مجلس جامعة القاهرة شكرًا.. والشيحى هو عبدالخالق - خالد أبو بكر - بوابة الشروق
الخميس 9 مايو 2024 11:25 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مجلس جامعة القاهرة شكرًا.. والشيحى هو عبدالخالق

نشر فى : الإثنين 12 أكتوبر 2015 - 10:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 12 أكتوبر 2015 - 10:00 ص

أثبت وزير التعليم العالى الجديد، أشرف الشيحى أنه لا يختلف عن سلفه السيد عبدالخالق، بل إنه يدافع باستماتة عن قرارات ظالمة تم اتخاذها فى عهد الأخير مرتبطة بحرمان أبناء الأقاليم من دخول الكليات المرموقة بجامعة القاهرة؛ الأمر الذى يعطى مؤشرا على أن اختيار بعض المسئولين فى بلادنا يأتى من معين الطبقية الكاره لكل متفوق من أبناء شعبنا، وذلك يتأكد إذا استدعينا تصريحات أشرف حاتم، أمين المجلس الأعلى للجامعات فى تبرير حرمان المتفوقين من أبناء الصعيد من دخول جامعة القاهرة بداعى أنهم «يزحمون مواصلات العاصمة ويأكلون فى المدن الجامعية»، وإذا استدعينا تصريحات أشرف العربى وزير التخطيط، الذى قال فى معرض حديثه عن قانون الخدمة المدنية، «لا تعيين لأوائل الخريجين فى القانون الجديد.. كيف أمنحهم ميزة عن بقية الشعب؟»، وكأنهم ارتكبوا جريمة عندما تفوقوا، فى بلد لا تعتد بكونك متفوقا كى تدخل الكلية التى تريد فى الجامعة التى تريد، أو كى تصبح قاضيا أو دبلوماسيا أو غيرها من المهن التى تحجز مقدما لأبناء الباشوات فقط.

الوزير الشيحى وأمين «الأعلى للجامعات» وأعضاؤه من رؤساء الجامعات الذين لم يجرؤ رجل فيهم على معارضة الوزير السابق عندما طلب تفويضا باستثناء من يشاء من التوزيع الجغرافى عدا رئيس جامعة القاهرة، رفضوا قرار مجلس جامعة القاهرة بشأن «قبول 150 طالبا وطالبة من أوائل الثانوية العامة بشعبها الثلاث الأدبى والعلوم والرياضة بعد الـ300 الأوائل الذين لا تطبق عليهم قواعد التوزيع الجغرافى، بواقع 50 طالبا وطالبة من كل شعبة، لتحويل 50 بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، و50 بكلية الإعلام، و50 لكليتى الطب والهندسة، وذلك «حلا لإشكالية تتعلق بالتوزيع الجغرافى حرمت بعض طلاب الأقاليم المتفوقين والحاصلين على درجات عالية من الالتحاق بكليات الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية والطب والهندسة بجامعة القاهرة»، بحسب نص قرار المجلس.
رفض «الأعلى للجامعات» برئاسة الوزير لقرار جامعة القاهرة الوطنى والتاريخى، والمعلى لقيمة التفوق فى هذا الوطن برره الشيحى بقوله «لو فتحنا الباب لأى استثناءات خارج إطار القواعد يبقى إحنا ناس مش كويسين.. لو هناك إعادة نظر فى بعض القرارات الخاصة بالتنسيق يكون ذلك للأعوام القادمة؛ لأننا نعمل بشفافية وملتزمين بالقواعد».

بنفس منطق أشرف العربى يتحدث الشيحى عن منح بعض المتفوقين حقوقهم فى دخول الكليات المرموقة باعتباره «استثناء»، والمثير للاستغراب والضحك هو أن رؤساء الجامعات الذين رفعوا أيديهم بالموافقة على منح الوزير السابق تفويضا لاستثناء من يشاء من قواعد التوزيع الجغرافى بالمخالفة للقانون يتحدثون اليوم عن «رفض استثناءات المتفوقين»، وهل المتفوق يحتاج استثناء؟!
لا يا سادة.. أنتم أردتم إحراج رئيس جامعة القاهرة د. جابر نصار أمام الرأى العام بعد أن كشف موافقتكم العمياء على تفويض الوزير السابق على استثناء أبناء الكبار من التوزيع الجغرافى.
لكن من حيث أردتم إحراج جامعة القاهرة ورئيسها كشفتم أنفسكم للمرة الثانية، وكأن قدر هذه الجامعة العريقة أن تكشفكم أمام الرأى العام.. تكشف تخليكم عن موضوعية العلماء، واحترام المتفوقين، والدفاع عن قرارات اتخذتموها ظلما وعدوانا ميزت بين الشعب المصرى بمنح أفضلية لمن يعيش فى القاهرة عن بقية المحافظات.

إن دموع الطلاب المتفوقين الذين جاءوا إلى جامعة القاهرة لتبوء مقاعد هم أولى بها من غيرهم، ثم جاء قراركم الذى كسر قلوبهم ستطاردكم حتى وأنتم فى قبوركم، لاتزال صرخات بعض هؤلاء الطلاب تقطع قلبى بعد إلغاء تحويلهم إلى كليتى الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام «يرضى مين فى مصر أن نكون حاصلين على أكثر من 98% ونطرد من كليات حلمنا بها طوال أعمارنا، ويتم قبول غيرنا فيها بـ94% فقط لمجرد أنهم قاهريون؟.. هل هذا عدل؟!».. ليس عدلا.. ولابد من يوم معلوم تترد فيه المظالم!
kaboubakr@shorouknews.com

التعليقات