كارثة نووية في أوكرانيا.. من المسئول.. بوتين أم زيلينسكي؟ - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الجمعة 10 مايو 2024 10:09 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كارثة نووية في أوكرانيا.. من المسئول.. بوتين أم زيلينسكي؟

نشر فى : الثلاثاء 11 يوليه 2023 - 7:20 م | آخر تحديث : الثلاثاء 11 يوليه 2023 - 7:20 م

إن المتابع لمجريات القتال المستعر بين روسيا وأوكرانيا بعد أن بدأت كييف هجومها المضاد على المحورين الجنوبى والشرقى يكاد يجزم أن الرأى العام العالمى لا يعى بالدرجة الكافية حجم المخاطر المحدقة بقطاع من الجنس البشرى، ذلك أننا صرنا قريبين من وقوع كارثة نووية ستكون لها عواقبها الوخيمة ليس فى أوكرانيا وحدها بل قد تطال دولا أوروبية أخرى، لوقوع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية على خط التماس بين القوات المتقاتلة، بل وفى المرمى المؤثر لنيرانهما على السواء، وفى هذا الخصوص كان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل جروسى دقيقا عندما كرر ويذكر دوما «أننا محظوظون حتى الآن» لعدم حدوث تسرب إشعاعى يؤدى إلى كارثة نووية فى المحطة الأكبر فى أوروبا والتى تضم ستة مفاعلات نووية.
يحتل الجيش الروسى محطة زابوريجيا منذ 4 مارس 2022، وتنبع مخاوف وكالة الطاقة الذرية من حدوث كارثة نووية من تكرار القصف الذى يحدث فى محيط المحطة، مع احتمال إلحاق الضرر بالبنية التحتية الحيوية لها، وفى مناسبة واحدة على الأقل أصابت المدفعية منطقة يخزن فيها الوقود النووى المستهلك.. ومن الصعب تحديد مصدر النيران فى كل مرة إذ يلقى كل طرف باللائمة على الآخر.
ينبع القلق أيضا إذا قل منسوب المياه اللازم لتبريد المفاعلات، وهو ما سيؤدى إلى انصهارها، وقد زادت فرص ذلك بعد تفجير سد كاخوفكا الواقع على نهر دنيبرو فى 6 يونيو الماضى، ما أدى إلى استنزاف الكثير من مياه الخزان الذى كان المصدر الأساسى للمياه الواردة لبركة التبريد بالمحطة.
خطر انصهار المفاعلات وحدوث التسرب الإشعاعى يمكن أن يحدث أيضا إذا انقطع التيار الكهربائى عن المحطة، علما بأنها تعتمد على خط إمداد خارجى واحد، واحتاجت لتشغيل المولدات الاحتياطية سبع مرات منذ بدء القتال لاستمرار أعمال التبريد.
فى 30 سبتمبر 2022، أعلن بوتين أن موسكو ضمت منطقة زابوريجيا إلى الاتحاد الروسى، ثم ضم المحطة النووية إلى شركة الطاقة الروسية، منذ ذلك الحين تواجه روسيا اتهاما بأنها تتخذ من المحطة درعا نوويا لحماية قواتها المتمركزة فى المنطقة، وكذلك تخزن فيها معدات عسكرية، ويصر جروسى على علم الوكالة بوجود ألغام ومتفجرات فى المحطة وما حولها، وأن رجاله لم يصلوا بعد لتفتيش أماكن كثيرة فيها.. لكن المؤكد أن ضم روسيا للمحطة خلق نوعا من النزاع على ملكيتها، مما يثير قضايا حول أى دولة مسئولة عن الأمان النووى فيها.. روسيا أم أوكرانيا.. بوتين أم زيلينسكى؟
بعد أن فشل جروسى فى إقناع موسكو وكييف بالالتزام بمنطقة آمنة فى محيط المحطة ذهب إلى مجلس الأمن فى 30 مايو الماضى وأطلعه على ما أسميه وثيقة «إبراء الذمة» من كارثة يراها قريبة، تحتوى على المبادئ الخمسة التى وضعتها الوكالة لصيانة الأمان النووى فى المحطة والتى تطالب الجانبين المتحاربين بالالتزام بها، وأولها «عدم شن هجوم من أى نوع من داخل المحطة أو عليها، لا سيما استهداف المفاعلات أو الوقود المستهلك أو بنى تحتية أخرى أو الموظفين». وتشمل أيضا عدم استخدام الموقع لتخزين أسلحة ثقيلة أو حشد عسكريين، وألا تفصل المحطة عن شبكة الكهرباء، وأن تتم حمايتها من أعمال التخريب.
يدرك جروسى أنه لا ولاية لمجلس الأمن على طرفى النزاع فى أوكرانيا، وعلى هذا النحو، فهو يناشد أوكرانيا وروسيا مباشرة، ويدعو البلدين للحفاظ على هذه المبادئ، فى الوقت الذى تتهم فيه كل دولة الأخرى بالإعداد لتفجير المحطة.
صار خوف الخبراء الآن من أن يصحو العالم على رؤية مئات الآلاف من الأشخاص يحاولون الفرار من تلك المنطقة بعد وقوع تسرب إشعاعى، ستكون هناك سحب مشعة لن يكون الناس قادرين على رؤيتها، لكن العلماء المتخصصون لديهم أدوات حساسة تقيس مستويات الإشعاع وترصده.
الأزمة أنه بحسب الخبراء «لا يمكن التنبؤ بخط سير تلك السحب.. الأمر ستتحكم فيه الظروف الجوية واتجاه الريح، وبسبب الموقع الجغرافى للمحطة فى وسط أوروبا تقريبا، يمكن أن يضرب أى تسرب إشعاعى منها أى جزء من القارة الأوروبية.

التعليقات