحات (6).. فتح عمورية - بوابة الشروق
الجمعة 20 سبتمبر 2024 7:33 م القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

رمضان شهر الفتوحات (6).. فتح عمورية


نشر في: الأحد 31 مارس 2024 - 9:09 ص | آخر تحديث: الأحد 31 مارس 2024 - 9:09 ص
في هذه السلسة تستعرض الشروق انتصارات المسلمين في رمضان ومنها فتح عمورية.
يعتبر رمضان هو شهر الانتصارات والفتوحات في تاريخ الإسلام. عدد كبير من الأحداث الهامة والانتصارات التي غيّرت مسار العالم الإسلامي وقعت خلال هذا الشهر؛ مما جعله شهرًا ذو أهمية كبرى في العالم الإٍسلامي.

في هذه السلسة تستعرض الشروق انتصارات المسلمين في رمضان ومنها فتح عمورية.

"عمورية"، التي تُعرف اليوم باسم "سيفلي حصار"، هي مدينة حصينة تقع في الأناضول جنوب غرب مدينة أنقرة.

جرت معركة "عمورية" في رمضان سنة 223 هجرية، كرد على غزو ملك الروم "تيوفيل" لحصن "زبطرة"، الواقع بالقرب من مدينة مالطية.

وكانت هذه المعركة وقتها تزامناً مع انشغال الخليفة المعتصم وجيشه في إخماد فتنة "بابك الخرمي" وأنصاره في بلاد فارس.

كان "بابك الخرمي" قد أعلن التمرد والثورة ضد حكم بني العباس، وبدأت فتنته في عهد المأمون واستمرت لمدة 20 عامًا، دون أن يتمكن الخلفاء العباسيون خلالها من إخمادها أو وقفها.

وتحالف ملك الروم مع بابك الخرمي على المسلمين، وكان من نتائج ذلك دخول ملك الروم حصن "زبطرة"، وقتل أهلها، وأسر آلاف المسلمات، حتى صرخت امراة من المسلمات لما وقعت في الأسر وقالت "واه معتصماه".

يقول ابن كثير في البداية والنهاية "أوقع ملك الروم توفى بن ميخائيل بأهل ملطية من المسلمين وما والاها ملحمة عظيمة، قتل فيها خلقا كثيرا من المسلمين، وأسر ما لا يحصون كثرة، وكان من جملة من أسر ألف امرأة من المسلمات. ومثل بمن وقع في أسره من المسلمين فقطع آذانهم وأنوفهم وسمل أعينهم قبحه الله".

ويذكر ابن كثير سبب المعركة، هي رسالة من بابك الخرمي إلى ملك الروم يحرضه على قتل المسلمين فيقول: "وكان سبب ذلك أن بابك الخرمي، لما أحيط به في مدينة البذ استوسقت الجيوش حوله وكتب إلى ملك الروم يقول له: إن ملك العرب قد جهز إلى جمهور جيشه ولم يبق في أطراف بلاده من يحفظها، فإن كنت تريد الغنيمة فانهض سريعا إلى ما حولك من بلاده فخذها فإنك لا تجد أحدا يمانعك عنها. فركب توفيل بمائة ألف وانضاف إليه المحمرة الذين كانوا قد خرجوا في الجبال وقاتلهم إسحاق بن إبراهيم بن مصعب، فلم يقدر عليهم لأنهم تحصنوا بتلك الجبال فلما قدم ملك الروم صاروا معه على المسلمين فوصلوا إلى ملطية فقتلوا من أهلها خلقا كثيرا".

لفما بلغ ذلك الخليفة المعتصم انزعج لذلك جدا وصرخ في قصره بالنفير، ثم نهض من فوره وأمر بتعبئة الجيوش واستدعى القاضي والشهود فأشهدهم أن ما يملكه من الضياع (الوقف) فجعل ثلثًا لولده، وثلثا لله، وثلثا لمواليه.

ويذكر ابن كثير "وخرج (الجيش) من بغداد فعسكر غربي دجلة يوم الاثنين لليلتين خلتا من جمادى الأولى ووجه بين يديه عجيفا وطائفة من الأمراء ومعهم خلق من الجيش إعانة لأهل زيطرة، فأسرعوا السير فوجدوا ملك الروم قد فعل ما فعل وانشمر راجعا إلى بلاده، وتفارط الحال ولم يمكن الاستدراك فيه، فرجعوا إلى الخليفة لإعلامة بما وقع من الأمر، فقال للأمراء: أي بلاد الروم أمنع؟ قالوا: عمورية لم يعرض لها أحد منذ كان الإسلام، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية".

فتح عمورية

تجمعت كل العساكر بقيادة المعتصم عند عمورية، حيث تحصن أهل المدينة بالأبراج. وقام المعتصم بتوزيع قادة قواته على نقاط مختلفة في أبراج المدينة، وأمر المسلمين بإطلاق النار على الروم باستخدام المنجنيق، بينما كان الروم يردون عليهم بالضرب. وكان الروم في حالة منعة شديدة داخل أبراج المدينة.

وعلم المعتصم بمكان في السور كان قد هدمه السيل وأصبح ضعيفًا بلا أساس، ويذكر ابن كثير عن هذه الواقعة: "فنصب المعتصم المجانيق حول عمورية فكان أول موضع انهدم من سورها ذلك الموضع الذي دلهم عليه ذلك الأسير، فبادر أهل البلد فسدوه بالخشب الكبار المتلاصقة فألح عليها المنجنيق فجعلوا فوقها البرادع ليردوا حدة الحجر فلم تغن شيئا، وانهدم السور من ذلك الجانب وتفسخ".

ودار القتال في المعركة حتى انتصر المسلمون في معركة استخدمت فيها أدوات الحصار كالدبابات والسلالم والمجانيق والأبراج، بعد حصار استمر 55 يومًا.

ويقول ابن كثير: "وأخذ المسلمون من عمورية أموالًا لا تعد ولا توصف فحملوا منها ما أمكن حمله، وأمر المعتصم بإحراق ما بقي من ذلك، وبإحراق ما هنالك من المجانيق والدبابات وآلات الحرب لئلا يتقوى بها الروم على شيء من حرب المسلمين، ثم انصرف المعتصم راجعا إلى ناحية طرسوس في آخر شوال من هذه السنة. وكانت إقامته على عمورية خمسة وعشرين يوما".
أقرأ أيضاً:


قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك