تقرير: الأمراض تفتك باليمنيين في ظل تراجع الدعم للقطاع الصحي - بوابة الشروق
الأربعاء 9 أكتوبر 2024 4:19 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تقرير: الأمراض تفتك باليمنيين في ظل تراجع الدعم للقطاع الصحي

وكالة انباء العالم العربي
نشر في: الإثنين 31 يوليه 2023 - 5:27 م | آخر تحديث: الإثنين 31 يوليه 2023 - 5:27 م

يقف علي الضحوي بين طفلين من أطفاله أمام مركز صحي في اليمن، عاجزا عن التدخل لإنقاذهم من الأمراض التي تجتاح مخيمات النازحين بفعل الحرب التي تدور رحاها في البلاد منذ تسع سنوات، في ظل عدم قدرته على توفير تكاليف نقلهم إلى مستشفيات حكومية بعيدة أو تكاليف الأدوية والفحوص في المستشفيات الخاصة باهظة الثمن.

يقول الضحوي، النازح من مديرية صرواح في غرب محافظة مأرب، إن اثنين من أطفاله لا يتجاوز عمرهما أربع سنوات يعانيان من الحصبة والجدري المنتشرتين على نطاق واسع في مخيمات النازحين في مأرب.

تنقل الضحوي بين ثلاثة مخيمات مخصصة للنازحين، ليستقر به الحال في مخيم النقيعاء.

نقل الضحوي طفليه من مخيم النقيعاء، الذي يفتقر للخدمات الصحية، إلى مركز صحي في مخيم السميا مجاور سيرا على الأقدام في محاولة لعلاجهما، لكنه لم يجد ما يمكن للمركز الصحي تقديمه سوى إرشاده بنقل الطفلين إلى مدينة مأرب التي تبعد حوالي مئة كيلومتر عن المخيم، في وقت لا يملك فيه المال الكافي لنقلهم إلى مستشفيات خاصة أو حكومية في المدينة.

وقال الضحوي لوكالة أنباء العالم العربي (AWP) والحزن يكسو ملامحه "لا نملك المال لدفع تكاليف المواصلات لنقل الأطفال إلى مستشفى في المدينة، ولا نملك المال لدفع تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة، وهذا المركز الصحي لا يوجد فيه أدوية ولا أطباء لعلاج الأطفال".

وبحسب وحدة الأوبئة في مكتب وزارة الصحة بمأرب، فإن الأوبئة والأمراض المعدية في المحافظة، التي يقطنها حوالي أربعة ملايين نازح، هي السبب في عشرة بالمئة من حجم الوفيات في البلاد بشكل عام.

ويقول أحمد العبادي، مدير مكتب وزارة الصحة في مأرب، إن الأوبئة تنتشر في مخيمات النازحين بشكل متسارع خلال الآونة الاخيرة.

وأبلغ العبادي وكالة أنباء العالم العربي بأن مكتب الصحة سجل 1700 إصابة بحمى الضنك منذ مطلع العام الجاري، مضيفا أن عدد الحالات يرتفع كل يوم.

وبحسب العبادي، سجل مكتب الصحة في مأرب 450 إصابة بالجدري المائي و480 إصابة بالحصبة و76 إصابة بالملاريا، بالإضافة لأمراض أخرى، خلال الأشهر السبعة الأولى من 2023.

* قدرات بسيطة

أكد العبادي أن مكتب الصحة في مأرب لا يملك الإمكانيات اللازمة لمواجهة الأوبئة والأمراض واحتياجات السكان، قائلا إن قدراته بسيطة، لاسيما بعد انسحاب المنظمات الداعمة للقطاع الصحي "تاركة الكثير من المشكلات والضعف والاحتياجات التي كانت تغطيها".

وكان العبادي أبلغ وكالة أنباء العالم العربي في مقابلة الشهر الماضي بأن 33 مرفقا صحيا في مأرب أغلق تماما نتيجة لانسحاب المنظمات العاملة في المجال الصحي، موضحا أن المنظمات المنسحبة من بينها منظمات أممية كانت تقدم خدمات صحية للمواطنين طيلة السنوات الماضية، كما كانت توفر حوافز مالية للأطباء تبلغ 109 آلاف دولار شهريا.

وقال العبادي إن انسحاب المنظمات الدولية الداعمة للقطاع الصحي في مأرب "ترك معضلة أمام مكتب الصحة".

ولا يغطي الدعم الدوائي الذي تتلقاه مأرب من وزارة الصحة اليمنية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلا نسبة بسيطة من حاجة المحافظة، وفقا لمدير مكتب وزارة الصحة.

وليس الضحوي وحده من يقف عاجزا عن إنقاذ أطفاله من الأمراض المتفشية في المنطقة، وليست مأرب فحسب التي يعجز فيها القطاع الصحي عن مساعدة السكان والنازحين، إذ تواجه محافظة تعز في جنوب غرب اليمن مصيرا مشابها.

وقال عبد الرحمن الصبري، مدير مكتب وزارة الصحة في تعز، لوكالة أنباء العالم العربي إن موسم الأمطار في المحافظة ساهم في زيادة انتشار الأمراض بين السكان والنازحين، مشيرا إلى أن الإصابات بحمى الضنك وصلت إلى 5200 منذ مطلع العام الجاري.

وعلى الرغم من حملات التوعية وردم بؤر المياه التي تساعد على نقل الأمراض، يرى الصبري أن هذه الجهود ما زالت غير كافية لمحاربة الأمراض المنتشرة في المحافظة.

* الدفتيريا

في محافظة أبين بجنوب اليمن، التي تعاني هي الأخرى نقصا في أدوية الأمراض المنتشرة في المحافظة الساحلية، يعتمد السكان من ميسوري الحال على نقل مرضاهم إلى عدن المجاورة لتلقي العلاج، في ظل انتشار الدفتيريا، وهو مرض يصيب الجهاز التنفسي، في أغلب مدن المحافظة.

وقال خالد دهمز، مدير مكتب الإعلام في أبين، لوكالة أنباء العالم العربي إن أهالي مديرية لودر، التي تعد من أكثر المناطق التي تشهد انتشار الدفتيريا في المحافظة، امتنعوا عن تلقي اللقاحات الخاصة بالمرض بسبب معتقدات دينية، فيما نقل الكثير من أبناء المديرية إلى مستشفى الصداقة في عدن لعدم توفر الأدوية في أبين.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير له هذا الشهر إنه "منذ بداية عام 2023... توقفت حملات التوعية والتطعيم، تاركة خلفها الأطفال الأكثر ضعفا، لاسيما أولئك الذين يعيشون في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وقد تسبب ذلك في انخفاض تغطية التطعيم وأدى إلى زيادة انتشار الحصبة وغيرها من الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات.

"ويعد التردد في التطعيم، المرتبط بحملات التضليل المكثفة، عاملا مهما آخر يخلق عوائق أمام التطعيم".

وحتى 22 يونيو حزيران، تم تسجيل 25935 حالة يشتبه في إصابتها بالحصبة، منها 1406 حالة مؤكدة و259 وفاة في جميع محافظات اليمن هذا العام، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

وأضاف "يمثل هذا أكثر من 96 بالمئة من الحالات المبلغ عنها في عام 2022 بأكمله".
التتبع



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك