مصابو الثورة فى بورصة الجحيم - وائل قنديل - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 8:46 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصابو الثورة فى بورصة الجحيم

نشر فى : الأحد 9 يونيو 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأحد 9 يونيو 2013 - 8:00 ص

 من كان يصدق أن ضحايا نظام مبارك من مصابى ثورة يلوحون بورقة التصالح مع المخلوع من أجل المال بعد ثلاثين شهرا من الجريمة؟

 

إننا أمام تراجيديا مقبضة فى مسيرة ثورة يناير، تكشف بوضوح أن هناك من نجح فى تلويث الجوهر الأخلاقى لثورة يناير، فصار ممكنا إغراء بعض المحسوبين على قوائم المصابين فيها بالمضاربة والسمسرة فى بورصة الغضب المتصاعد.

 

وحسب ما تناقلته الميديا عما جرى فى جلسة محاكمة مبارك أمس، فإن محسوبين على مصابى الثورة أصدروا بيانا عجيبا تضمن قائمة طويلة من المطالب وانتهى بعبارة يهددون فيها بأنه «إذا لم يتم تنفيذ هذه المطالب من قبل النظام الحالى سوف نتصالح مع الرئيس السابق من أجل المال».

 

إذن.. فالفيروس المبكر الذى وضع داخل «مصابى الثورة» تظهر آثاره الآن بوضوح، حيث جرت عمليات مدروسة ــ مبكرا جدا ــ لتهجين قوائم المصابين بأصناف لا تمتّ لهذه الثورة بصلة منذ أيام المجلس العسكرى، وقد بحّت الأصوات فى ذلك الوقت تطالب بتنقية قوائم مصابى الثورة مما ألحق بها من عناصر جرى استخدامها فى مناسبات عديدة ضد الثورة.

 

وفى ذلك تحمل مضابط مجلس الشعب المنعدم بقرار من المحكمة الدستورية واقعة شهيرة بين أحد النواب من جهة، وبين رئيس البرلمان فى ذلك الوقت سعد الكتاتنى، ووكيله أشرف ثابت، حين تحدث النائب عن تزوير فى قوائم المصابين بمعرفة جهات أمنية تم من خلاله إضافة أسماء لمن لا علاقة لهم بموضوع الثورة من الأصل، وهو الكلام الذى رفض وكيل المجلس الإقرار بإمكانية حدوثه، فما كان من النائب إلا أن عاد بكارنيه يحمل اسم أشرف ثابت وكيل مجلس الشعب باعتباره من مصابى الثورة.

 

والخطير أن اللعب بورقة مصابى الثورة لا يزال مستمرا حتى الآن فى إطار التحضير للرحلة إلى الجحيم المعلنة فى نهاية يونيو الجارى، الأمر الذى يضعنا أمام جريمة حضارية تجعل بعضهم لا يمانع فى إحراق الثورة ذاتها مقابل التخلص من محمد مرسى، وقد رأينا نموذجا مصغرا لهذا الانحطاط فى وقت مبكر عندما تولت شخصيات مشهورة محسوبة على الثورة «مقاولة» هدم موقعة الجمل وصناعة روايات مكذوبة بشأنها تبرئ مبارك وعصابته منها.. وفى تطور لاحق صار خصوم الثورة فى كابينة قيادتها بعد تفريغها من مضمونها المحترم.

 

وبالطريقة ذاتها التى جرت بها عمليات إنتاج عبوات ثورية مزيفة وفاسدة فى فترة تولى المجلس العسكرى الحكم، للتشويش على ائتلافات الثوار الحقيقية، تمت تعبئة روابط وائتلافات وهمية للمصابين تمارس نشاطها الآن.

 

ويبقى أن ثائرا حقيقيا لا يمكن أن يضحى بثورته لقاء مال، أو كيدا لمن كانوا معه ثم تفرقت بهم السبل، كما أن مصابا حقيقيا فى أحداث الثورة لا يمكن أن يتاجر بإصابته ويضارب بجراحه فى بورصة الغضب، آو يؤجرها لمن يدفع أكثر.

وائل قنديل كاتب صحفي