كتاب جديد يؤكد: المكيافيلية وحدها لاتكفي لصنع سياسي جيد - بوابة الشروق
الإثنين 29 أبريل 2024 7:16 ص القاهرة القاهرة 24°

الأكثر قراءة

قد يعجبك أيضا

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

كتاب جديد يؤكد: المكيافيلية وحدها لاتكفي لصنع سياسي جيد

الناقد جون غراى
الناقد جون غراى
لندن – أ ش أ
نشر في: الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 7:50 م | آخر تحديث: الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 9:35 م

هل تكفي المكيافيلية لصنع سياسي جيد؟.. هذا الكتاب الجديد عن إيد ميليباند، زعيم حزب العمال البريطاني، يؤكد أن المكيافيلية التي يتمتع ميلباند بقدر وافر منها لا تكفي في غياب مشروع سياسي ورؤية شاملة.

 

ووصف الناقد جون جراي هذا الكتاب لمهدي حسن وجيمس ماكينتر بأنه مثال للجهد البحثي الذي لا يلين، وأن القارئ يتلذذ بصفحات تجمع ما بين جدية الدراسة وتعدد المصادر وجدة المعلومات ولذة الكتابة عن السياسى الشاب ايد ميلباند الذى يوصف بأنه احد الألغاز الجديدة فى الحياة السياسية البريطانية.

 

ومع ان ايد ميليباند فاز بزعامة حزب العمال كمرشح للتغيير وتصحيح مسيرة الحزب واخطاء زعيمه السابق تونى بلير فان الكتاب الجديد يثبت ان ميليباند يعمد كثيرا لاعتماد سياسة الأقوال كبديل عن الأفعال فى وقت يحتاج فيه حزب العمال لتغيير الاجندة الاقتصادية-السياسية وان يعترف بأخطائه الاستراتيجية الجسيمة فى مجال السياسة الخارجية مثل التورط فى غزو العراق.

 

ويوضح المؤلفان ان المسألة ليست مجرد اعتراف لفظى بالأخطاء والخطايا التى اقترفها حزب العمال اثناء وجوده فى الحكم بقيادة تونى بلير وانما افعال فى المقام الأول لتبديد الصورة السيئة للحزب فى اذهان ناخبيه. ومن الطريف ان الكتاب تضمن اشارات حول مواقف اتخذها ايد ميليباند ومن شأنها اضعاف الوضع السياسى لشقيقه الأكبر ديفيد كمنافس له على قيادة الحزب.

 

ويسلم مهدى حسن وجيمس ماكينتر فى هذا الكتاب بأن ايد ميلباند استاذ فى التكتيكات والمناورات السياسية وهزيمة خصومه داخل الحزب وعلى رأسهم شقيقه الذى شغل من قبل منصب وزير الخارجية غير انه لم ينجح بعد فى المهمة الصعبة حقا وهى اعادة تعريف حزب العمال وتقديمه للناخبين بصورة مغايرة لحقبة بلير التى اسست لما عرف بدولة السوق دون ان تهتم هذه السوق المتوحشة بمواطنين كادحين كانوا ولو من المنظور التاريخى هم جماهير حزب العمال وقاعدته الراسخة.

 

وزاد الطين بلة ان ايد ميليباند- كما يوضح الكتاب- يثير غضب النقابات من حزب العمال بسبب مواقفه المعادية لاضرابات العاملين فى القطاع العام حتى ان البعض يعتبره فى الحقيقة من عتاة المحافظين.

 

ومن المثير للدهشة ان رالف ميليباند والد ايد ميليباند كان من اهم منظرى الماركسية فى جيله لكن الابن كما يبدو تعلم من والده اليهودى المهاجر من بلجيكا فرارا من النازية الشعور بأهمية السياسة دون ان يرث منه التفكير السياسى والرؤية الشاملة.

 

لكن ايد ميلباند الذى مازال فى مستهل الأربعينيات من عمره لديه فرصة لم تتبدد تماما-كما يقول مهدى حسن وجيمس ماكينتر فى كتابهما-ليثبت ان قدراته فى اجراء تغييرات جذرية داخل حزب العمال وطى صفحة تونى بلير بأكملها لاتقل عن قدراته المكيافيلية التى صعدت به لزعامة الحزب..واذا تحقق هذا الرهان فان ذلك سيكون من حسن طالعه وطالع حزبه معا.



قد يعجبك أيضا

شارك بتعليقك